حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1739700 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
18/10/2014

المصدر: النّسيب
عدد القرّاءالاجمالي : 2897


ندوة في مهرجان الغدير الثامن – النجف الأشرف
الإعــــلام في مواجهــــة الإرهــــاب التكفيــــري
(الوظيفة والأسلوب)
د. نسيب حطيط
يمثل الإعلام أحد ركائز صناعة المجتمعات وتغيير السلوكيات وانماط الحياة وتلقيح الثقافات وتدمير الهوية او تهجينها وتدجينها لتصبح مجتمعات تابعة و ملحقة او مشطوبة او متهمة ومعزولة ويؤثر الإعلام في الحروب المعاصرة بعد تطور وسائل الإتصال والمعلومات وسهولة استخدامها وسرعة إنتشارها .
إن مواجهة الإرهاب تكتب بمداد الشهداء ومداد العلماء ...بالحبر والدم ..بأصوات الرصاص والمذياع والشاشة والصحافة والكتب،فالإعلام والإرهاب يخضعان لمنظومة علاقات غريبة تتلخص بحاجة الواحد منهما للآخر وتتوزع منظومة الإعلام على ثلاثة مدارس عالمية وفق التالي :
- المدرسة الغربية –الأميركية والتي دعا إليها والتر لاكير حيث روج لمقولة (أن الإعلامي أفضل صديق للإرهابي ) وتطرف آخرون فقالوا (الإعلامي شريك الإرهابي) ،فالإرهابي بحاجة للإعلامي لنشر أفكاره ومطالبه والإعلامي بحاجة للإرهابي لتحقيق السبق لصحفي و إحتكار المعلومة فالإرهابي يصبح يتيما بدون الإعلام والإعلام عاطلا عن العمل بدون الإرهابي أو الحدث الساخن .
- المدرسة النازية التي أسسها وزير الدعاية الإلماني غوبلز في الحرب العالمية الثانية الذي أطلق شعاره الشهير (إكذب...إكذب حتى يصدقك الناس).
- المدرسة الإسلامية والتي أسسها القرآن الكريم وفسرها الحديث النبوي الشريف (من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيرا"أو فليصمت).
لقد ساهم تطور وسائل الإعلام بكشف الأسرار و قلب الحقائق وتزوير الوقائع و المشاهد ،مما أوقع المشاهد والمتلقي بفخ المعلومات الخاطئة التي تساهم في صياغة موقفه السياسي من خلال الحرب النفسية التي يقودها الخصم بقدر إمتلاكه لوسائل الإعلام والدعاية وأصبح الإعلام السلاح الأقوى الذي يصيب العقل والفكر بالشلل والتضليل حيث تبين الإحصاءات والوقائع ما يلي :
- عدد القنوات الفضائية العربية يناهز الألف (1000فضائية) لا تمثل الناطقة بالإنكليزية وبقية اللغات نسبة (5%) وإن متوسط مشاهدة الفرد للمحطات التلفزيونية لا يقل عن 4 ساعات يومياً ويمكن ان تمتد فترة المشاهدة إلى 8 ساعات أي بما يوازي حوالي 1400 ساعة إلى 2800 ساعة سنوياً يقابلها حوالي 6 ساعات تدريس نظامي في المدارس بمعدل 24 ساعة أسبوعياً أي ما يقارب 1000 ساعة سنويا...فنجد أن التلفزيون يدخل من المعلومات والأفكار إلى ذهن الشباب والعامة بما يتجاوز فترة التدريس والتعليم مع فارق أن الأول طوعي وإختياري والثاني إلزامي إكراهي وبالتالي فأن التثقيف التلفزيوني أكثر فعالية.
