إيران ربحت و لم تفجر القنبلة
د.نسيب حطيط
لقد ربحت اميركا وحلفائها الحرب العالمية الثانية بعد تفجير القنابل النووية على هيروشيما ونكازاكي في اليابان، وتم تسوية المشكلة الاميركية- الكوبية( ازمة الصواريخ) بالتهديد النووي وتمتلك اسرائيل قنابلها النووية لليوم الاسود وكانت ستستعملها في حرب تشرين عام ١٩٧٢ والسلاح النووي سلاح رادع واستراتيجي يمكن استعماله لتحقيق النصر ويمكن التهديد به لتأمين الحماية وردع العدو، لكن ايران استطاعت ان تخلق معادلة جديدة ..كيف تستعمل النووي وتربح المعركة دون ان تقجر القنبلة او دون امتلاك القنبلة ماديا...؟
يمكن القول ان ايران الاسلامية امتلكت تقنيات صناعة القنبلة النووية وتمتلك القدرة على تحويل برنامجها النوي السلمي الى برنامج عسكري ولم تفعل ذلك بسبب العقيدة الدينية ، لكنها استطاعت بصمودها و صبرها ووحدة القيادة و الشعبذان تنتصر وتحقق اهدافها دون تفجير القنبلة و حولت النووي الى " مفتاح؟؟" لحل مشاكل المنطقة وفق مصالح شعوبها وثقافة ونهج المقاومة
فماذا حققت ايران من النووي الإاسلامي؟
- حازت ايران الاعتراف الدولي بها " كدولة نووية" تضاف الى الاربعين دولة في العالم تمتلك الطاقة النووية.
- لقد صار لمحور المقاومة برنامجه النووي مقابل النووي الاسرائيلي.
- لقد اكد اتفاق جنيف النووي تراجع المشروع الاميركي وتقدم المشروع المقاوم المتحالف مع روسيا و الصين بعد صموده في سوريا و تقسيم العالم الى كتلتين غربية بقيادة اميركا وعالمية بشراكة ( روسية صينية- ايرانية) بقيادة روسية.
- التأسيس للبدء بمناقشة المشاكل السياسية للمنطقة في البحرين والعراق و اليمن و وسوريا ولبنان...
- تعبيد الطريق امام ( جنيف2) المتعلق بسوريا حيث أن نجاح جنيف النووي سيكون في كفة الدولة السورية مما يزيدها لقوة في المفاوضات.
- لقد كشف النووي الايراني " عورة" بعض العرب وتحالفهم مع اسرائيل الذين اغمضوا اعينهم عن سلاحهاا النووي طوال عقود وناموا ملء جفونهم و عندما حققت ايران انتصارها بالاعتراف الغربي كدولة نووية سلمية صرح السعوديون " بان النوم سيجافي اعينهم" و كذلك الاسرائيليون.
- اكد الاتفاق النووي دور ايران الاقليمي " كقوة عظمى" و دورها في رسم المشهد السياسي الدولي بينما يغرق بعض العرب في النقاش حول قيادة المراة للسيارة و ينكرون " كروية الارض" ويقولون بإمكانية الاصلاح وتحرير الارض عبر منهجية " جهاد النكاح" الثوري...!!
- اثبت النووي الايراني مصداقية الحديث الشريف " المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" و ان اميركا لا تحمي اتباعها و ادواتها بل تحمي مصالحها و انها تحاور " اعدائها" عند لحظات الضعف و تترك اتباعها على قارعة الطريق.. لكن العبيد لايتراجعون عن حماقاتهم و عمالتهم.
- النووي الايراني اكبر تحدي للفكر التكفيري و الوهابي السطحي ودليل ساطع على عظمة الاسلام وتحفيزه للعقل و التفكر و امكانية استرجاع العصر الذهبي للفكر و الابداع الاسلامي و ان الاسلام لاينحصر في التفكير " بالعورة" و " الخلوة" وقطع الرؤوس و نبش القبور بل يعمل لتسخير العقل و الدين من اجل الناس " عبيد الله" و لتقدم الامة و تطورها و استقلالها الاقتصادي و الثقافي ، فالإسلام ليس لحية طويلة و جلبابا اسود و جهاد نكاح ،انه تقوى و علوم وصناعة وابداع لمواكبة العصر و تامين احتياجات الناس.
- النووي الايراني يفتح ثغرة في جدار الجهل و التبعية، ويتقلنا من دول العالم الثالث الى العالم الثاني او الاول و من مرتبة العبيد المستهلكين الى مرتبة ارباب العمل الذين ينتجون ويزرعون ويصنفون و الذين يحافظون على ثرواتهم و ثقافتهم.
- النووي الايراني يقاوم ثقافة الخوف " الاسلاموفوبيا" ويعيد اضهار الوجه الحقيقي للاسلام، دين التسامح و الحوار و العقل و الابداع و التطور بدلا من الاسلام التكفيري الجاهلي الغائب عن العصر و الغارق في ظلمات التاريخ الذي يستبدل القلم بسيوف الذبح ويستبدل و لاية الرسول ( ص) بولاية الامراء الجهلة الذين يعيثون في الارض فسادا.
- النووي الايراني يضع السعودية على حافة الهاوية و في دائرة الانفعال والارتباك بعدما تصدع مجلس التعاون الخليجي ،فسلطنة عمان هي الوسيط بين اميركا وايران والامارات سارعت للترحيب وتبعتها كل امارات الخليج بما فيها البحرين.
النووي الايراني سيخرج السعوديون من البحرين و يطردهم من سوريا و يعرقلهم في اليمن و يقيدهم في لبنان و سيحرر الاردن قليلا من الضغوط و يريح العراق... الاتفاق النووي يسبب " سرطان الدم" للعائلة المالكة في السعودية .. واتفاق جنيف هو وثيقة الطلاق السعودي- الاميركي فكما تخلت اميركا عن شاه ايران و مبارك وبن علي حفظا لمصالحها، وكما تخلت اخيرا عن الاخوان المسلمين و اتهمتهم بسرقة الثورة في مصر، لن تتأخر اميركا عن الحاق بعض الامراء السعوديون بقافلة الإبعاد و التي سبقهم اليها حمد بن خليفة و حمد بن جاسم اللذين لا يعرف عنهما شيئا بعدما كانا نجما الاعلام في سوريا و سيلحق بهما الثنائي اردوغان- غول عن قريب.
النووي الاسلامي ... ينتصر بدون تفجير القنبلة !!