أردوغــــــــــان السلطــــــان الأطلســي
د.نسيب حطيط
هزم الغرب في الحرب العالمية الأولى(السلطنة العثمانية)و واغتصب فلسطين بعد تقسيم المنطقة ،وبعد مائة عام يعود عبر سلطان(الناتو) "اردوغان" ليقسم المنطقة حماية لإسرائيل بواسطة (الإسلام)الأميركي مقابل الإسلام المقاوم ، وذلك بالتحالف مع إسرائيل و أميركا ن تنفيذا لمشروع الشرق ا؟لأوسط الكبير، وتحالفت تركيا مع الذين ينبذونها أوروبيا طيلة ثلاثين عاما، ويرفضون انضمامها للإتحاد الأوروبي ،رغم كل الشروط السياسية والاقتصادية(والدينية) المفروضة عليها ،بينما سبقتها دول أوروبا الشرقية للعضوية ، ولم ييأس الأتراك من(إستجداء)عضوية الإتحاد ،وهم الأعضاء وفي حلف(الناتو) ،فيقدمون القواعد العسكرية البرية والجوية وآخرها نقل قيادة القوات البرية(للأطلسي)من أسبانيا والمانيا إلى (أزمير) كوجود بديل في حال إنسحبت أميركا من العراق.
تركيا- أردوغان لا تختلف كثيرا عن تركيا العلمانية والجيش فهي :
- لا زالت عضوا في حلف الأطلسي (الناتو).
- لا زالت في حلف إستراتيجي مع إسرائيل.
- لا زالت تمنع الحجاب(تأكيدا على حرية الراي وحقوق الإنسان).
- لا زالت تقصف الأكراد(مع أنها تدعم المسلحين في سوريا).
- لا زالت ترفض الإعتراف ببيوت العبادة للعلويين.
- لا زالت تحتل لواء الإسكندرون السوري.
،وقد نجح رئيس الوزراء التركي وطاقمه السياسي بخداع الجمهور العربي نتيجة خبرة أجداده بمنظومة الوعي العربية التي تعتمد على السطحية والعاطفة والموقف(اللحظوي)لأن العرب اصحاب شعارات بعيدة عن الأفعال، فاستطاع التمهيد للمشروع الأميركي من خلال(أحداث)اسطول الحرية لفك حصار غزة والموقف المسرحي في مؤتمر دافوس والمعاهدات الثنائية مع سوريا والإنفتاح على العالم العربي من خلال نافذة القضية الفلسطينية، خاصة وأنه ركز على المواقف الإعلامية التي لم تثمر أي موقف حقيقي من إسرائيل، فبعد أحداث أسطول الحرية وأستشهاد الاتراك وعدم التجاوب الإسرائيلي مع المطالب التركية ...فهل ألغت تركيا – أردوغان إتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل!. هل قطعت العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية!.
إن تركيا – اردوغان تمثل إحدى نسخ الإسلام الأميركي المصنع حيث استطاعت أميركا تصنيع ثلاثة أنواع من الإسلام .
- الإسلام العنفي المسلح عبر القاعدة وأخواتها...
- الإسلام – الحديث لأحزاب وجماعات، دينها الإسلام وايمانها العلمانية (إسلام حزب العدالة والتنمية ،وإسلام الأحزاب الحاكمة في مصر وتونس وتركيا...).
- الإسلام المحرف ذي القشور والفتاوى الحديثة(إرضاع الكبير – فتاوى السلم مع إسرائيل ، قتل ميكي ماوس ...).
لقد دفعت سوريا ثمن الخديعة التركية حيث فتحت حدودها دون تأشيرات لإستغلالها بحشد المسلحين إلى الداخل السوري، وآوت تركيا المعارضة السورية ومارست ضغوطا نفسية وسياسية على الجانب السوري بشكل استفزازي (كاستاذ مع تلميذه) وتحولت قاعدة لإسقاط النظام السوري بحجة دعم الإصلاحات .
والسؤال المطروح ...لماذا تسمح تركيا لنفسها ما لا تقره للآخرين،مع تأكيد رفضنا لاي أسلوب عنيف أو قمعي تمارسه الأنظمة ضد شعوبها ومعارضيها الوطنيين المطالبين بحقوقهم والإصلاح ،ودعوتنا للحوار الوطني ، فهل نسيت تركيا موقفها من الأكراد وصراعها المسلح مع حزب العمال الكردستاني الذي يطالب بحقوقه الثقافية والانمائية ،وتعتقل زعيمه اوجلان ن وهل نسيت أنها لا زالت تعتقل معارضيها السياسيين و ترفض مطالب العلويين وكذلك حقوق المرأة وكذلك لواء الإسكندرون.
لقد سعت اميركا عبر الثنائي (أردوغان – أوغلو) بعد إنقلابهم على مرشدهم ،مؤسس الحركة الإسلامية التركية ، نجم الدين اربكان ، لتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير ،وهذا ماقاله كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري ، مذكّرا اردوغان «من كان الرئيس المساند لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تمنى للجنود الأميركيين النجاح فيما كانوا يغتصبون النساء العراقيات؟ وهل تنسى الأمة ذلك؟». وقال «انا الذي سينزع القناع عن وجه رجب بك وأكشف عن وجهه الحقيقي».
بالوعي والحوار والإصلاح سننقذ اوطاننا من الاسلام الاميركي المتعدد اللغات والأساليب.