- نسبة العرب المالكين للهواتف الخليوية تجاوزت الثمانين بالماية (80%) حيث تحول الهاتف الخليوي الى حاسة سادسة عند الإنسان بل الى ضيف دائم لا يفارق العائلة وصديق يحادثك ويقودك في أكثر الأحيان ويعتبر الإعلام أكثر الخدع والحيل التي تستعملها أطراف النزاع ضمن منظومتها العسكرية والأمنية في الحروب المعاصرة وكانت موازين القوة لأي دولة او مملكة تعتمد على القوى البشرية والعسكرية فصار الإعلام احد عناصر القوة ويمكن ان تنحصر قوة الدولة بقناة فضائية مثال الجزيرة وقطر التي تعتبر الجزيرة قنبلتها النووية المشتعلة بأموال الغاز .
أثناء الحروب الأميركية ضد أفغانستان والعراق والآن في سوريا والمنطقة كان الإعلام الأميركي والغربي يحضر الميدان والرأي العام قبل البدء بالغزو والأعمال العسكرية وفق هذا الشعار المرتكز على منظومة الخداع بعنوان حقوق الإنسان وحماية المواطنين وتحقيق العدالة وفق نظرية مقاومة الإرهاب وأول عملية خداع إعلامي وقانوني كانت بتعريف مصطلح الإرهاب حيث أطلقت أميركا والغرب هذه الصفة على كل حركات التحرير والمقاومة وكذلك الدول والأنظمة التي تواجه المشروع الأميركي والصهيوني أو تسعى لحماية السيادة والإستقلال الوطني والثروات الوطنية بينما أغفلت كل حروب الغزو والقتل والتهجير الذي مارسته قوات الإحتلال الأميركي والإسرائيلي ووصفت ما يقوم به الجيش الإسرائيلي المغتصب للأرض بأنه دفاع عن النفس وكذلك في لبنان ضد المقاومة وأهلها الذين لاحقتهم وقصفتهم داخل مركز الأمم المتحدة في قانا عام 1996.
أما بالنسبة لما تعانيه الأمة هذه الأيام من غزو للحركات التكفيرية في العالم العربي بعدما انتقلت إليه من أفغانستان فإننا نرى أن الإعلام التكفيري يمثل أحد قنوات الحشد والتعبئة لمناصريه وجذبهم من دول العالم حتى في أوروبا وأميركا وشمال القوقاز تحت عنوان "الجهاد" وإقامة دولة الخلافة كعناوين كبرى وإعادة الناس إلى الإسلام وإجبار الآخرين من الأديان أو المعتقدات الأخرى لإعلان إسلام بقوة السيف والذبح دون الإلتزام بالأحكام الشرعية أو إسوة برسول الله (صلعم) الذي كان الفاصل الزمني بين بدء دعوته للرسالة والعمل العسكري المتلازم مع الدعوة الحسنة أكثر من ثلاثة عشر عاماً عرفت بالمرحلة المكية وأعتمدت منهجية الصبر على الأذى والحوار مع الآخر والسلوك الحسن والإلتزام بالمنظومة الأخلاقية والحوار والدعوة وفق المنهج القرآني" (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) (النحل/ 125).
يستخدم الإعلام التكفيري المصطلحات الجذابة والشعارات العاطفية ولا يترك أي وسيلة إعلامية فمن الأناشيد إلى الأفلام القصيرة حيث يستعمل الترغيب و الترهيب ففي إطار الترغيب تعمد الجماعات التكفيرية إلى بث صور قتلاها وتوحي بأنهم يبتسمون لرؤيتهم حور العين أو الدخول للجنة في عملية إثارة للمخزون الديني والعاطفي عند العامة الذي يعتقد بذلك، لكنه يقع في أفخاخ المونتاج والدعاية أو عبر بث المعارك والإنتصارات والتركيز على التضحيات والهجرة في سبيل الله ومخاطبة المخزون العقائدي والثقافي عند العامة، أما في مجال الترهيب فإنها تنشر مشاهد الذبح والقتل والإعدامات والقتل الوحشي وفق منظومة فقه وإدارة التوحش لبث الرعب في نفوس أعدائها والذعر في نفوسهم لدفعهم للإستسلام أو الهرب للنجاة من الذبح أو سبي النساء أو إغتصابهن أو بيعهن في سوق الإماء والجواري. وقد لعب الإعلام دوراً أساسياً في إنتشار الفكر الوهابي التكفيري وساعدت أميركا والغرب في ذلك عبر السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي من الفايسبوك إلى تويتر إلى يوتيوب وكذلك الفضائيات والهواتف وغيرها دون أن تتحرك أميركا لمنعها وحجبها كما تحركت ضد حركات المقاومة والفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية التابعة لها.
