السعودية و أنابيب الغاز المتفجرة
د.نسيب حطيط
تعددت إنفجارات صهاريج وانابيب الغاز في المملكة السعودية ،وانفجارقنبلة اثناء التدريب ومقتل اثنان من الحرس الوطني ومظاهرات لأهالي المعتقلين السياسين في الرياض.
مظاهرات شعبية في المناطق الشرقية منذ اكثر من اربعة عشرا شهرا ،ومظاهرات في جدة ضد السيول و في الرياض لاطلاق المعتقلين, و النساء للمطالبة بحرية قيادة السيارة,و الجمهور العام ضد قساوة "المطاوعة" ومحاولة الملك للبدء بتشريع الاختلاط بين الجنسين و معارضة السلطة الدينية لذلك.
العائلة المالكة تعيش حالة شيخوخة سياسية فابناء الملك عبد العزيز يتجاوزون السيعين عاما و"السديريون" لم يبق منهم سوى اثنان، الملك عبد الله وولي العهد الامير سلمان ويعانيان من المرض الشديد.
تحيط بالسعودية الانفاضات الشعبية متعددة المذاهب في اليمن و البحرين التي تورطت السعودية بارسالها درع الجزيرة إليها ،والكويت الجارة -العدوة منذ عهد حركة (الاخوان الوهابية)ومعركة الجهراء..و كان قائد شرطة دبي قد حذر دول الخليج من تحرك الاخوان المسلمين بعد وصولهم للحكم في مصر وتونس.
ارتبطت السعودية سياسيا و امنيا واقتصاديا باميركا والغرب, واميركا لا تلتزم بالصداقة او التحالف بل تعرف حماية مصالحها،ولن تحمي الحكام السعوديين, , فالمهم ان يبقى النفط تحت سيطرتها، وقد خسرت السعودية حلفائها الاساسيين في المنطقة فسقط مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس وعلي عبد الله صالح في اليمن ويترنح امير البحرين تحت وطأة الثورة الشعبية و الاردن على حافة هاوية الفوضى و القلق الدائم,و الفلسطنيون ناموافي احضان قطر و الاخوان المسلمين – الأباء الشرعيين لحماس.
لقد اشتعلت النار في اكثر الساحات العربية وسقطت انظمة ولم تقم انظمة بديلة حتى الآن,بل سيطرت حالة الفوضى و الميلشيات المسلحة وتم استباحة الوطن العربي من جحافل التكفيرين والسلفيين و القاعدة الذي أوعزت اميركا لهم عبر وكلائها العرب "الممولين" للهجرة الى سوريا لاسقاط النظام وليس من اجل الديمقراطية ،فصادرت هذه الجماعات الحراك الشعبي الداخلي في سوريا وسرقت منه احلامه وشعاراته المطلبية و حاصرت النظام و المعارضة الوطنية ومنعتهما من الحوار,ودمرت المستشفيات واغتالت الفنانين و العلماء و الاطباء وأحرقت المدارس و المشافي وعطلت الاقتصاد وذبحت على الطريقة الاميركية بتمويل خليجي.
و السؤال ...هل بدا الخلجيون و الاتراك حصاد مازرعوا في سوريا وليبيا و العراق....هل تفلت"الوحش التكفيري" من عقاله واخذ يضرب رعاته ومموليه...؟بعدما اطلق الخليجيون معتقلي "القاعدة" لترحيلهم الى سوريا للقتال,و الظاهر أن بعضهم استقر في السعودية ودول الجوار وعاد ليضرب انتقاما من العائلة المالكة,وتعيين الامير محمد بن نايف دليل على هوية منفذي "إنفجارات الغاز" في الرياض ومكة والإشتباك على الحدود اليمنية-السعودية .
بدأت التفجيرات في البحرين لحصار الثورة الشعبية واتهامها بالعنف لوضع حد لها بعد استنزافها للنظام وعدم قدرة السعودية على الاستمرار بسبب اوضاعها الامنية المستجدة,و الكويت ستستقبل الجنود الاردنيون لمساعدة الحكومة الكويتية في التصدي للمظاهرات ووصل الامر بأحد قادة المعارضة مسلم البراك لإتهام الملك الاردني بالعمالة ووصفه"بالصهيوني" و التآمر ضد الكويت منذ غزو العراق.
"الحريق العربي" الذي بدأ في تونس وليبيا ومصر ،تتصاعد السنة اللهب منه في الساحة السعودية نحو آبار النفط في الخليج و الساحة التركية التي سقطت علمانيتها وبرز الانقسام المذهبي و القومي بعد مائة عام على انتفاضة "اتاتورك" العلمانية.
العائلات المالكة في الخليج في خطر,لقد نشرت شعارات الديمقراطية على شاشتها (العربية و الجزيرة )فأيقظت مواطنيها على شعارات الحرية و الديمقراطية,ودعمت المعارضة السورية بالسلاح فشرعت للمعارضة لها استخدام السلاح و السيارات المفخخة.وحتى لايحصد الخليجيون عواقب مافعلوا بغيرهم ...ندعوهم للتهدئة والعودة لمنطق الأخوة والحوار ،فأميركا لاتحمي احدا غير آبار النفط...ولكم في الشاه ومبارك وبن علي والقذافي عبرة ونذير ..!!