اسلاميو أميركــا يغتالــون فتــاوى الوحــدة
د.نسيب حطيط
عندما أطلق التكفيريون الرصاص على سارية حسون إبن مفتي سوريا مع الأستاذ الجامعي كانوا يعلنون أن ثورتهم لا تعيش إلا في ظلام الجهل وفتاوى الذبح والإغتيال.
لقد دفع مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون ثمن موقفه الوطني للدفاع عن سوريا والتعايش بين الطوائف ، فكان الرد السلفي المدعوم من المجالس الإنتقالية في تركيا وفرنسا والمغطى أميركيا وعربيا ،عقابا للمفتي لإرساله وفدا إلى البطريرك الراعي في لبنان فثورة الخارج هدفها الفتنة، ومن يطفئ الفتنة جزاؤه القتل والثورة هدفها القتل ومن يشفي الجريح طبيبا كان أو مسعفا يقتل كما قتل رئيس قسم الجراحة الصدرية في حمص والثورة تعني التدمير ،وكل من يبني ويعمر يقتل كما نائب عميد العمارة في حمص أيضا.
في زمن مضى عوقب البطريرك خريش باغتيال إبن شقيقه لأنه ضد الحرب الأهلية ،و يعاقب المفتي حسون لأنه ضد فتاوى العرعور و الشيخ القرضاوي التي تجيز قتل الثلث ليحيا الثلثين ولم يحدد من هو الثلث هل هم العلماء وأهل المعرفة و الوطنيون وأصحاب الدين الحر أم وعاظ السلاطين والفضائيات والتابعون للمشروع الأميركي-الصهيوني ومفكري الخدعة من أعضاء الكنيست الاسرائيلي !
عندما استعمر الفرنسيون الجزائر،اصدروا احكاما بالإعدام ضدمن يعلم الأطفال القراءة والكتابة واللغة العربية ،وأعداموا المعلمين واعتقالوا آخرين ،لأن الاستعمار عدو للعلم والمعرفة ولايقبله الا الجهلة او المتآمرون.
نحن مع الاصلاح والتطوير والانماء الديمقراطية والحرية لينتقل الناس الى الاحسن والافضل مع زيادة الجامعات والمدارس ، فهل قتل الاطباء واساتذة الجامعة يطور سوريا ويصلحها.
نحن مع العلماء الذين لا يتاجرون بالدين ،والاسلام الذي يقاوم أميركا وإسرائيل وكل محتل ومستعمر وضد إسلام التحالف الاستراتيجي والتعاون العسكري مع اسرائيل كما هو الحال في تركيا، ، فاذا كان الاسلاميون في سوريا من الاخوان المسلمين الى اتباع العرعور والقرضاوي الى سلفيو (المؤمنون يشاركون ) يرون ان الاصلاح والحرية لا تكون الا عبر القناة الاسرائيلية او عبر طائرات الناتو او احداث الفتنة الطائفية والمذهبية او اغتيال العلم والمعرفة فهذا ليس اصلاحا بل عمالة تشبه جيش لحد في لبنان وحكومة فيشيفي فرنسا .
من يريد الاصلاح عليه ان يكون وطنيا بامتياز وان يغير الواقع نحو الافضل بقدراته الشعبية الذاتية وان لا يفتح ابواب وطنه امام المستعمر الاجنبي او المحتل الاقليمي فالاصلاح لا يقتصر على رغيف الخبزبل بالعزة والكرامة والسيادة الوطنية.
المعارضة الوطنية السورية والنظام والجيش مسؤولون جميعا لحصار الفتنة الداخلية ومسؤولون عن قطع أيادي التكفيريين الجهلة، وعلى النظام الذي يكتم غضبه المبادرة ليكشف من تورط ضده من الحكومات والمخابرات العربية والتركية ،ومكاشفة شعبه حول تهريب السلاح من لبنان والتمويل العربي والاعداد الاميركي والغربي و المخابراتي الاسرائيلي .
ان الاحداث في سوريا ليست احداثا داخلية سورية بل هي معركة بين محوري المقاومة والممانعة ومحور الاحتلال والاستعمار ومسؤولية مواجهة المؤامرة ليست على السوريين فقط بل على الوطنيين العرب وخاصة الفلسطينيين(المقاومين) لمساعدة سوريا في ازمتها وما يثير الدهشة موقف المقاومين الفلسطينيين خاصة حركة حماس مما يثير الشبهة، فلا يمكن ان يكون موقف حماس من نظام مبارك الحليف لاسرائيل الذي حاصر غزة مماثلا للموقف من نظام الاسد الذي دعم المقاومة وحماها وكانت سوريا الملجأ والمكتب والمعسكر!
كل معارضة تبدأ باغتيال اصحاب العلم والمعرفة وتستنجد بالمستعمر،معارضة مشبوهة ومهزومة حتى لو اسقطت النظام ،فلا يهم لون او نوع القيد حديديا او ذهبيا ،ولايمكن ان يعطيك الأميركي او المستعمر حرية مجانية بل تبيعه نفسك ووطنك ...وحرام التفريط بدماء أجدادنا الشهداء ضد الفرنسيين والإنكليز والأتراك لنعيد قاتليهم... ليرفسوا قبورهم شامتين .