البابا شنودة بطريرك المقاومين ضد إسرائيل.
د.نسيب حطيط
قاوم السيد المسيح(ع) لصوص الهيكل و ودعاة الإنحراف، وعلى دربه مشى البابا شنودة الثالث ليقاوم الإحتلال والظلم الإسرائيلي،فاليهود حاولوا صلب السيد المسيح(ع)،و السادات نفى البابا شنودة إلى دير وادي النطرون ووضعه تحت الإقامة الجبرية وأعفاه من منصبه عام 1981.
رفض البابا شنودة إتفاقية كامب ديفيد ووقف ضد السادات وقاوم التطبيع الذي فرضته الإتفاقية ومنع الأقباط المسيحيين من زيارة القدس قائلا(يمنع على الأقباط زيارة القدس إلا مع المسلمين يدا بيد) ليعلن إنتمائه للقضية الفلسطينية ويحدد هويتها بأنها قضية إسلامية مسيحية إنسانية وليست ملكا لتنظيم أو شعب أو شخص، وأن كنيسة القيامة ترفض الإحتلال كما المسجد الأقصى،وأن المسيحي العربي لا يقل وطنية وقومية وثورية عن المسلم العربي بل اثبت في أكثر من موقف منذ بدء الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والإعتداءات على الدول العربية موقفه الداعم للحقوق العربية كمواطن صاحب قضية.
لقد رفض البابا شنودة إتفاقية كامب ديفيد والتزم بها الأخوان المسلمون...فأيهما الوطني والإنتهازي؟ ،وأيهما المقاوم والمساوم؟ منع البابا شنودة التطبيع مع إسرائيل والجلوس مع المسؤولين الإسرائيليين وهاهم الأخوان المسلمون يظهرون على الشاشات الإسرائيلية بل ويمنعون في تونس كتابة نص دستوري يعاقب على التعامل مع إسرئيل.... فأيهما المقاوم والمساوم،ومع ذلك لم يقف بعض السلفيين حدادا على البابا شنودة في الوقت الذي يطمأنون إسرائيل عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي!
المسيحية المشرقية في قلب الصراع مع إسرائيل،والمسيحيون المشرقيون رواد في المقاومة،ومن ينسى الضابط الإستشهادي(جول جمال) السوري المولد،العربي الإنتماء،الحر في قراراته وهو يدمر البارجة الفرنسية(جان بارت) وقت الهجوم الثلاثي على مصر عام1956 ويدمرها لإنقاذ بور سعيد من الدمار.
ومن ينسى المطران إيلاريون كبوجي المقاوم المنفي من القدس لأنه على درب المسيح(ع) يقاوم الظلم والإحتلال ويسعى لتحرير القدس والمسيحية-الإسلامية) ...من ينسى كارلوس(الفنزويلي)الذي يعيش سجينا في فرنسا لأنه مقاوم من أجل فلسطين والذي تركه كل
العرب والمسلمين في أيدي الجلادين الفرنسيين،ويكفي أن العرب خذلوه،ومن ينسى المقاومين المسيحيين في الأحزاب اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ولا أكتب أسمائهم لكثرتهم وحتى لا أنسى أحدا.
بعض المسلمين عملاء وجواسيس،وبعضهم متخاذلون بإسم الإبقاء على المعاهدات الدولية (كامب ديفيد) و(وادي عربة).بينما بقي البابا شنودة أكثر من33عاما صامدا بوجه التطبيع مع إسرائيل وضد العقاب والقصاص من النظام المصري،وضد الأغبياء من الذين يعتبرون الدين(لحية طويلة) و(جلبابا قصيرا)،وتكفيرا للناس مسلمين ومسيحيين وكل من لا يوافقهم الرأي،وظل صامدا أمام رعيته التي تطالبه نتيجة القهر أن يحيد عن مواققه ،لكنه بقي صامدا على موقفه المسيحي الحق في وجه الظلم.
والمسيحيون العرب ليسوا ضيوفا او جاليات اجنبية في عالمنا لعربي،بل هم شركاء وأخوة وجذورهم عميقة في الأرض العربية وليسوا طارئين كالحملات الصليبية أو الغزو العثماني أو الإستعمار الغربي والإحتلال الأميركي أو الإسرائيلي ،فمن يريد إقتلاع المسيحيين من الشرق يريد محو الرسالات السماوية عن الأرض،فالصهاينة والمحافظون الجدد في أميركا أعلنوا الحرب على الإسلام ووصفوه (بالإرهاب) بعدما صنعوا القاعدة والتكفيرين ويواصلون إقتلاع المسيحيين من الشرق،فبعد فلسطين هجروا المسيحيين من العراق والآن اتجهوا إلى سوريا وسيستغلون الثورة المصرية وغياب البابا شنودة لدفع الأقباط إلى ما لا يريدون ،فهل تسارع القيادات الإسلامية لمساندة القيادات المسيحية في الشرق في مواجهة التكفيريين وأسيادهم ليبقى هذا الشرق مهد الرسالات وموطن المقاومة للإستعمار،فإذا فشلت مشاريع أميركا وإسرائيل في هذا الشرق، تحرر العالم من الظلم والقهر الأميركي ، فنحن قاتل عن العالم بل عن الإنسان ومن أجل الحق وهذا جوهر الرسالات السماوية.