الخلافة السعودية والإنكشارية التكفيرية
د.نسيب حطيط
تأسست الخلافة العثمانية بإسم الإسلام في العام 1299 م وعاشت حوالي ستماية عام حتى أسقطها الغرب الأوروبي في الحرب العالمية الأولى في عام 1923 م.
الأمبراطورية العثمانية أو الخلافة العثمانية بالمصطلح الإسلامي وصلت إلى القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا وقارب عدد ولاياتها وسناجقها الثلاثين واعتمدت الخلافة العثمانية في جيشها النظامي على ما عرف "بالإنكشارية" وكانوا من أولاد الأسرى والسبايا والمخطوفين والعبيد والمجندين بالإكراه واللقطاء والأيتام والذين تم تربيتهم بشكل متشدد للولاء للسلطان ولم يحترفوا غير مهنة القتال حتى صاروا جيش الدولة الموثوق وتصادمت الخلافة العثمانية مع الحركة الوهابية التي استولدها الإستعمار الإنكليزي من رمال الصحراء في نجد وأثارت بوجهها الفتن لزعزعتها قبل أن يقضي الإنكليز وحلفاؤهم في الحرب العالمية الأولى على الخلافة العثمانية ويستبدلوها بالعلمانية الأتاتوركية.
ولدت الحركة الوهابية عام 1728 م وتزاوجت سياسياً مع العائلة السعودية في العام 1736 م لتعلن تأسيس الدولة السعودية الأولى لتصبح السلطة السياسية بيد آل سعود والسلطة الدينية بأيدي الوهابيين على طريق تأسيس الخلافة الإسلامية السعودية أو الخلافة الوهابية لأن الوهابية لا تعترف بإسلام غير إسلامها.
بدأت الخلافة السعودية ترسل جنودها إلى أفغانستان برعاية أميركية وكان بن لادن ممثل السعودية في لقيادة الأفغان العرب تنظيم القاعدة التي تكاثرت على ساحة العالم الاسلامي والعربي وصولا إلى الشيشان وبوكوحرام في نيجيريا والجماعة الإسلامية في مصر إلى (داعش) في العراق والنصرة في سوريا وكتائب عبدالله عزام بالإضافة إلى أولاد جهاد النكاح السياسي عبر فصائل الجيش السوري الحر خصوصاً 14و آذار و غيرهم في العراق وقطر والإمارات.
الخلافة الوهابية السعودية توسعت وتم تصديرها خارج نجد والحجاز فالنفط وأمواله يكفلان شراء (المجاهدين) والأقلام الصحفية والقنوات الفضائية بل ويشتري الحكام والجيوش والمشايخ وكل شيء مهما غلا الثمن فالنفط لا ينضب "والأخضر" كفيل بإقناع المترددين من النخب.
استطاعت الخلافة السعودية أن تجعل من (داعش) ثورة شعبية لتحصيل حقوق أهل السنة عبر الإغتصاب ونبش القبور وقتل الشعراء من جديد ونبش قبور المؤرخين حتى لا يتجرأ أحد على كتابة التاريخ الأسود للخلافة الوهابية ونبش قبر المؤرخ (إبن الأثير ).
الخلافة السعودية (الملكية) المخالفة لسنة رسول الله (ص) والمتبعة لسنة الخلفاء الأمويين والعباسيين بالوراثة السياسية تدعم "الإنكشارية التكفيرية" في سوريا لإسقاط النظام من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة !!
الخلافة السعودية تدعم الإنكشارية التكفيرية في العراق لتأليف حكومة وحدة وطنية وللعدالة بين المواطنين وحقوق الإنسان بالقتل والتدمير وجهاد النكاح.
الخلافة السعودية تصف المقاومة اللبنانية بالمغامرة وتمول وتدعم من يطالب بنزع سلاحها لطمأنة العدو الإسرائيلي.
الخلافة السعودية تحارب النووي الإيراني وتتحالف مع النووي الإسرائيلي لحصار إيران حفظاً لحقوق "السنة" في العالم العربي فاليهود أبناء عمومة كما ورد في إتفاقية الأمير فيصل بن الحسين شريف مكة وحاييم وايزمان في العام 1919 م والذي اعترف بيهودية الدولة معلناً في مقدمة الإتفاقية " يدركان (أي الطرفان) القرابة الجنسيةوالصلات القديمة ...."! يظن البعض أن الشيعة والمقاومة هم العدو الوحيد للتكفيريين واسيادهم وللتوضيح فإن الشيعة هم العدو الأول المراد تصفيتهم ولكن كل من لا يبايع الوهابية فهو عدو كافر وجب عليه القتل وسبي نسائه ومصادرة أمواله وهدم كنائسه وقبوره وتماثيله، فليتهيأ المسيحييون لهدم كنائسهم في لبنان كما حصل في سوريا والعراق ونيجيريا ... وليتهيأوا لدفع الجزية ولن يبقى تمثال السيدة العذراء (ع) في حريصا وغيرها،سيدمر تمثال رياض الصلح وبشاره الخوري وأبو شهلا وغيرهم أوتبادر البلديات لإزالتها قبل وصول "الداعشيين".
فليحضر العلمانيون أنفسهم للقتل لأنهم كفرة وكذلك الدروز وفق فتاوى إبن تيمية والمسلمين السنة لأنهم كفرة يقلدون ائمتهم الأربعة... وكما هدمت محاريب الصلاة للمذاهب الأربعة في مكة سيتم إلغاء مذاهبهم في لبنان ليعلنوا إلتزامهم بالمذهب الوهابي والتطوع في الإنكشارية التكفيرية سواء تحت راية النصرة أو "داعش" أو كتائب عزام.وفق فتاوى داعش و أبو بكر البغدادي!
لكن لا بد من التذكير بمصير الإنكشارية العثمانية التي تجاوزت وظيفتها وتمردت على السلاطين مما دفع السلاطين إلى إبادتها وقتلها خوفاً من الإنقلاب عليها وهذا ما سيكون واقع الخلافة السعودية وحلفائها الغربيين والمحليين عندما تنقلب الإنكشارية التكفيرية على أسيادها بعدما تشعر بنفسها القوة الذاتية وتؤمن مصادر تمويلها من النفط والسرقات والنهب وتجارة الممنوعات والتهريب والتعامل مع عصابات الإجرام المنظمة
هل سيستيقظ البعض من أحلامهم .... وخلافاتهم قبل أن تذبحهم الإنكشارية التكفيرية وتسبي نساؤهم للترفيه عن المجاهدين !