السعودية وتوظيف باكستان في الحرب على إيران
دنسيب حطيط جريدة_الثبات
إتجهت السعودية وبتكليف اميركي لتوظيف باكستان سياسياً وأمنياً ضد الجمهورية الإسلامية في إيران بديلاً عن الغزو العسكري الأميركي او العدوان الإسرائيلي ضمن سياسة ضرب (الرأس) الإيراني الذي تحمله أميركا مسؤولية قيادة ما تقول عنه (الأذرع) الإيرانية في العراق (الحشد الشعبي) لبنان (حزب الله) اليمن (انصار الله) وكذلك سوريا وبقية الدول المتحالفة مع إيران.
ان الموقع الجيوسياسي لباكستان المهم والخطر والذي يخولها لتكون قاعدة إنطلاق أميركية بإتجاه الصين وإيران وروسيا مع إمتلاكها القدرات العسكرية البشرية ،بالإضافة لتوظيفها في الصراع المذهبي (السني – الشيعي) واستدراجها لمصارعة إيران واستنزافهما كقوتين نوويتين في العالم الإسلامي وهدر قدراتهما وإمكانياتهما في صراع داخلي يريح اميركا وإسرائيل، كما حصل أيام الحرب العراقية على إيران من بعد إنتصار الثورة واستنزاف قدرات ايران والعراق على مدى ما يقارب العشر سنوات فإن السيناريو الأميركي يتكرر بعد أربعين عاماً من حصار إيران أميركياً والصمود الإيراني المعجزة.
إن المخطط الأميركي ضد إيران أولاً ثم المثلث الإيراني – الصيني – الروسي سيبدأ وفق التالي:
أولاً : تشديد الحصار الإقتصادي على إيران وروسيا والبدء بتضييق الخناق الإقتصادي على الصين وإقلاقها عسكرياً في بحر الصين.
ثانياً: البدء بالعمليات الأمنية داخل إيران في المحافظات التي يسكنها المسلمون السنة القريبة من الحدود الباكستانية والأفغانية وكذلك في المحافظات التي يسكنها العرب في خوزخستان.
ثالثاً : توقيع إتفاقية صلح مع طالبان للإستفادة من قدرات طالبان العسكرية والأمنية في الداخل الإيراني.
رابعاً: نقل دواعش سوريا والعراق والذين تتجاوزأعدادهم الآلاف الى باكستان وإلى أفغانستان وإرسالهم إلى الحدود الإيرانية للتغلغل في الداخل الإيراني مقدمة وتخطيطاً للحرب بين باكستان وإيران .
إن المخطط الأميركي الذي تنفذه السعودية وتموّله بعد فشلها في ما سمي الربيع العربي ومراهنتها على العون العسكري الباكستاني ،إما للتدخل في اليمن والضغط على إيران لإجبارها على التنازل في المنطقة او ممارسة الضغط على انصار الله في اليمن للقبول بالشروط السعودية الظالمة والتي تسلب اليمنيين الإنتصار وتعوض على السعودية هزيمتها وفشلها.
إن التوجه السعودي إلى باكستان وإهداء 20 مليار دولار والذي يسيل لعاب باكستان نتيجة الفقر والحاجة لهذه المليارات يبعث القلق والريبة ويضع إيران على منعطف جديد وخطر ،يكاد يكون الأصعب في تاريخ الثورة ،حيث يضعها أمام كتلة بشرية وعسكرية ترتبط سياسياً ومصلحياً مع الإدارة الأميركية وتمثل شريحة مذهبية في العالم الإسلامي بحيث تصبح المنازلة الكبرى بين الإسلام السياسي السني وبين الإسلام السياسي الشيعي الذي سيكون اخطر وأكبر واوسع انتشاراً من الربيع العربي الدموي والذي في حال حصوله ،سيستغرق سنوات طوال يلتهم كل قدرات العالم الإسلامي بقوتيه الأعظم باكستان وإيران مما يترك المجال لتركيا خصوصاً كنظام إسلامي- علماني يرتبط بالعجلة الإيرانية كعضوي الناتو وزعيم لتنظيم الأخوان المسلمين والجماعات التكفيرية بقيادة الوهابية السعودية وكلاهما بقيادة الإدارة الأميركية.
إن ما يخطط للجهوزية الإسلامية عبر النافذة الباكستانية خطير ومتسارع وهو المقدمة لحروب القرن الحالي ضد روسيا والصين والمحاولة الأكبر والأكثر كلفة لأميركا لإعادة منظومة القطب الأوحد واستعادة السيطرة والقيادة والإستثمار للعالم ولعقود طويلة.
هل تنجح أميركا بأدواتها السعودية إستدراج باكستان للمواجهة .. أم ينتصر التعقل الباكستاني على الفتنة؟
http://athabat.net/article/125250?fbclid=IwAR2XcYkkIYd21BetwWOvCytNq9iTJ1LgGiaSWf7btA9qNHaB_9DmWt_TQA4