وظيفة الإعلام:إن وظيفة الإعلام تتحدد بهدفين على مستوى الشرائح والبيئة المستهدفة وتتراوح الوظيفة والأسلوب بين الإيجابية والسلبية.
البيئة المؤيدة: إن معنويات البيئة المؤيدة تتعلق بشكل كبير بالإعلام والأخبار و التعبئة المعنوية والعاطفية عبر الأناشيد والخطابات وغيرها وتحصين من سهام الإشاعات المضادة التي توهن الجمهور العام وتعتبر "الصمت" والسكوت عن الإشاعة أو نشر الأخبار الحقيقية من المواقف الخطيرة على نيات الجمهور معنوياً ومقاومة الإلتزام النفسي ولا بد من بناء الثقة والمصداقية بين وسائل الإعلام (الفضائيات- الإذاعات ووسائل التواصل الإجتماعي) والجمهور المؤيد وعدم اللعب بأعصابه وإرباكه نفسياً.
البيئة المعادية:لا بد من تفكيك البيئة المعادية من داخلها وزرع الشك بها وفي قياداتها وأجهزة إعلامها وجذبها واستدراجها لسماع وسائل الإعلام المضادة وإضافة كتلة من الرأي العام المعادي إلى الرأي العام المناهض لقيادة المحور المعادي.
الوظائف الإيجابية :الوظيفة الإخبارية -التعبئة والتوجيه وصناعة الرأي العام -التواصل الاجتماعي و الإنساني- التثقيف والترفيه والتسلية .-الدعاية والإعلان -الوظيفة التنظيمية والسياسية .
الوظائف السلبية :تزوير الحقائق وبث الإشاعات - بث الأفلام المفسدة والعنيفة - تفكيك الأسرة وإلغاء المحادثة في المنزل - التطبيع مع العدو.
ولتحقيق التوازن والتكافؤ في الحرب فعلى قوى المقاومة للإرهاب التكفيري والمسؤولين والمشرفين على قطاع الإعلام مراعاة الأمور التالية:
- التنسيق بين الفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية والإعلام المكتوب من صحف ومجلات ومنشورات للتركيز على مخاطر الحركات التكفيرية على المستوى الديني والجيوسياسي وعلى المستوى الإنساني وفضح خداعهم الديني والتركيز على أراء العلماء والمسلمين خاصة من الإخوة أهل السنة بمواجهة الجماعات التكفيرية بحيث نرى أن كل فضائية تعمل منفردة دون التكامل أو التنسيق مع بقية القنوات التي تقف معها بمواجهة الإرهاب التكفيري الإستعماري.
- إتباع الأسلوب الحسن والحوار الهادئ وفقا للأمر الإلهي ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
- إستعمال المصطلحات المفهومة من البيئة المتلقية وعدم استعمال المصطلحات الغريبة والصعبة والمعقدة ويمكن الإستشهاد بما قاله رسول الله (صلعم) عند دعوته أهل مكة لتلبية دعوته فنادى "وا صباحاه " وهي الكلمة المتعارف عليها عند العرب والتي تستعمل عند حدوث أمر إستثنائي يستدعي التنبه والحذر مثل التنبيه من غزو مفاجئ والعمل على استعمال اللغات المتعددة وخاصة الإنكليزية التي أصبحت اللغة العالمية الأولى
- الصدق والشفافية وعدم ضخ الأكاذيب تقليداً للخصم أو إستعمال ما يردده مع الإحتفاظ بالمناورة والتكتيك الإعلامي وعدم نشر ما يضر بالرأي العام أو التحضير والإستعدادات للمعركة واعتماداً على الآية القرآنية (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) (المائدة: 8).أو وفق الحديث الشريف كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيرًا أو ليَصمُت.
