أميركـا تدعـم الميليشيـات المسلحـة فـي سوريـا.
د.نسيب حطيط
خلافا للقرار1559و1701وبقية القرارات الدولية،أعلنت أميركا دعمها للمسلحين في سوريا لإسقاط النظام،وإرهاب المواطنين وخطف الأبرياء ،وذلك وفق المنهج الأميركي القائم على حفظ المصالح الأميركية بعيدا عن الشعارات والمبادئ ،وهذا ما صرحت به الوزيرة كلينتون أمام مركز الدفاع عن الديمقراطية(أن دي آي) "إن مصالحنا تقف وراء دعم الإنتفاضات في المنطقة،وليس دعم الديمقراطية."
إن مقولة وجوب إبقاء السلاح بيد الدولة الشرعية،وإتهام المقاومة بالإرهاب هو تبرير أميركي لإصدار القرارات الدولية ضد حركات المقاومة خاصة في لبنان وفلسطين والعراق، لكن الوقائع تثبت أن أميركا لديها قانون واحد إسمه المصالح الأميركية وكل الشعارات الأخرى أدوات ووسائل تضاف إلى الوسائل العسكرية ولإخضاع الآخرين واحتلال الأوطان ونهب الثروات وسنعطي أربعة نماذج للمسلحين الذين تدعمهم أميركا في الشرق الأوسط.
- المسلحون في سوريا:أعلنت أميركا رسميا دعمها للمسلحين ضد النظام والقوى المسلحة الشرعية ونصحتهم بعدم تسليم أنفسهم وفي ذلك تحريض واضح للعنف وطلبت أميركا من تركيا إيواء العسكريين الفارين من الجيش السوري وتأمين قاعدة إنطلاق لعملياتهم (لأن المصلحة الأميركية تفرض ذلك).
- المسلحون في العراق(الصحوة): هي ميليشيا(سنية)ضد القاعدة ظاهرا ولدعم النظام في المرحلة الأولى،لكنها ستكون مشروع حرب أهلية بعد الإنسحاب الأميركي(مما يعني أن المصلحة الأميركية تحتاج لتوزيع السلاح إلى جانب الجيش العراقي وبوجود الترسانة العسكرية الأميركية.
- المستوطنون اليهود:تسمح إسرائيل حليف أميركا للمستوطنين بحمل سلاحهم وإستعماله ضد العرب مع وجود الجيش الإسرائيلي ووحدات الإرهاب الإسرائيلية.
- دعمت أميركا وإسرائيل ميليشيا سعد حداد وأنطوان لحد في الجنوب اللبناني ضد الجيش اللبناني لأن المصلحة الأميركية تفرض ذلك.
ويتشدق سفراء أميركا وحلفائها الغربيين واللبنانيين بوجوب نزع سلاح المقاومة بحجة أن لا سلاح سوى سلاح الجيش،وأن الدولة لا تتحمل جيشين على أرض واحدة،فهل تحمل سوريا جيشين في ساحة واحدة ؟أم أن المطلوب هزيمة الجيش السوري وإخلائه الساحة لصالح جيش(المسلحين)المدعومين أميركيا وغربيا بديلا عن حلف الناتو العاجز عن تنفيذ المهام العسكرية؟.
المبادئ الأميركية تقوم على دعم وتأييد كل من يخدم أميركا بعيدا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فهي مع حسني مبارك حتى اللحظة الأخيرة مع كل القمع والدكتاتورية طالما أنه يخدم الإسرائيلي والأميركي ومع زين العابدين بن علي طالما يخدم المصالح الأميركية ويحاصر الإسلام ويدعم تغريب،المجتمع التونسي ومع ملك البحرين ضد الثورة الشعبية طالما أنه يحتضن أكبر قاعدة للأسطول الأميركي ومع القذافي حتى اللحظات الأخيرة ثم تقصفه بعد إعطائه الأمان للخروج من سرت لتطفئ كل الأسرار التي يحملها القذافي،هي مع الديمقراطية المسلحة في سوريا وضد الديمقراطية في الممالك والإمارات،هي مع السلاح في سوريا لكنها ضد سلاح المقاومة في لبنان لأن سلاح المقاومة يهدد الكيان الصهيوني فكل ما يهدد إسرائيل وأميركا هو ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية،وكل مايخدم إسرائيل وأميركا والغرب الإستعماري يمثل القانون والشرعية الدولية فميزان العدالة والحرية والديمقراطية هو ما يحقق المصالح الأميركية، وتتحول الشعوب والأوطان والثروات الى املاك وعبيد للسيد الأميركي.
المشكلة أن بعض(العبيد)من حاملي شعارات السيادة والحرية والإستقلال،لا يرون مستقبلهم إلا من النافذة الأميركية والإسرائيلية ولم يتعظوا من أسلافهم (مبارك وبن علي-القذافي-صدام-شاه إيران....)ولم يعرفوا أيضا أن الإحتلال العثماني انهزم بعد مئات السنين وكذلك الإنتداب الفرنسي والإنكليزي ، وأن إسرائيل المحتلة بدأت عملية التصحر الجغرافي والعسكري وتنسحب تدريجيا من كل أرض محتلة، والإحتلال الأميركي في العراق يحمل حقائبه منسحبا وهاربا لا يحمل إلا(مرحاض صدام) و(باب زنزانته)ومعهما مليون روح عراقية أزهقت بالقتل الأميركي ومعها ثروات العراق.
السلاح زينة الرجال المقاومين،ويتحول إلى لعنة بيد الإرهاب التكفيري الذي يمزق الأوطان ويريح الإحتلال ...وستنتصر شرعية الأوطان والعدالة على شرعية السلاح الأميركي والإسرائيلي.