داعش ترسم حدود إسرائيل على الفرات
د.نسيب حطيط
منذ قيام دولة الكيان الإسرائيلي تم تلقيح العقل العربي بأن حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات كما يرمز العلم الإسرائيلي ووصلت إسرائيل إلى النيل عندما احتلت سيناء وتجاوزته بإتفاقية كامب ديفيد.
حاولت إسرائيل الوصول إلى الفرات عبر إجتياح سوريا وقبله لبنان عام 2006 ولم تنجح فأوكلت المهمة إلى الخليجيين الذين أعطوها فلسطين قبل ذلك ...!! والآن يجندون التكفيريين بإسم داعش وأخواتها ومعهم أكراد البارزاني لتقسيم العراق ... لقد وصلت داعش الصهيونية إلى الفرات أو وصلت إسرائيل الداعشية إلى الفرات وقالت داعش " إن الله لم يأمرنا بقتال إسرائيل"!!
بعد إحتلال فلسطين تم تهجير المسيحيين منها ولم يبق من المسيحيين الفلسطينيين إلا القليل فلاحقتهم إسرائيل إلى لبنان وتحالفت معهم بقصد حمايتهم ولإستغلالهم ضد المقاومة الفلسطينية فتخلصت إسرائيل من المقاومة بعد إجتياح عام 1982 وخسر المسيحيون ولم يتعظ الذين تحالفوا معها ولا زالوا على غبائهم وضلالهم بل انتقلوا إلى الترحيب بالثورة السورية المفترضة ومع داعش وأخواتها من الأخوان المسلمين حتى وصلت داعش إلى الموصل وبدأت بقتل المسيحيين والشيعة ودمرت الكنائس وآخرها كنيسة السريان الكاثوليك التي يعود تاريخها إلى قبل 1800 عام ويخيرون المسيحيين بالجزية أو القتل ويعملون على تهجيرهم كما فلسطين والمستغرب أن العالم المسيحي الغربي يدعم داعش وإسرائيل ... ويترك المسيحيين لمصيرهم الأسود والكارثي ... إنها المصالح من النفط إلى الغاز إلى المقاولات ... العراق بلا مسيحيين في المرحلة الأولى بعد تهجيرهم بالغزو الأميركي وفي الثانية بالغزو الداعشي – الصهيوني.
إنها مرحلة تهجير المسيحيين من الشرق وتقسيم العراق لصناعة "إسرائيل" جديدة عند أكراد البارزاني وداعش الموصلية وتفجير العراق يماثل تنفيذ عملية إنتحارية وسط دول الإقليم...والسعودية المطمئنة أنها تمسك بخيوط اللعبة وأنها تحرك الخليفة المصنوع أميركيا وإسرائيلياً ستحصد مازرعت.
الأمة العربية على وشك السقوط ولم يبق منها إلا بعض بقع الضوء في سوريا ولبنان والعراق وبعض فلسطين ... فالجميع تحالفوا مع إسرائيل وسقطوا بالإتفاقيات المذلة والسعودية تدعو الإسرائيليين لزيارتها والسلام معها... ثورات الحريق العربي تناشد إسرائيل مساعدتها لإغتصاب سوريا ... الأخوان المسلمون يتظاهرون ضد الإنقلاب ولا يتظاهرون ضد قصف غزة.
داعش في العراق إنزال للكوماندوس التكفيري -الصهيوني خلف خطوط المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين لطعنها في الظهر وتفجيرها بالفتن المذهبية لإسقاط دول (الهلال المقاوم) من إيران وإلى العراق وسوريا ولبنان ولذا فإن معركة العراق إمتداد لعدوان تموز 2006 وحلقة من حلقات تدمير سوريا وحصار إيران .... والقضاء على القضية الفلسطينية وحق العودة.
داعش في العراق ليست لنصرة أهل السنة وهي التي تهتك أعراضهم وتدمر مساجدهم وتقتلهم كما تقتل الشيعة والمسيحيين ... فلقد أعدمت شيخ قبائل العبيدات (السنية) لرفضه قتل الشيعة ومبايعة أمير داعش. وقتلت أئمة المساجد في تكريت الموصل الذين رفضوا مبايعتها وهدموا قبر النبي يونس (ع) ومسجد حفيد الخليفة عمر بن الخطاب وألزموا نساء الموصل على (جهاد النكاح) بالإكراه حيث أحرقت العديد من الفتيات أنفسهن بعد ذلك وهاهي غزة تقاتل ولا تسمع دعاء أحد من أهل السنة أو نصرتهم!
وحدة العراق قارب النجاة للشعب العراقي بكل أطيافه... والذي لم يعرف المذهبية والطائفية إلا بعد الغزو الأميركي وسفرائها من داعش وأخواتها.
ماذا سيقول مؤتمر الأردن للمعارضة العراقية التي تدعم داعش، للمسيحيين المقتولين والمهجرين وماذا سيفعل الأردن عندما تصل داعش إلى عمان بعدما وصلت إلى معان !!فمن يفرح لسقوط العراق عليه أن يتحسس رقبته قبل أن تذبحه داعش و تسبي نساؤه.
العراق جبهة من جبهات القتال ضد المشروع الصهيوني التكفيري الذي يحيط بالأمة التي تتحصن بالمقاومة الشريفة وحاملة الأمل بإعادة البوصلة إلى حيث العدو الحقيقي والجهاد الصادق والشريف ... المقاومة تقاتل في غزة والعراق ولبنان وسوريا ... وستبقى المقاومة وسيهزم المشروع الصهيوني التكفيري بصواريخ سوريا وإيران وبريد المقاومة الذي يوصله إلى غزة وتضامن الشرفاء من هذه الأمة الساكنين الخنادق المقدسة بدلاً من الفنادق والملوثة .