إسراء المقاومة فوق ديمونا والقدس
د.نسيب حطيط
ولدت في الجنوب بعد إحتلال فلسطين واختلط حداء أمي مع القصف الإسرائيلي واختراق جدار الصوت،وكنت أحدق نحو السماء وأدعو الله أن يسقط الطائرات المعادية لأنني لا أستطيع إسقاطها وكذلك غيري من الجيوش.
لم تكن في الجنوب ملاجئ ،والملجأ الوحيد هو الله سبحانه وأحضان أمهاتنا وصدرو أبائنا لرد الشظايا القذائف وكنا نخاف النظر باتجاه فلسطين حتى لا نتعرض للخطف والقتل.
كان إخوتنا اللبنانيون يسمعون الموسيقى ويسهرون في ليالي بيروت ، وكنا نسمع القذائف وهدير الطائرات و الـ (MK) طائرة اللإستطلاع المزعجة والتي سميت في الجنوب(أم كامل)وكنا لا ننام حتى الفجر خوفا وحذرا وكان غيرنا لا ينام أيضا لكن رقصا وفرحا.
لم ينصرنا أو يحمينا أحد،وسمعنا أن قوة لبنان في ضعفه ،وكنا بين الخوف والقتل والأحلام و كيف نحمي أنفسنا إلى أن جاء رجل من أقصى المدينة ،إسمه الإمام موسى الصدر إمام المقاومين وأعلن ضرورة الدفاع عن لبنان وقال " لا نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما" ،وعلينا مفاتلة العدو بأسناننا وأظافرنا ،فخطفه بعض العرب وبعض اللبنانيين وبعض الفلسطينيين بأوامر أميركية- إسرائيلية .
سمع الأولادفي الجنوب أن طائرة مقاومة إسمها (أيوب) حلقت فوق ديمونا فصرخوا(أصبحنا دولة نووية) لقد وفرت علينا إسرائيل تكاليف صناعة قنبلة نووية .
منذ عقدين أو أكثر،كان في المسرح العربي خاصة (اللبناني والسوري)رائدين في المسرح السياسي الملتزم من نافذة(النبوءة-النكتة)هما دريد لحام وزياد الرحباني وقالا في مسرحياتهم ( أن لبنان هاجم شمال فلسطين) فضحك الجمهور حتى آلمته الخواصر ،طرفة مسرحية مستحيلة تحققت بعد حوالي ثلاثين عاما ،تحولت(الطرفة)إلى كابوس إسرائيلي ،فالمقاومة تجتاح شمال فلسطين وصولا إلى النقب،وانكشفت عورة الإحتلال طائرة تحلق وتصور إنها(عزلاء)صنعت من أشلاء ضحايانا ودموع أمهاتنا .
سلاح المقاومة لا يتجه إلا جنوبا ولا يستدير إلى الوراء مهما كثر الطعن من الخلف ،لقد استنكروا طائرة أيوب ولم يستنكروا عشرة الآف خرق جوي إسرائيلي .
ومشكلتنا مع هؤلاء معقدة فهم يخدمون اسرائيل عن قصدأو عن غير قصد ، لكنهم أخوتنا في المواطنةة والدين والإنسانية و نتمنى إنتشالهم من ضلالهم ، فبدل أن نتفرغ لمقاومة العدو يلهينا صراخهم قليلا بل ويقلل من نتيجة ما تحققه المقاومة من إنتصارات ،فلم يعترفوا بإنتصار تموز2006ويحملون السلاح القاتل في الداخل ويحاربون السلاح المقاوم ويتهمون المقاومة بالمذهبية ونسألهم من منعهم منذ إجتياح لبنان عام 1982 من المقاومة ،فإسرائيل كانت تحت شرفات منازلهم وأبواب مساجدهم ...فلماذا لم يحتكروا او يشاركوا في المقاومة؟.
لكنهم لم يقاتلوا إسرائيل بل تعاون بعضهم معها في مجازر صبرا وشاتيلا !
بعضهم يسلح المعارضة السورية التي تتوعد الضاحية الجنوبية وتهدد بقطع طرق الإمداد للمقاومة إذا حكمت المعارضة السورية ،ويقطعون الطريق على المقاومة وأهلها باتجاه الجنوب ويشتمون قادتها وأهلها إستفزازا لإشعال الفتنة المذهبية لتعميم الحرب البديلة ضمن إستراتيجية(القتل المتبادل) بين المذاهب والطوائف لأن الأميركي عاجز وكذلك الإسرائيلي.
(أيوب) طائرة الصبر والإرادة ونقول لإخوتنا ، كما قال هابيل لأخيه ( لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين)
سلاما إلى أرواح شهدائنا وأبائنا وأمهاتنا ونخبركم أننا ثأرنا لكم وطارت طائرة مقاومة من الجنوب وأخترقت أجواء فلسطين المحتلة ، وأرسلت ما تريده المقاومة من صور أسقطها العدو قرب مدينة الخليل و لدينا غيرها ،لن يصور الإحتلال جنازاتنا فقط بل سنصنع جنازات جنوده و ونرسلها لكم مع الفاتحة والدعاء مع الشهداء القادمين الحاملين بشائر النصر.
أيها الأهل الأحبة لقد شبعتم حزنا... لكنكم صبرتم فحصدتم مقاومين ومجاهدين أعادوا الكرامة والأرض ....وسيعيدون القدس