البحريــن ضحيــة الملــوك والمصالــح الأميركيــة
د.نسيب حطيط
تعرضت الثورة البحرينية للظلم من النظام في الداخل ووذوي القربى من العرب والمسلمين في الخارج والنفاق الغربي والأميركي الذي يرى بعيون مصالحه وليس بمنظار حقوق الانسان وقد وصفت الثورة البحرينية من بعض رجال الدين أو الجهات السياسية(بالثورة المذهبية)والبعض الآخر بالانقلاب الإيراني على إمارات وممالك الخليج،وحتى لا تظلم هذه الثورة واظهارا للحقائق لا بد من توضيح جذور (الحراك البحريني)تاريخيا بعد استقلالها عن بريطانيا وتسلم آل خليفة الحكم.
- لقد بدأت الثورة البحرينية منذ ما قبل الاستقلال عام1971 ضد الإنكليز ومن ثم تحركت المعارضة(البحرينية)سنه وشيعة في الستينات والسبعينات وكانت هويتها(يسارية)علمانية من جبهة تحرير البحرين.......بالتزامن مع ثورة ظفار في عمان، وبالتالي فإن بدايتها كانت قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران
- في الثمانينات وبعد هزيمة 1967وردة الفعل العربية والاسلامية والنهضة الاسلامية بدأت المعارضة البحرينية تأخذ الطابع الاسلامي خاصة(المعارضة الشيعية)بعد انتصار الثورة الاسلامية.
- في العام2001وبعد تحركات عديدة للمعارضة وبعد استلام الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكم والذي طرح رزمة من الاصلاحات من بينها الانتخابات ومجالس الشورى والبرلمان والبلديات والمشاركة وغيرها ، تصالحت المعارضة مع النظام ،املا بالإصلاح ،لكن هذه الاصلاحات تجمدت دون مبرر.
- بدأ نظام آل خليفة بتجنيس الأجانب للتغلب على الخلل الديموغقرافي(المذهبي)حيث يشكل المسلمون الشيعة أكثرية يتجاوز70% من سكان البحرين ووصل المجنسين (المتعددي الجنسيات)إلى ما يقارب25%من مجموع السكان عام2010،حيث تم تجنيس حوالي245000أجنبي من أصل 1034000نسمة عدد المواطنين والمقيمين والمجنسين في البحرين، والأكثر من ذلك فقد أعطي المجنسون كامل الحوافز من والمعارضة الشيعية حدات سكنية وطبابة وضمانات أخرى لا يمتلكها البحرينيون وتم توظيف المجنسين في أجهزة الأمن والشرطة والجيش لإستخدامهم في القمع(كمرتزقة)غير واضحين لقناعة السلطة البحرينية بأنالبحرينيون لا يؤذون بعضهم حتى ولو كانوا مختلفين مذهبيا حيث تجمعهم المواطنة والمصاهرة والدين الواحد والعشائر المتقاربة.
- يعيش البحرينيون حالة من الفقر وعدم التكافؤ في الفرص والعطاءات والوظائف حتى أن ملكية الأرض تذهب بمجملها إلى آل خليفة وليس للمواطنين.
- تشكل البحرين أ هم قاعدة عسكرية أميركية حيث يرسو الأسطول الخامس الأميركي ليتكامل مع القاعدة العسكرية الأميركية في قطر، وتاريخيا شكلت البحرين القاعدة العسكرية البريطانية الأهم في الخليج العربي لأكثر من قرنين من الزمن.
- وبناء على هذه الوقائع ودحضا للمزاعم التي تحاصر(ثورة البحرين)بالمذهبية لا بد من توضيح الأمور التالية:
- إن عائلة آل خليفة(السنية)ظاهرا تحتكر كل السلطة الفعلية شأنها في ذلك شأن العائلات المالكة من الملوك والأمراء وتسلب أهل السنة المشاركة وتوحي بالدفاع عن مصالحهم إذا ما تعرضت العائلة للخطر فتحتمي بهواجس السيطرة المذهبية بينما لا تعطي أهل السنة أي مشاركة،فالملك وعائلته والحكومة ووزارئها وكذلك كل المناصب العسكرية والادارية فهي لآل خليفة وليست (لسنة البحرين) ،ولايزال عم الملك الشيخ خليفة بن سلمان رئيسا للوزراء منذ 42 عاما!!.