- التركيز على فضح التناقض والتزوير وكشف الإشاعات والدعايات المضادة لإجهاض فعاليتها وعكس ردة الفعل ضد الفاعلين والمرددين والمفبركين لها ,تبيان العلاقة بين أميركا والغرب وصناعة التكفيريين في منطقتنا بالتعاون مع دول الخليج ونفاق هذه الدول بالنسبة لقتالها ضد التكفيريين وذلك وفق المبدأ القرآني القائم على التحذير للمنافقين المحرضين على رسول الله (صلعم) (3 يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) (التوبة/ 64).(قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُم إِن كُنْتُمْ صادِقِينَ) (البقرة/ 111). (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (محمّد/ 29-30).
فضح القيادات المعادية:
- تشكل القيادات الدينية والسياسية رموزاً معضلية على مستوى التنظيمات المعادية خاصة التكفيرية لإرتباطها بمفاهيم دينية متجذرة بعنوان "الأمير" أو "الخليفة" أو "الحاكم الشرعي" تصل حدود القداسة والعصمة والولاية المطلقة لذا لا بد من استراتيجية فضح القيادات والرموز لإرتباطها بأجهزة المخابرات وكيفية تصنيعها سواء في السجون أو المدارس الدينية مثال المدعو أبو بكر البغدادي(خليفة داعش) و عبدالملك ريغي (زعيم جند الله ) في إيران وتبين ضحالتها الفقهية والفكرية ونبش تاريخها السيء وذلك لتحطيمها أمام جمهورها وأمام الرأي العام وسلبها أي شرعية مكتسبة بالخداع والتزوير، مما يعزلها من مكانتها المحترمة والمؤثرة ويفصلها عن القاعدة العامة للجمهور التابع والمؤيد لها لكي ينفضوا ويتفرقوا عنه وينطبق عليهم قول الله سبحانه (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سبأ/ 31-33).(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ((القلم/ 13-16)
الموضوعية : لا بد من البقاء في إطار الموضوعية و المنطق في الخطاب الإعلامي واحترام العقل للمتلقي والمخاطب الذي يمثله المشاهد دون الوقوع في المغالاة والتطرف واستغباء الآخرين أو التقليل من مستوى الفهم والإدراك فالأفكار والمواقف تبنى على أساس الأدلة والبراهين والحجج المنطقية لتثبيت القناعة العقلية بالإضافة للمؤثرات العاطفية والإنسانية عبر إستثارة العواطف والقيم الإنسانية بعيداً عن التعصب بأشكاله المتعددة والتفتيش عن المشتركات مع الآخر وتتثبيت قواعد الإشتباك أو الحوار بعيداً عن الوحشية وإلغاء الآخر وقتله بل جذبه لإنقاذه من إنحرافه وضلاله فالهدف ليس القضاء على الآخر بقدر ما يكون إنقاذه من نفسه ومن تأثيرات الآخرين الذين يبثون في عقله وعقيدته الأفكار التي تغرقه في المعصية والخطيئة وتجعله من الآخرين .
استضافة شخصيات مستقلة وغير مؤيدة: تقع وسائل الإعلام التي نديرها بفخ عدم إستضافة الشخصيات المستقلة أو التي لا تؤيد بشكل كلي إطروحاتنا خوفاً من زعزعة جمهورنا ولعدم فتح النوافذ أمام الآخرين ولا بد من مراجعة هذا النهج غير الصحيح ،فيمكن الإستفادة من هذه الشخصيات بإحداث ثغرات في جدار الحصار القائم على أفكارنا ومعتقداتنا ولإظهار القدرة والرغبة على سماع الرأي الآخر لإقامة الحوار المتعدد الأطراف ويمكن الإستفادة بشكل أكبر عندما يكون المحاور لهذه الشخصيات يمتلك الكفاءة والأسلوب الحسن القادر على تفنيد وإجهاض أفكار المناظر له ولإكتساب مشاهدين من المقلب الآخر وعدم البقاء في دائرة مخاطبة الذات دائماً بل تجاوز الحدود لمخاطبة الآخر .
