الإسلاميون الجدد ا لسياسة مصدر التشريع
د.نسيب حطيط
قال الشيخ القرضاوي( شكرا لأميركا على تقديمها السلاح للمقاتلين ،ولماذا لا تفعل مثلما فعلت في ليبيا على أميركا أن تدافع عن السوريين وأن تقف وقفة رجولة .. وقفة لله .. للخير للحق)!
كان شعار الإسلاميين الجدد منذ عقود ( الإسلام هو الحل ) ( وما الحكم إلا لله)ويطالبون بتعديل الدساتير لتتضمن ( الإسلام مصدر التشريع )لكنهم إنحرفوا عن المبادئ والأصول طمعا بالسلطة،وتحولوا إلى شعار(الإسلام هو المطية) وجسرا للعبور إلى السلطة والمغانم وبدل أن تكون السياسة في خدمة الإسلام تحول الإسلام إلى خدمة السياسة فكل ما يتعارض مع السلطة السياسية وبعنوان البراغماتية والواقعية السياسية وبحجة فقه الضرورة والأولويات وعبر الفتاوى الساذجة والمشبوهة والخطب الموزعة من المخابرات غاب الاسلام وظهرت السياسة مصدرا للتشريع وحتى لا يكون الإتهام إفتراء نورد بعض الحقائق حيث إذا تزاحم الأمر الإلهي والأمر الأميركي ،إتبع الإسلاميون الجدد أميركا وأداروا ظهورهم للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومنها:
- قال الله تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمكسهم النار ومالكم من دون الله أولياء ثم لا تنصرون(سورة هود رقم113) وفي عصرنا الحاضر لا يوجد ظالم أكبر من أميركا وإسرائيل ومع ذلك اتبع الإسلاميون الجدد أميركا وليا ونصيرا وتحالفوا معها لإستلام الحكم ويطالبونها بقصف المسلمين في سوريا ويفرحون لتلبية إسرائيل مطالبهم ،لتصبح السياسة الأميركية مصدر التشريع.
- لقد أفتى مشايخ الإسلاميين الجدد بحرمة المظاهرات والإعتصامات وأنها ليست من أعمال المسلمين وفيها مضرة ومعصية لولي الأمر ، بينما أفتى بعضهم بجوازها في بعض البلدان وحرمتها في بلدان أخرى وفق المصالح السياسية والشخصية بينما الحديث الشريف عام ولا يرتبط بالزمان والمكان والمصلحة ويقول ( أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر ) ومن رأى منكم منكرا فليغيره....).
- يقول الله سبحانه ( ومن قتل نفسا بغير حق أو فساد في الأرض كمن قتل الناس أجمعين ) ويقول رسول الله(ص) ( لا تقتلوا شيخا ولا إمرأة ولا طفلا ولا تجهزوا على جريح ولا تقلعوا شجرة ولا ترعبوا آمنا)،ويقوم الإسلاميون الجدد بقتل النساء والأطفال وتدمير المستشفيات والمدارس والجسور وإرعاب الآمنين ... السياسة مصدر التشريع وليس الإسلام.
- الإسلام يحكم بأن (حرمة الميت كحرمة الحي ) وإن كسر عظم الميت ككسره حيا ويقول القرآن الكريم ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه)( المائدة رقم31)في قصة قابيل وهابيل ، ونبش الإسلاميون الجدد قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي(رض) و أطاعوا السياسة وعصوا الله ورسوله ...وهل يشكل قبر حجر بن عدي عائقا أمام الإصلاح و الديمقراطية...إنها الفتنة...والسياسة الميركية مصدر التشريع.
- يقول الله سبحانه وتعالى ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم)( المؤمنون رقم5) ووفق شروط شرعية ،بينما جاء جهاد النكاح وأفتى بحلال الزواج لساعة أو يوم بشكل تسلسلي للترفيه عن المقاتلين في سبيل الله !! السياسة مصدر التشرع وليس الإسلام!
- لقد غضب رسول الله(ص)من خالد بن الوليد بعد قتله لأحد الكفار بعدما نطق بالشهادتين في أحد المعارك وقال له أقتلته بعد أن نطقها فقال خالد لم يقلها إقتناعا ولكن خوفا فقال رسول الله(ص)أشققت قلبه!! ، والتكفيريون يقتلون المسلمين الذين يصلون ويصومون وآخرهم الشهيد الشيخ البوطي... السياسة مصدر تشريعهم وليس الإسلام.
- لقد أفتى المشايخ وعلى رأسهم إبن باز والألباني وإبن عثيمين بحرمة العمليات الإستشهادية ضد الاحتلال الاسرائيلي وقالوا بأن القائم بها فردا أو جماعة خالد في النار... بينما أفتى بعض السلفية التكفيرية بجوازها في بلاد المسلمين حتى في المساجد... والله سبحانه يقول ( ولتجدن أشد الناس عدوان للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا...)وحدد العدو ويقول الله سبحانه ( إنما المؤمنون أخوة ) والمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ويعصون الله ورسوله ويطيعون أميركا وإسرائيل...السياسة مصدر التشريع.
-
الإسلاميون الجدد وقعوا في فخ الشبهة والشهوة للسلطة،فاختلط عليهم الإسلام و تصريحات المسؤولين الأميركييين والغربيين،وأجازوا التوسل بأميركا وحرموا التوسل برسول الله (ص)وحرموا تدمير السفارات الأميركية والإسرائيلية واجازوا تدمير المساجدوالمقامات والقبور .
الخطف جائز لإطلاق المعتقلين عند النظام السوري،بينما خطف الإسرائليين لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين حرام وإنتهاك لإتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة! خرق الأمر الإلهي بعدم جواز الإقتتال بين المسلمين جائز وخرق معاهدات السلام مع المحتلين الصهاينة حرام.
للإسلاميين الجدد كتابهم الخاص في التشريع يقوم على مبدأ الإسلام في خدمة السياسة، والمصالح على حساب المبادئ ،الهدف يبرر الوسيلة مهما كانت شائنة،وأن تكون راية الإسلاميين الجدد وكلمتهم هي العليا وليست كلمة الله هي العليا وإن كانت شعارا فالممارسة تقول عكس ذلك... وجاء في الحديث الشريف ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ...)وحمى الله الإسلام من الإسلاميين الجدد والمسلمين -والصهاينة!!.
بيروت في 7/5/2013 سياسي لبناني*