- إن المعارضة في البحرين أعلنت عن وطنيتها وعدم مذهبيتها سواء بشعاراتها أو سلوكها وكذلك أهدافها بالشراكة مع القوى السياسية من أهل السنة(إبراهيم شريف السيد)المعتقل رئيس حركة(وعد)وغيره من الأطياف السنية.
- إن المعارضة في البحرين لم تعلن نيتها بإسقاط النظام بل العدالة والتكافؤ والإصلاح ولم تستخدمالعنف مع كل ما حصل وبقيت على حراكها السلمي.
- لقد تعرضت(ثورة البحرين)ما لم تتعرض له أي ثورة عربية معاصرة أو سابقة وخلافا لأحكام الشرع والقيم الأخلاقية والعربية حيث هدمت بيوت الله(المساجد)والمسجد ليس له هوية(شيعية أو سنية)خلاف النوادي الحسينية أو الديوانيات أو المضافات وأحرق (كتاب الله)المصحف الذي ليس(سنيا أو شيعيا)بل ونبشت قبور الموتى خلاف الأحكام الاسلامية ووصل الأمر الى إعتقال النساء وممارسة أقسى أنواع التعذيب حتى التهديد بالاغتصاب وغيره وهذا خلاف المبادئ الشرعية وقيم العرب الأقحاح.
- خلافا لكل الثورات العربية ما عدا(ليبيا)فقد تدخلت قوى غير وطنية (درع الجزيرة)خاصة السعودية لقمع المظاهرات وممارسة الحصار على المستشفيات والمدارس والمساجد وتم طرد الموظفين على أساس مذهبي واعتقل الأطباء والممرضين لمنع تقديم الاسعافات للجرحى خلاف القوانين الدولية أو الاسلامية.
وحتى لا نقع نحن(المسلمون)في فخ العصبات المذهبية أو الطائفية يجب أن ننتبه ونعمل لبث الوعي في صفوف أهلنا ،بأن الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية وغيرها من المصطلحات التي تتشدق بها اميركا وأوروبا تمثل ديمقراطية المارينز لإحتلال العراق وافغانستان، ولتقسيم الأوطان كما في السودان ومصر وليبيا ولنهب النفط والثروات كما في ممالك الخليج.
فهل يمكن تصديق أميركا وأوروبا بأنهم مع ثوارمصر وتونس وليبيا وسوريا ،وهم الذين كانوا حتى آخر لحظة يتحالفون مع حسني مبارك وبن علي والقذافي...
هل هم مع حقوق الانسان والديمقراطية وهم الذين يتحالفون مع ملوك وأمراء الخليج الذين لا تعرف بلادهم أي شكل من أشكال المساواة وحقوق الانسان والديمقراطية حتى انهم يمنعون المرأة من قيادة السيارة...
نداؤنا أيها الأخوة أن نحتكم للحكم الإلهي ولسنة رسوله(ص) بأننا مسلمون اخوة ،ولا نقتل بعضنا بعضا وأن لا ننخدع بالنفاق الأميركي الذي يعتبر بان حفظ أمن إسرائيل هو الهدف الأساس ، وأن حقوق العرب والمسلمين ليست في كفة الميزان الأميركي، وعلى العلماء والمثقفين والاعلاميين فضح النفاق والخداع الأميركي ونصرة المظلومين في البحرين والخليج وكل الدول العربية حتى نستطيع تحرير بلادنا من الاحتلال والاستعمار لتحرير أنفسنا من قيود الأنظمة الظالمة.