إنتخابات ساركوزي والجدار السوري
د.نسيب حطيط
يعيش الرئيس الفرنسي ساركوزي هاجس الخسارة في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية بعد إخفاقاته المتكررة في السياسة الخارجية والإقتصادية،،وفشله في حفظ القرار الفرنسي المستقل بعد تبعيته العمياء للإدارة الأميركية واللوبي الصهيوني الذي يمثل حاضنته السياسية والعنصرية(يهودي بالولادة وبالإنتماء السياسي).
إخفاقات ساركوزي:
- إن ساركوزي قد نقل فرنسا من موقفها القريب إلى محيطها الأسيوي(البحر المتوسط)إلى فرنسا الأطلسية التي تنفذ سياسات الناتو بقيادة أميركا لتأمين مصالحها الإستراتيجية وقد نسف ساركوزي كل مرتكزات السياسية الديغولية التي تؤكد على السيادة الوطنية والقرار المستقل وتضامنها مع المصالح العربية.
- لقد أخفق ساركوزي بفتح أسواق خارجية جديدة للمستثمرين والأغنياء الذين احتضنوه ودعموه في الإنتخابات السابقة وانفضوا عنه الآن ،لإخلاله بتحقيق وعوده لهم وأخذوا يفتشون عن حصان آخر يؤمن لهم مصالهم الإقتصادية.
- لقد برهن ساركوزي عن ضعف في شخصيته القيادية عندما برر بعض أخطائه وفشله بسبب طلاقه من زوجته الأولى وزواجه الثاني عارضة الأزياء كارلا بروني ومغامراتها الإعلامية وغيرها التي تشغله عن قيادة فرنسا والسهر على مصالحها الإستراتيجية ،حيث تغلبت مصالحه الشخصية وشهواته على واجبه الوطني وهذا يؤكد عدم أهليته لقيادة البلاد إلى شاطىء الأمان.
- لقد أعاد ساركوزي سياسة التدخل العسكري وإستعمال القوة لإسقاط الأنظمة المعادية لتأمين مصالحه الإقتصادية (النفط والسلاح)وإستعاد تاريخ فرنسا الإستعماري في شمال أفريقيا(مجازر الفرنسيين في الجزائر)وإستعمار الغرب المصري ليعود بعد أقل من خمسين عاما لمهاجمة ليبيا بحجة نصرة الديمقراطية عبر أسراب الناتو لإسقاط القذافي(حليفه السابق الذي دعمه ماليا في إنتخاباته السابقة).
أحقــاد ساركـوزي ضـد سوريـا والإسلام:
- لقد أجهضت سوريا مشروع(المتوسط الكبير)الذي أطلقه ساركوزي لدمج إسرائيل في محيطها العربي وتأمين التطبيع الشامل من بوابة البحر المتوسط،وسحبت من تحت أقدام ساركوزي منبرا أقليميا،يجمع بين المنطقة العربية وأوروبا المتوسطية ،فأفقدته قوة التأثير خارج فرنسا وأرجعته لمنظومة التبعية لأميركا في حلف الناتو.
- تمثل سوريا الهدف الرئيسي للتحالف الأميركي الإسرائيلي كمحطة إرتكاز في محور المقاومة ولا بد من تحطيمها وكسر هذه الحلقة الذهبية،فقد تطوع شيراك قبل ساركوزي لحصار سوريا عبر إتهامها بإغتيال الحريري وتأسيس المحكمة الدولية بلبنان وإتهام القيادة السورية بالإغتيال والمقايضة معها على رأس المقاومة في لبنان وفلسطين مقابل البراءة،وحين صمدت سوريا واهتزت والمحكمة ثم تم التراجع عن هذا الإتهام وحول إلى إتهام سياسي،فعاد سعد الحريري وتراجع عن الإتهام ، وذهب إلى سوريا معتذرا ونام في سرير الأسد وأكل على مائدته في الوقت الذي تخطط فيه أميركا وحلفائها لمؤامرة جديدة بشعارات الإصلاح والديمقراطية ، للإنقلاب على النظام السوري وإسقاطه عبر الحرب المباشرة العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والطائفية ، ،وتم إستعمال الحراك العربي كغطاء لهذه المؤامرة،بعنوان الديمقراطية والإصلاح ولا تزال المؤامرة مستمرة، مع انها أجهضت في حلقتها الأولى لكنها ستستمر لإنهاك وإستنزاف الجيش السوري والنظام الممانع.
- لقد تدخل ساركوزي ميدانيا في سوريا،مباشرة عبر سفيرهم في دمشق الذي كان يجول على المدن ويحرض الناس على التظاهر حتى وصل به الأمر مع السفير الأميركي لحضور مجالس العزاء(تمادى الفرنسيون حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام عن أسر ضباط وعسكريين فرنسيين في حمص) وهو الذي كان مسؤولا عن أحداث الضواحي الباريسية ضد المهاجرين والذي كان مسؤولا عن منع النقاب وفرض الغرامة عليه،ومسؤولا عن منع الحجاب في المدارس ، ويخوض معركة منع اللحوم الحلال في معركته الإنتخابية ومنع المهاجرين خصوصا المسلمين ،ومع ذلك يتحالف مع الأخوان المسلمين!
- ترشح الرئيس ساركوزي في إنتخاباته الفرنسية وقد ساعده اللوبي الصهيوني بإخراج منافسه دومنيك ستروس كان -مدير مؤسسة النقد الدولي -الذي أتهم بالتحرش بإحدى عاملات التنظيف،وتم تبرئته منها بعدما خسر فرصة الترشيح،وتشير إستطلاعات الرأي إلى تقدم منافسه(فرنسوا هولاند)عليه في الإنتخابات ،ويبدو هاجس الفشل وخروج ساركوزي من الإليزيه قبل أن يخرج الأسد من قصر المهاجرين،وسيسقط ساركوزي قبل سقوط النظام في سوريا،كما سقط جاك شيراك قبل سقوط المقاومة في لبنان سواء بالحرب الإسرائيلية عام2006أو بحبال المحكمة الدولية.
إن ساركوزي مقاول سياسي على مستوى الإقليم لخدمة المشروع الإسرائيلي الأميركي،واداة يحركها اللوبي الصهيوني،إستقدم من خارج الحدود الفرنسية من عائلة مجرية فرنسية يهودية ويعود متآمرا لمحاربة سوريا....سيسقط ساركوزي أمام الجدار السوري،وولدت روسيا والصين من الرحم السوري ،وكما كانت سوريا الساحة التي بدأ فيها النجم الأميركي بالأقوال.
....وداعا ساركوزي من الإليزيه إلى ساحة عروض الأزياءالباريسية