الجيش السوري الحر وجيش لبنان الحروجهان لمؤامرة واحدة.
د.نسيب حطيط
بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978 اعلن الضابط سعد حداد تأسيس جيش لبنان الحر بحجة حماية المسيحيين في الجنوب،من الفلسطينيين والأحزاب الوطنية،واستعمل جيش لبنان الحر كأكياس رمل ومرتزقة لدى الإسرائيليين وشارهم في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982.
وفي سوريا أعلن (الجيش السوري الحر)بقيادة الضابط المتقاعد رياض الأسد برعاية أميركية عربية وحضانة تركية لتغطية المسلحين والعصابات الإرهابية وحمل المسؤولية بدلا عن المعارضة في مواجهة الجيش السوري ،وأعلن هذا الضابط أن كتائب الجيش السوري الحر تتمركز في لبنان وتركيا وبدأت بمهاجمة الجيش السوري في الداخل في تكرار لتجربة الجنرال فيشي في فرنسا وسعد حداد في لبنان .
والسؤال المطروح ... هل ان وطنية هؤلاء الجنود تدفعهم للإستعانة بالمحتل التركي الذي لم ينس اللبنانيون والسوريون عذاباته ومجازره حتى يستنجدوا به،هل نسي هؤلاء إحتلال لواء الإسكندرون السوري الذي أطلق عليه إسم إقليم(هاتاي)...وهل نسي الأخوان المسلمون والمعارضة السورية،المستعمر الفرنسي ليعودوا ويفتحوا أبواب وطنهم أمامه،وهل نسوا ما فعله الأميركيون في العراق والناتو في ليبيا؟
الأحداث في سوريا ليست مطالب إصلاحية بقدر ما هي مشروع أميركي-إسرائيلي لتقسيم المنطقة وإزالة العقبة الرئيسية الممتثلة بمحور الممانعة والمقاومة الذي يسهل تدميره بإسقاط سوريا ويتم إستخدام الجامعة العربية المشلولة كأداة لتنفيذ المشروع بعد العجز المرحلي دوليا من إستخدام مجلس الأمن والناتو ،ونتبين ذلك بقراءة واقع العرب المطالبين بالإصلاح وتداول السلطة والديمقراطية ومكافحة الفساد.
- أربعة ملوك(عائلات حاكمة)(السعودية –البحرين-الأردن-المغرب) وتسعة أمراء في الخليج وسلطان واحد في(مسقط)يحكمون منذ تأسيس ممالكهم وإماراتهم دون مجالس نيابية أو إنتخابات أو أي نقابات.
- يطالب هؤلاء بمكافحة الفساد في الوقت الذي يصادرون فيه ثروات بلادهم ويوزعونها على الأمراء والأميرات للمصاريف الشخصية أو الهدايا ويرمون الفتات للشعوب وقد تم توزيع ثروة أحدهم التي بلغت أكثر من 250 مليار دولار بينما يحتاج الفقراء العرب لأقل من مليار دولار لمواجهة الجوع.
- اليس من نكبات الدهر أن يصوت الفلسطينيون لطرد سوريا من الجامعة العربية بعد إعطاء الإذن لهم بالمرور بين الإحتلال الإسرائيلي وقبض ما تيسر من اموال من(الأشقاء الخليجيين)لشراء رئاسة الدورة و التصويت ضد سوريا بحجة وقف العنف وتداول السلطة..فهل نسي أبو مازن معاركه مع حماس في الضفة وغزة و سجونه المملوءة بالمقاومين للإحتلال الذين يعتقلهم بطلب إسرائيلي ويسهل إغتيالهم وفقا للتعاون الأمني ...هل نسي الفلسطينيون ما قدمته سوريا ولازالت تحمي فصائلهم وقياداتها خاصة حماس ، أم أنه عدم الوفاء وتجارة المبادئ ونحن في لبنان لا نفاجأ بالموقف الفلسطيني فلقد جربناه وعرفناه بعدما قدمنا للفلسطينيين كل ما نملك فانقلب بعضهم علينا.
وسؤال آخر هل اجتمعت الجامعة العربية يوما لسحب سفراء بعض دولها وإغلاق سفارات إسرائيل فيها احتجاجا على القتل والتدمير في لبنان وغزة ،أم أن إسرائيل دولة شقيقة ستنضم مع تركيا للجامعة العربية الجديدة التي ستطرد الشرفاء والوطنيين وفقا لإملاءات اميركا والناتو؟
لمن نسي التاريخ تقول أن جيش لبنان الحر انهزم وهرب عناصره وضباطه إلى إسرائيل التي هربت وتركتهم وأقفلت البوابات في وجوههم والتي فتحها المجلس النيابي دون احترام الشهداء وعوائلهم، وحكومة فيشي في فرنسا سقطت وانتصر الجنرال ديغول المقاوم للنازية، وانهزم العراقيون الذين ركبوا الدبابات الأميركية في العراق، وكذلك الفيناميون المتعاملون مع أميركا وهكذا يكون مصير مايسمى (الجيش السوري الحر)عاجلا أم آجلا.
العملاء مصيرهم القتل والعار ،والمقاومون أحياء كرام سواء قتلوا أو عاشوا والخيار أن تكون عبدا لشيخ خليجي أو محتل أميركي وإسرائيلي أو تكون وطنيا حرا تدافع عن شعبك ووطنك.