الإرهاب الخليجي لن يهزم المقاومة والرد آت
د.نسيب حطيط
تخوض السعودية بعباءتها الخليجية حربا" بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن العدو الإسرائيلي بعد فشلهما المتكرر في حرب تموز 2006 والفشل السعودي في ما يسمى الربيع العربي والصفعة الكبرى في اليمن والتي جرحت بني سعود في كبريائهم وغرورهم حيث فشلوا و أنهزموا ولم يستطيعوا تحقيق أهدافهم سوى قتل المدنيين والحصار وتدمير الحضارة اليمنية .
يعمل السعوديون ليل نهار كخلية نحل لا تهدأ لتأديب المقاومة وحصارها عبر تحميلها مسؤولية فشلهم و إنكسارهم ،ويا ليتهم عملوا ضد العدو الإسرائيلي "عشر" ما يعملون الآن ضد المقاومة والشعوب العربية وكأن القدس في أيد إسرائيلية أمينة تتكامل مع الأيدي السعودية التي تهيمن على مكة والمدينة حتى صارت مقدسات المسلمين تحت سيطرة التحالف السعودي- الإسرائيلي على مستوى المكان وصار المسلمون تحت سيطرة الفكر الوهابي- الإنكليزي والتحالف الخليجي- الإسرائيلي على مستوى العقيدة والسلوك والحركات التكفيرية المتوحشة .
إن ما يدمي القلب أن يصبح ميزان العروبة هو إعلان الحرب على المقاومة والتحالف مع العدو الإسرائيلي؟
ان تصبح العروبة الخليجية قناعا" للمشروع الأميركي – الصهيوني !
ان يدمر الخليجيون بلاد العرب بالتحالف مع العدو الإسرائيلي وهم لم يطلقوا رصاصة واحدة ضده في كل معارك العرب منذ إحتلال فلسطين والأراضي العربية المحتلة !
لكن المأساة الأكثر إيلاما" هو الموقف الفلسطيني ،حيث أيدت السلطة الفلسطينية قرار توصيف المقاومة بالإرهاب في الوقت الذي تفاوض عصابات الهاغاناه والتوحش الصهيوني ،لم تتقدم السلطة الفلسطينية ومعها عرب الخليج للأمم المتحدة او مجلس التعاون الخليجي او الجامعة العربية لتصنيف إسرائيل كدولة إرهابية قتلت خلال الأشهر الماضية حوالي مئتي شهيد من الشباب والصبايا في الإنتفاضة المحاصرة من السلطة والصهاينة وبعض حركات المقاومة ،وصمتت حماس فلم تعلق ولم تستنكر والسكوت علامة الرضى ،فلتفهم المقاومة ومحورها أن بعض الفلسطينيين لا يريدون تحرير فلسطين او قتال إسرائيل، فالمقاولة السياسية اكثر ربحا" من المقاومة الثورية ،وإذا تم تحرير فلسطين أنقطعت أرزاق بعض المقاولين الذين يعيشون على مآسي الشعب الفلسطيني ..هنيئا" للمقاومة أمثال هؤلاء الحلفاء الذين كلما سنحت لهم الفرصة نكثوا العهد وغدروا وطعنوا في الظهر !
تحاول السعودية تقزيم هوية الأمة العربية من العروبة الى الخلجنة الى السعودة وصولا" لتصبح الأمة رعية للعائلة المالكة ويبدل أسمها لتصبح الأمة السعودية ، بالتلازم مع محاولة تغيير هوية الأمة من الأمة الإسلامية الى الأمة الوهابية ولابد من الإعتراف أنها حققت نجاحا وتقدما في ذلك، فأشترت المواقف العربية بالمفرق على صعيد الدول وصادرت قرار الجامعة و أشترت الأحزاب والصحافة والوزراء وكل ما تحتاجه في معركتها ضد المقاومة وأنفض أصحاب المصالح عن المقاومة ولم يبق معها إلا بعض الشرفاء العرب المحاصرين بالفكر والقمع الخليجي.
الإرهاب الخليجي سيتصاعد بطلب إسرائيلي –أميركي ثأرا" من المقاومة على نجاحها في هزيمة المشروع الأميركي بأذرعه التكفيرية ،لكن الأفعى الخليجية لن تتمكن من إبتلاع "دبور" المقاومة وسيزيد لسعاته في كل ألأماكن ،فطالما أعلنت السعودية وأهل الخليج حربهم عليها ومن منطلق حق الدفاع عن النفس ،فإن المقاومة سترد وسيعلو صراخ المهزومين الأغبياء ،فالمقاومة التي هزمت القوة المتعددة الجنسيات بقيادة أميركا في الإجتياح ألإسرائيلي لبيروت وهزمت العدو الإسرائيلي مرتين في العامين 2000 و2006 وهم أسياد الخليجيين ،قادرة على هزيمة الأذناب والأتباع فهم أوهن من بينت العنكبوت وإن تمادوا بالحصار وطرد اللبنانيين وتعريض الإقتصاد اللبناني للخطر، فالمقاومة ترى في إقتصادهم بيتا" من زجاج هش وقادرة على تثبيت منظومة توازن الضرر المتبادل أو الردع المتبادل .
سيبقى الصراخ السعودي- الخليجي دون جدوى في برية المقاومة ومن أنفض عنها وباعها بثلاثين من الفضة سيجد نفسه مرميا" على أرصفة الملوك والصهاينة لاجئا" غير مرحب به فإذا هزمت المقاومة وكانت الضحية الأولى سيكون كل المتخاذلين العبيد ضحايا الخطوة التالية .