التحالف التكفيري الصهيوني والربيع العربي لا للمقاومة
د.نسيب حطيط
اشتعلت الثورات العربية للتغيير والإصلاح وإسقاط الأنظمة العميلة والمتحالفة مع الإدارة الأميركية والمهادنة للعدو الصهيوني عبر إتفاقيات السلام والسفارات المفتوحة في عواصم العرب... لكن المفاجأة أن الثورات وقياداتها اعترفت بإتفاقيات السلام وأبقت على السفارات الإسرائيلية بل وتحالف البعض منها مع العدو.
جاء التكفيريون بإسم الإسلام يعلنون دولة الخلافة الإسلامية لكنهم أعلنوا صراحة بأن دورهم ووظيفتهم ليس قتال إسرائيل، حيث صرحوا "بأن الله لم يأمرنا بقتال إسرائيل في القرآن"، ونسألهم هل أمرهم الله سبحانه بقتل المسلمين والمسيحيين وبقية الناس بناءً لتعليمات أبو بكر "الصهيوني" تحت عنوان الفتاوى التي بشر بها رئيس المخابرات الأميركية جيمس وولسي في العام 2006 حيث قال "سنصنع لهم سلاماً يناسبنا من خلال الثورات ومن ثم يتم إنقسامهم على بعض لنعرات تعصبية ومن ثم نقسم الدول إلى دويلات ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر"
إن التكفيريون هم المولود الهجين لتحالف المخابرات الأميركية –الصهيونية والخليجية لطعن الإسلام وتفتيت الدول ومهادنة إسرائيل وحمايتها عبر إفتعال المعارك ضد محور المقاومة وجذب الشباب للقتل والإنتحار في الساحات الإسلامية وإبعادهم عن الجهاد الحقيقي ضد الغزاة الصهاينة وتفجير المشاهد المقدسة في سوريا والعراق توطئة للصهاينة لتدمير المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ... وفي ذروة الحرب بين المقاومة الفلسطينية (السنية) ضد العدو والمجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة لم يحرك التكفيريون من داعش والقاعدة والنصرة وكل الأسماء المشبوهة أي مقاتل أو عبوة أو صاروخ ضد المقاومة.
إن مشايخ الوهابية وقادتها السياسيون الذين حشدوا العالم ومولوا لحماية الشعب السوري بشكل خادع ومنافق فإنهم حرموا التظاهرات " العبثية " ضد العدو وجرائمه وبادر تركي الفيصل لدعوة الإسرائيليين إلى منزله ومصافحة أيديهم الملوثة بالدماء.
لقد كشفت غزة عورة الأعراب والخليجيين والثورات والتكفيريين وكل المنادين زوراً بنصرة أهل السنة، فها هي غزة وحيدة مستفردة تغتصب كل يوم بالقصف والحصار ويحاصرها أهل السنة ليتآمر عليها الحكام الذين يتولون أمر "أهل السنة" ويحاصرون المقاومة (السنية) إنهم كذبة لا يعملون للسنة مطلقاً فالسنة النبوية منهم براء.. إنهم ضد المقاومة سواء كانت سنية أو شيعية هم مع أميركا وإسرائيل ضد شعوبهم ...
لم يبق لغزة ونصرتها سوى محور المقاومة بالسلاح والمال والإعلام والدبلوماسية "الهلال المقاوم" الذي سموه يوماً "الهلال الشيعي" هو الهلال الإسلامي المقاوم الذي يحمي غزة ويستوعب العاقين من أبنائها الذين إلتحقوا بركب الأخوان وتركيا وقطر ولم تحمهم الوساطات والأموال بل تحصنوا بالشرف والمقاومة والعزة بصواريخ المقاومة من سوريا وإيران والتي حملها المجاهدون المقاومون من لبنان إلى غزة عبر الصحراء وعبر البحر وسجنوا في سجون مبارك وطعنوا من رفاق السلاح المفترضين وقتلوا بالسلاح الذي كان يجب أن يستخدم في فلسطين.
فلسطين لن يحررها التكفيريون ولا الثوار المزيفون ولا الأخوان المسلمون ولا قطر ولا تركيا ... الشعب الفلسطيني أولاً يسانده الأحرار الشرفاء من هذه الأمة ... إنه الهلال المقاوم الذي يمنع التمساح الأميركي من إبتلاع المنطقة وهو الضؤ الوحيد وقارب النجاة الأوحد لإنقاذ الأمة وشعوبها.
فلنتحد سنة وشيعة... مسلمون ومسيحيون ... قوميون وعلمانيون ...لإنقاذ أوطاننا بعيداً عن العصبية والمذهبية ... لنبقى في أوطاننا.