الأردن وإرهاصات الإنفجار
د.نسيب حطيط
يتدحرج الأردن مكرها نحو الإنفجار والفوضى الأمنية رغماً عنه بما يشبه زواج القاصرات السوريات في مخيم الزعتري اللواتي يتزوجن من خليجيين مقابل وعود بتأمين المال لعوائلهم ودعم الثورة السورية بنكاح اللذة أو جهاد النكاح.
يجبر الأردن على دعم الثورة السورية بأطيافها المتعددة التكفيرية والوصولية والإنتهازية وتجار الثورة ومجرموها مقابل الإعانات المالية الخليجية والأميركية ومقابل وعود بالحفاظ على عرش العائلة المالكة.
الأردن مستودع السلاح للجبهة الجنوبية والأدرن قاعدة تجميع وتدريب المسلحين المتعددي الجنسيات والأردن غرفة عمليات قيادة المجموعات المسلحة بإتجاه دمشق لإسقاط العاصمة والنظام والدولة في سوريا.
والأردن سيستكمل دوره المشبوه منذ إحتلال فلسطين وحرب تشرين عام 1973 وقبلها حرب الأيام الخمسة عام 1967 إنه في المقلب الآخر لجبهة المقاومة للعدو الإسرائيلي، إنه شركة مقاولات أمنية ومخابراتية في أفغانستان يعمل مع الناتو كما يعمل البدو العرب في إقتفاء الأثر في فلسطين مع العدو الإسرائيلي وفي البحرين يرسل الدرك الأردني لقمع الثورة الشيعية المظلومة في البحرين ويساعد درع الجزيرة السعودي في عمليات التعذيب والقمع والأردن الذي تدخل في لبنان مع القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية ضد المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، هذا هو الأردن الذراع الأمنية المحترقة التي تعبث بالأمن في بلد لحماية المصالح الأميركية.
لكن الأردن – واستثني كل الوطنيين والشرفاء من شعبنا الأردني العربي – لا يتعظ من سيرة أقرانه من الرؤساء والملوك والأمراء وحتى الكيانات التي كانت كبش فداء للأميركيين عندما وصلت أميركا لمعادلة الإختيار بين مصالحها وحلفائها فاتجهت لمقايضة المصالح بالحلفاء من شاه إيران إلى صدام حسين إلى مبارك إلى زين العابدين بن علي إلى أمير قطر إلى بندر بن سلطان إلى غيرهم...
والسؤال المطروح على القيادة الأردنية ... ماذا ستفعل أميركا عندما تقتضي مصالحها بالتكافل والتضامن مع إسرائيل بالتخلي عنكم وإعلان الوطن البديل... ألم تتخل بريطانيا وفرنسا عن الأمير فيصل وتراجعت عن وعودها بإقامة الحكومة العربية بعد أن أعلن تحالفه معها ضد الدولة العثمانية غير مأسوف عليها أيضاً ألم يسحب الحلفاء الغربيون وعودهم... ألم يقاتلوا الجيش العربي في ميسلون.. وماذا سيفعلون بكم بعد إنهزامهم أو إنتصارهم في سوريا مع اعتقادنا أنهم سيهزمون بإذن الله سبحانه ألم تنقلب أميركا على صدام حسين وهي التي ورطته في الحرب ضد إيران ومن ثم الحرب على الكويت ليكون مصيره القتل والإعدام وبناته اللاجئات إلى الأردن خير دليل لمن لا يريد الرؤيا أو السمع.
لقد تصالح القذافي مع أميركا وسلمها أسلحة الدمار الشامل ودفع التعويضات المالية مقابل المسامحة لكنها قتلته بالتعاون مع الناتو بعدما أخذت ما تريده من القذافي.
لقد بدأت أعمال الشغب في (معان) وتغلغل التكفيريون في المدن والعشائر الأردنية والفلسطينيون يمسكون بالإقتصاد والإخوان المسلمون جسر التواصل بين الفلسطينيين والأردنيين وشتات التكفيريين والفقر والحاجة في كل البيوت والخيم الأردنية فماذا بقي للسلطة والعرش.؟
الأردن على حدود سوريا المفتوحة للقتلة الذاهبين لذبح الشعب السوري وإسقاط النظام ومخيمات اللاجئين السوريين مفتوحة للموساد الإسرائيلي لتجنيد السوريين بالتعاون مع المخابرات الأردنية والحدود الأردنية مع العراق مفتوحة إما لهرب داعش وأخواتها وأما لإمداد التكفيريين بالسلاح والمقاتلين. وهي حدود للنار العراقية بإتجاه الأردن والأردن طريق العودة إلى السعودية للمقاتلين الذين أرسلتهم المخابرات السعودية للقتال في سوريا وسيعودون للثأر من رعاتهم بعد هزيمتهم في سوريا فالحدود السعودية - الأردنية خط النار واللهب القادم،فقد أحاط الأردن أحاط نفسه بالنار من الحدود السورية والعراقية والسعودية والجمر تحت الرماد في الأردن وبعض الفلسطينيين لم ينسوا أحداث أيلول في السبعينات وبعضهم حديث الولادة يحلم بالسيطرة على سوريا ومصر والأردن وبعض الخليج عبر الإخوان المسلمين بعدما أقفل جبهته مع إسرائيل ويريد نشر الديمقراطية في العالم العربي وهو يقمع في غزة وفي المخيمات التي يسيطر عليها.
أيها الإخوة الأردنيون
استيقظوا قبل فوات الأوان وأنظروا الدمار والخراب والقتل في سوريا والذي سيتكرر عندكم -وندعوا الله سبحانه وتعالى أن ينجيكم منه- فلا توقعوا أنفسكم في التهلكة أنظروا إلى العراق ودماره ومآسيه وتذكروا مآسي الحرب الأهلية في لبنان والحروب الإسرائيلية عليه... أنظروا ماذا يجري في مصر من خراب وعدم إستقرار لا تبيعوا كرامتكم وأمنكم ببعض أكياس الطحين أو براميل النفط أو الإشادات الكلامية من الغرب ... لا تخضعوا للإبتزاز والإستغلال من أمراء النفط.
الأردن على فوهة الإنفجار .. ويمكن أن يعطى كجائزة ترضية للعدو الإسرائيلي ويعلن الوطن البديل وفق فدرالية مع الضفة الغربية ويبقى الملك صوريا وفق النظام البريطاني مرشده السياسي ويمسك الفلسطينيون بالحكومة والنظام.
سياسي لبناني