البالونــات الإسرائيليـة بمواجهــة النــووي الإيرانــي
د.نسيب حطيط
نادرا ما تظاهر الإسرائيليون على حدود الدول العربية،أو مارسوا إحتجاجا سلبيا ضد العرب،فقد كانت قوتهم كفيلة بإسكات العرب ومنعهم من الفعل،وكان العرب يتظاهرون ويعتصمون ويكتبون ويلقون الخطب الرنانة التي تصدح بها الإذاعات والفضائيات وتواصل إسرائيل الإستيطان وقضم الأراضي وبناء الدولة اليهودية ،ويتراجع العرب يوما بعد يوم،بحجة شهامتهم التي تمنعهم من التراجع عن مبادرة السلام العربية ، إكراما للمحتلين... ؟!.
لقد استنفرت أميركا وإسرائيل كل أدواتها الضاغطة ضد زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد،في الداخل والخارج،وأطلقت إسرائيل العنان لأحلام اليقظة،عبر صحفها ومسؤوليها،وهم يتخيلون إلقاء القبض على الرئيس نجاد ومعه السيد حسن نصر الله، ومارسوا التهديد والترهيب لأنهم لا زالوا يعيشون زمن الأمر والنهي،فإن قالوا.. فعلى الآخرين الإنصياع والتنفيذ والخوف وهم يمارسون السيادة المغتصبة على فلسطين ويتجاوزون ذلك إلى بلاد العالم فيقررون لنا ، إستقبال الرؤساء وممن نشتري الأسلحة ويتطاولون حتى على دول عظمى مثل روسيا والصين ويفرضون عليهاضوابط لبيع الأسلحة وغيرها.
وبعد خروجهم من لبنان مهزومين أكثر من مرة في العام2000 و حرب2006،فإنهم يتنافخون تهديدا للبنان والمقاومة ،ويكتبون البيانات بأسماء القاعدة وكتائبها المزعومة المتنوعة الأسماء تهديدا بالتفجيرات والاغتيالات،ويتناغم البعض مع التحذيرات الإسرائيلية بقصد أو غير قصد،ليعلنوا أن زيارة نجاد للجنوب إنتقاص للسيادة وإهانة لها،وهي التي تمت بطائرات لبنانية وبحماية الجيش اللبناني وبدعوة من رئيس الجمهورية العماد سليمان،وتناسى هؤلاء اللبنانيون وللأسف أنهم لم يضمنوا تصريحاتهم، إشارة بسيطة للخروقات الإسرائيلية للسيادة قبل نجاد ومعه وبعده،ولم يقل أحد منهم هل أن زيارة فيلتمان في العطلة الرسمية نهار الأحد وبعد الظهر، قد تمت وفق أصول البروتوكول واللياقة والسيادة ،وهل أبلغت الخارجية اللبنانية بمواعيده و الإذن منها لمقابلة المسؤولين اللبنانيين...أم أنه تصرف كمستعمر يملك البلد وأهله...لكن ما يشفي الصدور أنه جاء(متسللا) قلقا إلى لبنان الذي أنفق فيه مئات الملايين من الدولارات على أتباعه ولم يجدهم في استقباله ولعل معظمهم لم يعرف بوصوله و قد أغدق على بعضهم بإتصال هاتفي على طريق المغادرة.
ولكن السؤال...من أرغم إسرائيل أن تكتم غضبها،وأن تبتلع تهديداتها وتقيد جيشها من العبث في لبنان...وهل هي الضمانات الدولية أم توازن الرعب الذي فرضته المقاومة في لبنان...؟!.
من أرغم إسرائيل على أن تستبدل إلقاء القبض وإغتيال الرئيس نجاد ،بنفخ البالونات الملونة إحتجاجا على الزيارة، وقد أطلقها عشرات من المستوطنين الذين سيتدربوا على التظاهر أمام(بوابة فاطمة)إحتجاجا على التهديد والقلق الذي تثيره المقاومة، وقد باتوا لا يشعرون بالأمان والإستقرار وهم يعدون الأيام الباقية للحرب القادمة...التي يخشاها الإسرائيلي ويتردد بإشعالها، فإن تأخرت، فالمقاومة تربح الوقت لتطوير قدراتها وبذلك يصبح الإنتصار عليها صعبا وغير مؤكد،وإن بادر إلى الحرب الخاطفة فهو يخاف الهزيمة،ففي 2006 فر أكثر من مليون إسرائيلي من شمالها إلى وسط فلسطين المحتلة ، والحرب القادمة ستجعل مليون إسرائيلي يفرون إلى خارج إسرائيل عائدين إلى أوطانهم .
ليس هذا الكلام حلما يكتبه الضعفاء من المقاومين...بل هدفا يسعى إليه الشرفاء من لبنان إلى سوريا إلى العراق وتركيا وإيران وفلسطين ومعهم أحرار العرب والعالم...فالعدالة لا تحميها إلا القوة، والأرض لن تحررها إلا المقاومة القوية، والسيادة ....لا تحميها الأمانات العامة والخاصة بل المقاومة والجيش والشعب.
سيتدرب الإسرائيليون على تنفيس غضبهم بنفخ البالونات بكل الألوان حتى لا يموتوا غيظا وإذا تفاقمت الأمور سينفخون(الزمامير)من كل العيارات والمقاييس وفق حجم التهديد لكنهم سيترددون للقيام بأي حماقة عسكرية جديدة...غير مضمونة النتائج ،فالعصر الإسرائيلي -الأميركي إلى تصحر وإنحسار، وعصر المقاومين والوطنيين إلى شروق...والفرقة العسكرية الإسرائيلية التي ستجرؤ على الإستعراض على الحدود ستكون فرقة(الزمامير والبالونات)المدعومة من الطبول الفارغة في كل الساحات...