تسلسل دوائر التبليغ وتعميم المعرفة:
تقسم دوائر التبليغ وتقييم المعرفة والخطاب بإتجاه المتلقي والمشاهد إلى ثلاثة دوائر:
- الدائرة الأولى: الذات للفرد حيث لا بد من البدء بإقتناع وإعتقاد الفرد على مستوى الذات لكي يتحول الفرد إلى داعية ومبشر بالفكرة الصحيحة لأن التغيير يبدأ وفق المبدأ القرآني بالنفس " إن الله لا يغير ما يقوم حتى تغيروا ما بأنفسهم".
- الدائرة الثانية: الأهل والعشيرة وفق المبدأ القرآني والسنة النبوية الشريفة فإن أولى موجبات الدعوة والتبليغ تتجه نحو الأهل والعشيرة " وأنذر عشيرتك الأقربين" سواء على مستوى الأسرة .
- الدائرة الثالثة : الناس الأقربين والأبعدين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )،حيث أن إنعدام وضعف وسائل الإتصال في الماضي عبر الأثير أجبر أصحاب الدعوة والناس للمراسلة المباشرة سيرا على الأقدام بالرسالة المكتوبة او الشفهية وصولا للحمام الزاجل وكانت المراسلة وايصال المعلومة تستغرق زمنا طويلا ومعرضة للمخاطرة وما ينجز الآن في لحظة كان يستلزم أياما وشهور مما يبطىء حركة الثقافة والحراك العسكري والاجتماعي ويستدرج الحرب عند أي خطأ او تباطؤ او غياب الحقيقة ،أما اليوم فإن إمكانية التواصل مع شعوب وجماعات اكثر يسرا واسرع زمنا .
ونسأل .. هل ساهم الإعلام في نشر وتعميم ثقافة الإرهاب والجريمة والعنف أم يقاومها ويعمل لحصارها ؟
وهل ساهمت صناعة السينما الأميركية وسيطرة الصهيونية على الإعلام العالمي في نشر ثقافة الجريمة والإرهاب من الصور المتحركة الى الألعاب الإلكترونية والأفلام والمسلسلات التي نسلم أطفالنا وأنفسنا لها طواعية بل وندفع لها بدلا من أجل أن تدمر ثقافتنا وتغير سلوكياتنا ؟
وهل نحن من صناع الإعلام ام لا زلنا من ضحاياه وطرائده؟
هل هناك صناعة سينمائية عربية وإسلامية ماعدا التجربتين المصرية والإيرانية مع الفارق بينهما لجهة الوظيفة والجودة ؟
هل نمتلك ألأقمار الصناعية الكفيلة بتأمين الحرية الإعلامية ام نحن زبائن مستعبدين عند الإعلام الأميركي وحلفاؤه؟
هل نمتلك آليات التواصل الاجتماعي المستقلة ام نحن تحت المجهر المخابراتي الأميركي والصهيوني ؟

مقالات ذات علاقة


من لطائف التكافل الاجتماعي الديني نسيب حطيط اخبرني بعض الأخوة. ..ان احد الأخوة قام بعمل لطيف...


رمضان الإلهي ورمضان الحرب الناعمة نسيب حطيط يتعرّض شهر رمضان لحرب ناعمة خطيرة منذ سنوات تحاول...


مقابلة بعنوان الإعلام والبصيرة نسيب حطيط -بالمعطى التاريخي كان هناك صراع #الإعلام_الالهي...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by