الديمقراطيــة بيـن الشيخيــن القرضــاوي والبـراك
د.نسيب حطيط
من العجائب الديمقراطية،مبادرة مجلس التعاون الخليجي،لدعوة الجامعة العربية لمناقشة الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا... نصرة للديمقراطية و دعما لحرية الشعوب في تقرير مصيرها،بشرط أن تبقى الديمقراطية خارج حدود الممالك والإمارات التي تطبق أعلى معايير الديمقراطية،فالمواطن يأكل و يشرب وينام كيفما يشاء ويتزوج ما يشاء... أما السياسة والثروات والمال والسلطة فهي للحاكم وعائلته،و يعطى المواطن بعض(المكرمات) الملكية والأميرية كزيادة الرواتب والسكن ،فالحاكم يفكر حتى لا ينشغل الناس ويتعبوا،وهو(الأب) الذي يعرف مصلحة أبنائه،عبر تفشي الأمية،وعدم الصناعة،لمنع الثلوث البيئي والإجتماعي،ولأن الحاكم يعين (الشيخ) ليصدر الفتوى لتصبح " السنة والشريعة" مطابقة لأفعال الحاكم وليس العكس ،فيفتي الشيخ و يغير الفتوى بين ليلة وضحاها،ومن بلد إلى آخر ومن حاكم إلى آخر وفق مصلحة الحاكم ومن وراءه السفارة الأميركية طبعا" وعلى سبيل المثال لا الحصر.
الشيخ يوسف القرضاوي،يدعم الثورات العربية خارج حدود الخليج والممالك في الأردن والمغرب ويدعو للديمقراطية ،وهو يعلم أن الممالك والإمارات بلا إنتخابات ولا مجالس نيابية ولا بلدية، ويرفض حكم الأسرة في سوريا وليبيا لكنه يؤيد حكم العائلة المالكة في الخليج لأنها تغدق الهدايا عليه وكذلك يأمر السيد الأميركي فهو من الخلفاء الراشدين في هذا العصر، ومع ان الديمقراطية كلمة ملعونة يصدرها الغرب لتخريب بلاد المسلمين، كما يقول الشيخ البراك( السعودي) المتناقض مع الشيخ القرضاوي (القطري) ، نتيجة تناقض سياسة البلدين والتي يحكمها التنافس والخصام ،فالقرضاوي يدعم الديمقراطية من (الجزيرة) وفق الخطة المرسومة له،وديمقراطية القرضاوي تجيز قتل ثلث السوريين،لإنقاذ الثلثين، ، ،وفق منهجية مشايخ من طبقة وعاظ السلاطين وما أكثرهم في الدول وألأحزاب والجماعات،فقد تحول الدين معهم إلى مهنة(حرة) شروطها عمامة وجلباب ولسان مطواع،وانتهازية تفتي بما يرضي الحاكم؟.
الشيخ...البراك
لقد أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارا" بإعطاء المرأة حق الترشح لمجلس الشورى في العام2015والذي سمح بالإختلاط في جامعة الملك عبد الله،كخطوة اولى على طريق الإصلاح طويل المدى والبطيئ في السعودية، لإمتصاص الشارع وحماية المملكة من عدوى الحراك الشعبي العربي،لكن المؤسسة الدينية التي تمسك بالطرف الأخر من عصا السلطة سارعت إلى الحكم بالجلد على امرأة تقود سيارتها ،بما يطرح السؤال على السلطة... كيف ستصل المرأة إلى مجلس الشورى(راجلة)أم(راكبة)؟
ثم جاء الشيخ البراك ليعلن أن (إعطاء المرأة حق الإنتخاب(كفر)وعادة غربية لتخريب الأمة الإسلامية،فلا بيعة للمرأة ولا رأي لها في السياسة والحكم،وان نظام الإنتخاب، نظام فاسد لم يُبنَ عند الذين أخذوا به من المسلمين في هذا العصر على نظر شرعي ولا عقلي)،وممنوع عليها المشاركة السياسية، وكان البراك أفتى بهدم الكعبة وبناءها مرة أخرى لـ"تفادي الإختلاط بين الجنسين" ،ومع أن القاعدة تستخدم المرأة في العمليات الإنتحارية،ويختلط لحمها ودمها بلحم ضحاياها من المسلمين؟
المواطن العادي البسيط المؤمن بالفطرة، ،والذي يصلي وراء هؤلاء المشايخ وأمثالهم ويسمع خطبهم، والذين يدفعون البسطاء إلى هاوية الأعمال الدنيئة من قتل وإغتصاب وعنف،مع إعتقادهم بأن ذلك يوصلهم إلى الجنة بسفك دماء الأبرياء من مواطنيهم،ولا يقاتلون المحتل الأميركي"،و الإسرائيلي" بفضل منظومة المشايخ من العرعور إلى القرضاوي إلى البراك إلى اللحيدان...) مشايخ تعمم الجهل والخداع والفتنة باسم الله وباسم الدين وتقسم الأمة مذاهب وطوائف لتتقاتل،والكل يزعم أن مفاتيح الجنة بيده،طالما أن خزائن الحاكم تمده بالأخضر وأمثاله.
لقد هزلت الفتاوى(غب الطلب)وهبط المستوى الفكري عند هؤلاء حتى صار اليافع منهم تعرفه من سيارته ومرافقيه وطبعا" أملاكه وشققه، وجهله وبساطة فكره مما يضعف الدين ويهينه ؟
فلتكن المعرفة بمواجهة الجهل الذي سببه هؤلاء،ولنعيد إلى الفكر الديني رزانته واحترامه ومحاكمة المذنبين منهم،لأنه لا يجوز أن يبقى المسمى(شيخا")الشخص الوحيد في العالم بلا محكمة يفعل بالبشر ما يشاء.