بعد تجربة منظومة جماعات التكفير والهجرة في مصر والتي أسست لقيام تنظيم "القاعدة" في أفغانستان وما سمي "بالأفغان العرب" الذين انتشروا في العالم العربي، خصوصاً بعد هزيمة الإتحاد السوفياتي وشكّل تنظيم القاعدة النسخة الأولى من الجيش الأميركي العابر للحدود في ساحات القتال العالمية خاصة في منطقة الشرق الوسط عموما والعالم العربي خصوصاً.
بعد الغزو ألأميركي للعراق ايقن الأميركيون ان منظومة الغزو والإحتلال المباشر باهظة الأثمان على الصعيد العسكري والاقتصادي (مع كل ماسرقوه من العراق) وكذلك على الصعيد السياسي في الداخل الأميركي.
تشكل "داعش" الجيل الثالث من الجماعات التكفيرية ــ الأميركية ونسخها المترجمة لكل اللغات والمتعددة الجنسيات من بوكو حرام في افريقيا الى انصار الشريعة في تونس والنصرة وتنشتر في كل الميادين التي تريد اميركا تخريبها او اسقاطها وآخر الميادين كانت سيريلانكا ومجزرة الفصح الأخيرة.
ان المميزات الأساسية للجماعات التكفيرية المصنّعة اميركيا" والتي تم تربيتها في مدارس ومساجد الوهابية العالمية التي فتح الغرب ابوابه امامها واحتكرت كل المراكز والمساجد الإسلامية في أوروبا والتي تخوض معركة عقائدية وسياسية على المستوى الإسلامي تتقاطع مع المصالح الأميركية والصهيونية وتخوض الوهابية حربها على محورين وفق الآتي:
- المحور الأول: ضد المسلمين الشيعة على المستويين السياسي(ايران) والمذهبي ضد كل ما تسميهم الروافض ولا تعترف باسلامهم وتضعهم في دائرة التكفير.
المحور الثاني: ضد المسلمين السنة في المذاهب الأربعة دينيا" وضد جماعة الأخوان المسلمين كإطار سياسي.
لا يزال رحم الوهابية يلد الأبناء والبنات من الجماعات التكفيرية نتاج المساكنة والمسيار مع المشروع الأميركي- الصهيوني في العالم، وخصوصاً في المنطقة والذي سيستولد جماعات تكفيرية في كل دولة تريد اميركا احراقها ولذا ستكون الجماعات التكفيرية في الصين عبر أقلية "الإيغور" وستكون في جمهوريات اسيا الوسطى ضد روسيا وستكون في افريقيا لمحاصرة الاستثمارات الصينية وستكون في أوروبا لتفجير الصراع الديني (المسيحي ــ الإسلامي) والإجتماعي (المواطنين والمهاجرين) لإخراج أوروبا من المنافسة في السياسة والإقتصاد في الشرق الأوسط وافريقيا.
إن "داعش" الأصلية التي تحميها اميركا وترضعها اقتصاديا وامنيا وعسكريا وتجبر حلفائها على ذلك ستنتشر وفق المشروع الأميركي في كل العالم سواء بإسمها الأصلي او بأسمائها المترجمة في كل اللغات وفق الواقع الداخلي للدول والشعوب لرسم الشعارات المطلبية التي تشعل الساحات والحروب الأهلية فيمكن ان تكون الشعارات دينية او اجتماعية او سياسية او مذهبية او قومية وبالتوازي ستصنع اميركا منظمات داعشية باسم المسيحية والبوذية والسيخ والهندوس ،لها ذات البرنامج والمنهج والسلوك الإرهابي لتنظيم التفجيرات والتفجيرات المضادة ضمن سياق ردات الفعل التي تبدو عفوية وغير مخططة لكنها تقع ضمن برنامج المخابرات الأميركية وادواتها كما حصل في مذبحة المسجدين في نيوزيلندا وكما حصل في كنيسة في افريقيا وحتى حريق كنيسة "نوتردام" لا يستبعد ان يكون مفتعلا لأهميتها الرمزية والأثرية، وكذلك في سيريلانكا ويمكن ان نسمع في ماليزيا ..لكننا لم نسمع ولن نسمع ان "داعش" قد فجّرت في الكيان الصهيوني او ضد اهداف أميركية او وهابية لأنها صنعت لخدمة هؤلاء وليس لإيذائهم او الحاق الضرر بهم.
أميركا وعولمة داعش د نسيب حطيط
"داعش" تحمل شعار إعادة الخلافة الإسلامية ونشر الإسلام لكنها تقتل المسلمين وتدمر بلدانهم وتسلب ثرواتهم وتحرّف الإسلام وما فعلته ضد الإسلام والمسلمين في فترة زمنية قصيرة يفوق عشرات الأضعاف ما فعله أعداء الإسلام عبر التاريخ.
"داعش" هي الطاعون الأميركي لتحقيق عولمة الإرهاب المنظّم اميركيا".. للسيطرة على العالم او قيادته ونهب ثرواته ..لذا فإن المشروع الأميركي وبعد تحقيق نجاح في الشرق ألأوسط يتجه "لعولمة داعش" طالما انه يستطيع صناعة "أمير للمؤمنين" حين يحتاج ذلك ويشير بإصبعه الى الممالك والإمارات حتى تدفع مئات المليارات لتمويل إرهابه المتنقل عبر القارات.