أردوغان بداية السقوط.
د.نسيب حطيط
بدأت أحلام السلطان الأميركي أردوغان تتبخر في ساحة" تكسيم" قبل أن يسقط النظام السوري،ولن يكون اردوغان السلطان سليم الأول فاتح بلاد الشام ومصر.
تفاخر الثنائي أردوغان-غول بأنهما يمثلان طليعة التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط وأنهما إنتصرا على علمانية أتاتورك بالإسلام الأميركي الذي أباح الكحول من السادسة صباحا حتى العاشرة مساء وتحالف مع إسرائيل وحلف الناتو.
قدم أردوغان النصيحة للنظام السوري بضرورة الإصلاح وعدم العنف مع المتظاهرين السلميين أوالمسلحين لكنه قمع المظاهرات السلمية بالعنف المفرط الذي أعترف به ،فقتل إثنين وجرح ألفان وإعتقل المئات وفقأ أعين ستة من المتظاهرين حتى لا يروا زيف إدعاءاته الديمقراطية .
ظهر أردوغان نمرا من ورق أهتز كيانه خلال 48 ساعة من بدء المظاهرات وأطلق إتهاماته ضد الخارج واتهم المتظاهرين بقاة من اللصوص والمشاغبين وتعهد بالقضاء عليهم خلال ثلاثة أيام.
أردوغان يتلقى الصفعة الأولى وألسنة النار التي أشعلها في سوريا بدأت تطاله من تفجيرات الريحانية إلى إعتقال عناصر جبهة النصرة مع غاز(السيرين)ألسنة إلى الإقتصاد التركي الذي خسر 8% من نقاطه ،وتضرر السياحة والتجارة على مشارف الصيف ،.
لقداشعل اردوغان الفتنة المذهبية في سوريا وبدأ يحصد عواصف مغامراته ليقسم الشعب إلى علويين وسنة وأتراك وأكراد وإنقسم عديد سكانها إلى 15 مليون علوي و15مليون كردي وثلاثون مليون سني ينقسمون بين علمانيين وإسلاميين جدد .
إرتكب أردوغان خطيئة ضرب الجيش وإهانته وسجن ضباطه بحجة محاولات الإنقلاب مما زاد نقمة الجيش عليه ويجعله يسهل محاولات إسقاطه أو السكوت عنها ،كما لم ينجر إلى مغامرة أردوغان بالتدخل في سوريا.
لقد بدأ العقاب الشعبي لأردوغان الذي أعاد المذهبية والعثمانية بلباس ديمقراطي وإسلامي خادع وجعل تركيا تتصادم مع جيرانها مع العراق بحجة حماية السنة ومع سوريا بحجة تحقيق الديمقراطية ومع إيران بسبب مواقفه تركيا على نشر صواريخ الباتريوت والقواعد الأميركية وبدأ العقاب الأميركي لأردوغان بسبب عجزه عن تنفيذ تعهداته بإسقاط النظام السوري خلال أسابيع ،وغامرت أميركا بمحاولة إسقاط النظام وبعد سنتين لم يسقط النظام وبدأت تخسر مكتسباتها التي حققتها بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي وصارت محكومة بالموقف الروسي والصيني وتحولت من قوة آحادية القرار إلى إحدى القوى العظمى وأطلقت الوحش التكفيري وحشدته في سوريا لكنه سينتشر في الخليج وأوروبا وأميركا ويفعل كما فعل في لندن في بوسطن ومالي ونيجيريا إنتقاما من رعاته الذين سيتخلون عنه وأولهم تركيا التي تغلغل فيها المسلحون التكفيريون وعصابات التهريب والإجرام .
إن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يتعرض لهجوم أربعة أطراف غير متحالفة لكن يجمعها نظام توافق المصالح المتمثل بإسقاطه وحزبه وحكومته وهذه الأطراف هي:
- الجيش لإستعادة دوره السياسي والإنتقام من أردوغان وحزبه على التنكيل بهم.
- المعارضة العلمانية والليبرالية التي شعرت بأن أردوغان وحزبه بدأوا يطبقون الخناق على الحريات العامة والسلوك العام بإتجاه تأليف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الطريقة الوهابية والسلفية.
- العلويون الذين بدأوا يشعرون بالقلق والخوف من التهديدات التكفيرية في تركيا ومن العنصرية التي يمارسها أردوغان وعدم الإعتراف بحقوقهم الدينية.
- الأكراد الذين سيواصلون تحركاتهم لتثبيت حقوقهم والإستفادة من الفرصة الذهبية التي تعيشها المنطقة وخاصة في سوريا والعراق وتركيا للضغط على الحكومة التركية للتنازل.
-
إن أميركا والغرب وفق تاريخهم السياسي مع حلفائهم وأتباعهم يتخلون عنهم عندما تتهدد مصالح أميركا كما فعلت مع شاه إيران والقذافي ومبارك وبن عي وهكذا ستفعل مع أردوغان وأوغلو وستحاسبهم على فشلهم في سوريا ولن تدافع عنهم في الداخل التركي وهذا أول الأدلة على فشل المشروع الأميركي وإنتصار محور المقاومة والممانعة والساحة الثانية للتأديب ستكون "قطر الصغرى".