الربيع التركي يشتعل بنيران للجيران
د.نسيب حطيط
إشتعلت تركيا بالسيارات المفخخة والعمليات العسكرية التي يخوضها حزب العمال الكردستاني وحركات اليسار وبشكل إعلامي "داعش" كبداية للربيع التركي الذي اصاب تركيا بعدوى الربيع العربي ، لكن الحقيقة أن تركيا إنزلقت إلى النار التي أشعلتها في ساحات جيرانها في سوريا والعراق وتحولت من قائد للميدان إلى طرف بالنزاع العسكري ونقلت المعارك من خارج الحدود إلى داخلها وصولاً للعاصمة ومراكز حزب العدالة الأردوغاني.
عشرات القتلى من الجنود الأتراك... وإستجابة للضغوط الأميركية فتحت تركيا قاعدة "أنجرليك" التركية أمام الطائرات الأميركية لمهاجمة "داعش" وإنصياع أردوغان للإعلان عن محاربته داعش ولو إعلامياً والأهم من ذلك القلق والفوضى والخوف الذي بدأ يسيطر على الشارع التركي وتهديد حركة السياحة كمقدمة للضربات الإقتصادية والليرة التركية.
يوسع أردوغان محاور القتال فينهي الهدنة مع حزب العمال الكردستاني ويرفع شعار قتال داعش لكنه يقصف الأكراد في سوريا والعراق لمنع قيام كيان كردي مستقل في سوريا كما إقليم كردستان في العراق ،مما يجعل الكيان الكردي في تركيا مسألة وقت لن يطول وقيام دولة كردستان الكبرى حلم يكاد يتحقق ... مما جعل أردوغان في حالة الجنون السياسي حيث أراد إسقاط الرئيس الأسد فكانت النتيجة صمود سوريا ونكاد نشهد سقوط أردوغان بعد هزيمته في الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جعلته شريكاً وليس أمبرطوراً وأراد تقسيم سوريا فانعكس عليه حتى يكاد التقسيم يصفعه مرة من أكراد سوريا ومرة من أكراد العراق وأشعل الفتنة المذهبية بين العلويين والسنة ويكاد يتجرع كأسها المرة في تركيا..
أردوغان يترنح على أزيز الرصاص الكردي والسيارات المفخخة ويحمر خجلاً أمام أميركا التي لم يستطع حماية قنصليتها من رصاص اليسار التركي وأخفق في عقد المقاولات السياسي لإسقاط الشرق الأوسط عبر الأخوان المسلمين ولذا فهو يهرب إلى الأمام يحاول توسعة الحرب على الأكراد واليسار وداعش والنظام السوري والنظام المصري وإسقاط السيسي وتخريب العراق وإستفزاز روسيا في جزيرة القرم ودول الإتحاد السوفياتي السابق يحاول أردوغان اللعب السياسي كمهرج في سيرك عالمي تملأه الحروب والمعارك وظن ان إقامته في "القصر الأبيض" تحوله الى أمبراطور " يصارع ويتحدى القيصرفي قصر الكرملين والسيد الأميركي في البيت الأبيض الأميركي، لكنه أمام مستقبل أسود على المستوى الشخصي ويمكن أن يصنع تركيا السوداء الحترقة.
تركيا تحترق بنيران الجيران والسحر ينقلب على الساحر "لص المصانع" الذي يتراقص على وقع إنهيار أحلامه العثمانية "المسلم المخادع" أخواني بطبعةعلمانية يطالب بالإسلام ويمنع الحجاب حتى الآن ويطالب بالشريعة ويدعم داعش ويكفر العلويين والأيزيديين والمسيحيين، لكنه يسمح بشرب وشراء الخمر ليلاً ... (لأن الملائكة نائمة) ويمنعه في النهار خوفاً من الله سبحانه وتعالى.
هل سينجو أردوغان من النار التي أشعلها ؟
هل تبقى تركيا شعباً واحداً أم تتحول إلى (سنة وأكراد وعلويين...وعلمانيين) ؟
هل يبدأ تقسيم تركيا قبل تقسيم المنطقة وهو ما بتمناه الروس بشكل مستعجل حتى لا تقلقهم تركيا الموحدة !
المشكلة أن أردوغان يظن نفسه "دولة عظمى" ويلعب لعبة الكبار بإمكانيات الصغار فغلبته اللعبة وخسر في القمار السياسي الذي امتد على أربع سنوات من الربيع التركي في الميدان العربي.
ماذا سيفعل أردوغان بعد اللقاء السعودي – السوري ؟
وماذا سيفعل أردوغان بعد عودة تونس إلى دمشق ؟
وماذا سيفعل أردوغان بعد عودة الإمارات وعمان ؟
القنبلة النووية الإيرانية تفعل فعلها ... تدمر الأحلاف التي تهدف لتقسيم المنطقة وإسقاط المقاومة وقلبها سوريا ... القنبلة النووية الإيرانية تعيد القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي في وجدان الأمة.
تنفجر القنبلة النووية لتحسم حرباً أو لتربح معركة لكن الأجمل أن تربح حرباً بقنبلة نووية لم تولد بعد !
حمى الله الشعب التركي المسلم من مغامرات أردوغان وجرائمه ضد الإنسانية وتبعيته للعدو الإسرائيلي ولحلف الناتو... وعلى الشعب التركي أن يسقط أردوغان في الإنتخابات المبكرة التي يسفك بها دماء الأكراد والسوريين والأتراك ليكتب بدمهم فوزه في الإنتخابات المقبلة ليعود سلطاناً... فهل يرضى الأتراك أن يكونوا قرابين "للآت التركي" الجديد... أردوغان؟