الإعصار التكفيري في سيدني و بلجيكا والرياض
د.نسيب حطيط
ظن رعاة الجماعات التكفيرية بأن الوحش التكفيري يتحرك بإتجاه واحد هو الساحات العربية والإسلامية وأن التكفيريين لن يعودوا إلى ساحاتهم التي إنطلقوا منها وأن إشعال النار في سوريا والعراق ولبنان كفيل بحماية ساحاتهم .
الوحش التكفيري متعدد الرؤوس ويبايع القيادات الوهمية أو الأشباح التي صنعتها أجهزة مخابرات وهو تنظيم مفتوح والدخول إليه يتحقق بالمبايعة الشفهية وإطالة اللحية واللباس الأفغاني الأسود وإجتياز إمتحان الذبح والإغتصاب وجهاد النكاح فيصبح أميراً ووالياً ولذا يمكن إختراقه وهذا ما ظهر في العراق وسوريا بعدما أعدم تنظيم داعش عدداً من قياداته والعشرات من عناصره بتهمة الخيانة أو ألسرقة و الفرار من المعركة.
لقد صدحت وسائل الإعلام الخليجية والغربية بشعارات حقوق الشعب السوري والتعددية السياسية والديمقراطية وتداول السلطة وبأن الإرهابيين التكفيريين هم ثوار يستحقون الدعم ولم تسفز أعمال الذبح وبيع السبايا من الإيزيديات والمسيحيين والمسلمين أي رأي عام غربي حتى وصل الذبح إلى بعض الرهائن الأميركيين والبريطانيين (إذا كان ذلك صحيحاً) فصار التكفيريون جماعات إرهابية، بعدما كانوا إيقونات السياسة السعودية والقطرية وتحركت داعش في السعودية وبدأت عملياتها ،فتبدلت الفتاوى وبدأت حملات الإعتقالات! الإمارات تعتقل خلايا للنصرة والأنتربول يورد إسم الشيخ يوسف القرضاوي على لائحة المطلوبين الإرهابيين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعلن عن التعاون بين العدو الإسرائيلي ومسلحي الثورة السورية وكل ذلك ضد داعش لتدجينها وليس القضاء عليها كما صرح الرئيس اوباما." إن التنظيم يتعرض لضربات تشبه "الضرب بالمطرقة" ونحن أمام معركة طويلة" .
انتقض الوحش التكفيري وهدد رعاته بدفع الثمن وأنه سيصل إليهم ثأراً للتخلي عنه ، مما استنفر أجهزة الأمن في فرنسا وبلجيكا واسبانيا والغرب والبدء بإلقاء القبض على التكفيريين والذين سكتوا عنهم طيلة أربع سنوات وعندما وصلت النار إلى عواصمهم تحول التكفيريون إلى إرهابيين....... فالإرهابي من يقتل أميركياً أو غربياً أو إسرائيلياً... لكن من يقتل الأبرياء في بلاد العرب والمسلمين فهو ثوري يستحق المساعدة والرعاية الأممية !!
لقد ضرب الوحش التكفيري في سيدني بالتلازم مع بلجيكا متزامناً مع مقتل رجلي أمن في السعودية في مدينة الرياض بعد عملية إحتجاز للرهائن وكان سبق ذلك عدة عمليات ضد مواطن دانماركي وفي أميركا قتل خمسة أشخاص بثلاثة أمكنة مختلفة في نفس الوقت والسؤال... هل تكون مظاهرات المواطنين الأميركيين السود ضد التمييز العنصري نافذة لتوسع عمليات القتل والإرهاب في أميركا حيث يختلط حابل التكفيريين بنابل السود ؟ الإعصار التكفيري بدأ بضرب الساحاب الغربية والخليجية وستصبح العائلات المالكة في مرمى فتاوى التكفير.
سيعامل التكفيريون معاملة العملاء الذين خدموا أميركا وبريطانيا ولم يمنحوا حق اللجوء وسيعامل التكفيريون كما عاملت إسرائيل عملائها من جيش لحد فالأدوات العميلة سواء كانت شيوخاً أو مرتزقة ستقتل عندما ينتهي دورها وقد بدأ التحرك الشعبي الغربي ضدهم فقد شارك حوالي 15 ألف شخص في تظاهرة الإثنين في مدينة دريسدن شرق ألمانيا ضد "طالبي اللجوء المجرمين" و"أسلمة" البلاد و هذه التظاهرة التاسعة التي تجري في المدينة في ما يسمى بـ"تظاهرات الاثنين" التي تنظمها جماعة "اوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) مما سيدفع بعضها للثأر بضرب رعاته وإقلاقهم،فقد جاء دور الغرب والخليج والأيام القادمة ستحمل أخبار الإرهاب المتنقل في العالم.
من سيدني إلى بلجيكا إلى الرياض إلى أميركا والغرب ستضرب داعش وأخواتها بعد عودة المهزومين من عناصرها إلى بلادهم وتلقيح الجاليات الإسلامية والتي تمثل في فرنسا وأوروبا جاليات أساسية... مما سيجعل العالم تحت فوبيا عولمة الإرهاب.. والمساواة في الذبح ! وبدل أن تقاتل أميركا والتحالف الدولي في أراضينا ستصاب بالإرهاب في شوارعها وبناياتها .. ولن يطول الزمن حتى نسمع بإمارة داعشية في فرنسا وأخرى في بريطانيا... وخليفة داعشي يتكلم الإنكليزية أو الإلمانية !