التكفيريون ووحدة الجبهات
د.نسيب حطيط
نادت السلفية التكفيرية بشعار "دولة الخلافة" بديلا عن الأنظمة الديموقراطية و الملكية, و أعلنت رفضها لتقسيم الأمة و عدم إعترافها بحدود إتفاقية سايكس بيكو و أعلنت بعزمها الأمة لتوحيد الأمة و إقامة دولة الخلافةوارتكزت لتأسيس ادولة الخلافة التكفيرية على مايلي:
- تكفير المسلمين جميعا من كل المذاهب إذا لم يبايعوا داعش و النصرة و القاعدة و إخواتها و أبنائها و بناتها!
- توحيد الجبهات بالقتل و الإرهاب و التفجير من سوريا و العراق و لبنان و مصر و ليبيا و اليمن و قريبا في الخليج و المغرب العربي.
- إستبدال الملوك و الرؤساء بالأمراء " التكفيريين" فلكل ثلاثة أنفار أمير و لكل الأمراء أمير واحد هو زعيم القاعدة.
- تدمير كل الآثار الإسلامية و الأضرحة و المقامات و الكنائس و المراكز الثقافية و التعليمية و السياحية!
- إلغاء الألبسة المتنوعة و الألوان المزركشةو حصرها باللون الأسود و الجلباب الأفغاني و البرقع الخليجي!
-التحليق أو التسبيد و هو حلق شعر الرأس عند كل المجاهدين التكفيريين و حلق الشوارب و إطالة اللحى و دهنها "بالحناء"احيانا.
- منع التدخين و الموسيقى و السينما و المسرح ومنع تعليم البنات و عدم لعب كرة القدم إلا بالرؤوس "المقطوعة".
إلغاء الكلمات الواردة في القرآن الكريم مثل (نصر الله... حزب الله,...)
- عدم قتال المحتلين الصهاينة، بل و التحالف معهم حتى إسقاط الأنظمة و تحرير البلاد العربية من الأنظمة الكافرة . فلم يفجر أي إتنحاري نفسه بأي آلية اسرائيلية أو يقتل عسكريا ... بل يذهب الجرحى للإستشفاء في المستشفيات الإسرائيلية .
- تكفير من يقول بدوران الأرض" و تكفير من لا يكفره" (فتوى الشيخ إبن باز رقم 15255 - فتاوى اللجنة الدائمة).
- تأويل مضمون الآيات التي نزلت بالمشركين وتطبيقهاعلى المسلمين المخالفين لآراء السلفيين عبر نهب الأموال و سبي النساء و ذبح الرجال.
إن دولة الخلافة التكفيرية و التي أزالت الحدود بين العراق و سوريا و لبنان وتسللت إلى الداخل المصري و الليبي و التونسي و التي تتوسع كنقطة الزيت لتمتد إلى الخليج و أوروبا و أول سمومها انفجر في فولفاغراد الروسية.
لقد أعلنت دولة الخلافة التكفيرية وحدت الجبهات لإسقاط ما يسمى الجيوش العربية التي تقاتل إسرائيل و من أجل تفتيت الكيانات و الدول و إشعال الفتن المذهبية و تفكيك المخيمات من نهر البارد إلى اليرموك وصولا لعين الحلوة و صبرا و شاتيلا لإلغاء حق العودة بعد تدمير مقالع المقاومة و تدمير الذاكرة الفلسطينية بتواطؤ أو غباء بعض قوى المقاومة الفلسطينية التي تبحث عن سلطة و لا تبحث عن تحرير فلسطين.
دولة الخلافة التكفيرية تنطلق من الأنبار العراقية ضد العشائر و ضد الدولة و ضد ثوابت الإسلام الأصيل و تتمدد إلى سوريا فلبنان ،وتتغيراسمائها كل يوم وفق ما تريده أجهزة المخابرات الخليجية و التركية و الأميركية فتظهر داعش و النصرة و جيش الإسلام و جيش المجاهدين و الجبهة الإسلامية و عشرات الألوية وفق منهجية "الحرباء الجهادية" التي تغير لونها و إسمها لتخرج من لائحة الإرهاب في عملية خداع للرأي العام فيلغى ما يسمى الجيش السوري الحر ثم يستولد من جديد , معارضة تكفر بعضها بعضا و تقتل كل من يصادفها من النظام و المدنيين و رفاق السلاح ثم ترتد لتنتحر ذاتيا و ها هي هيئة علماء حلب تعلن أن داعش فئة باغية مرتدة و تهدر دمها و تدعو عناصرها للإنشقاق و الإلتحاق بجيش المجاهدين !
الحرب على الإرهاب قبل جنيف2 ، تنفيذ لتعهدات أميركا ،بتدمير السلاح التكفيري مقابل تفكيك السلاح الكيماوي ، و محاولة لتوحيد المعارضة بالقوة و سوقها إلى (جنيف2) صوريا للتحضير (جنيف3) والسير بالحل السياسي متلازما مع إعلان الحرب على الجماعات الإرهابية.
إن إعلان الجماعات التكفيرية وحدة الجهات يفرض على قوى المقاومة الوطنية و الإسلامية أن تستنفر و توحد طاقاتاها العسكرية و الإعلامية و الثقافية لمواجهة هذا المشروع التكفيري الذي يمثل الإجتياح الإسرائيلي- الأميركي الأخطر والأوسع على الأمة منذ أن فشلت الغزوات الوهابية على أسوار دمشق عام 1810 م ستسقط هذه الهجمات التي يكررها الوهابيون بعد مائتي عام.
لقد إجتاح الوهابيون قبل العام 1800 م الكويت و كربلاء و النجف و الطائف ومكة المدينة و عمان و إنهزموا في دمشق و الآن سيهزمون في الأنبار و الشام و لبنان.
دولة الخلافة التكفيرية على طريق الإنهيار ... فهل يستيقظ بعض المراهنين و الأغبياء و يتراجعون عن إشعال الفتنة و يعودوا إلى الشراكة الوطنية دون مجازفات خرقاء تبدأ بالخطوة الناقصة.... حكومة أمر واقع او المقاومة المدنية لإسقاط السلاح ، لتفجير الواقع و إدخال لبنان في المشروع الدموي الشامل !!