الشيــخ القرضــاوي وخطيئتــه المذهبيــة فـي سوريــا والبحريــن
د.نسيب حطيط
لقد سقط الشيخ يوسف القرضاوي في خطيئة الخطاب المذهبي،من باب الخطاب(الثوري)الموهوم ،والدور المرسوم ضمن مسيرة منهجية فكرية سياسية،تمثل الوجه الآخر لمشروع التفرقة الإسلامية ولكن بأسلوب هادئ وناعم خلاف الخطاب والأسلوب العنيف الذي تنتهجه الحركات السلفية المتطرفة التي تتبنى خطاب(القاعدة) خاصة وأن المشروع الأميركي-الإسرائيلي يعتبر أن الباب الوحيد لهزيمة الإسلام سياسيا وحضاريا وتقسيم البلاد الإسلامية وضياع فلسطين لا يكون إلا بالفتنة السنية-الشيعية الشاملة ،ولهذا فقد سار الشيخ القرضاوي عبر هذا الطريق سواء عن قصد أو غير قصد لكنه قام بالتالي:
- نفى أن يكون المرحوم الشيخ محمودشلتوت مفتي الأزهر قد اعترف وأجاز التعبد وفق المذهب الشيعي في عام(1958)مع أن الأزهر نشر هذه الفتوى!!.
- لقد حذر عام2008من خطر التبشير الشيعي في مصر والعالم الإسلامي، متناسيا الإحتلال الأميركي للعالم العربي، ومغمضا عينيه عن التطبيع الإسرائيلي ومكاتب الإتصال والسفارات في البلد الذي يقيم فيه وفي البلد التي هاجر منها...!
- أعلن تأييده لكل الثورات من تونس وليبيا ومصر،لكنه احجم عن دعم ثورة البحرين ووصفها بالثورة المذهبية ضد السنة ،ولكننا نسأل سماحته إذا كانت الأغلبية الشعبية في البحرين من الشيعة فهل سيكون المتظاهرون من الكاثوليك...!.
وإذا كان الحكام والدولة والجيش من الأخوة السنة وآل خليفة والمجنسين فهل سيثوروا على أنفسهم،أو لم يسمع بالمعتقل المعارض الأستاذ إبراهيم شريف(السني)البحريني؟
-أعلن وقوفه ضد النظام في سوريا من اليوم الأول ،ونبه السوريين أن الرئيس بشار الأسد ليس(سنيا ) وتحت تأثير طائفته(العلوية)مدعيا هتك المساجد ،وساكتا من إحراق القس الأميركي(المصحف الشريف) محرضا على الفتنة لا على الإصلاح ؟!.
لقد أحزنني وقوع الشيخ القرضاوي في فخ مشاريع الفتنة ولا زالت اتمنى براءته مما يقول ،وأنه ضحيةالإلتباس والضبابية في الرؤيا أو ضحية الزعامة ليصبح قائدا ثوريا ،ظنا منه أن الإعلام والمال يصنع القادة.
رسالتي إلى الشيخ القرضاوي وأمثاله من العلماء... بأن يعملوا لرضى الله سبحانه لا لرضى الحكام والأمراء... وأن يكونوا مع المظلوم بعيدا عن دينه وعقائده ومذاهبه، فالإسلام مع المظلوم ومع الحق ضد الباطل، وأن المذاهب ليست هي الدين،بل هي الطريق إلى عبادة الله وأن العصبية المذهبية العصا التي يضرب بها على رؤوس الضعفاء من المسلمين لتحرفهم عن طريق الإيمان الصحيح.
سماحة الشيخ القرضاوي...
هل تخلصت الأمة من الاحتلال لفلسطين والمقدسات؟!
هل تحرر العراق وأفغانستان من الاحتلال والمجازر الأميركية؟!
هل انسحبت أميركا من قواعد قطر والبحرين...؟!
هل رجع اللاجئون الفلسطينيين إلى ديارهم...؟!
هل عاد السودان موحدا والسلام في الجنوب والشمال؟!
هل أخذت الشعوب العربية حقوقهامن الملوك والرؤساء الذين تؤيدهم؟!
هل أنهيت وأخوانك العلماء منع السلفيين من تشويه الإسلام بالذبح والتكفير...؟!
بعد أن ينتهي ذلك يمكن بدء حوار حول المذاهب خاصة السنة والشيعة ..؟
سماحة الشيخ القرضاوي
أتمنى أن لا تسقط في فخ الحرب ضد المقاومة و سوريا مع أن الإسلام يحارب الفساد ويعطي حرية الرأي لكل مواطن في سوريا وغيرها ،لكن علينا ترتيب الأولويات وليس من قاتل إسرائيل كمن وقع كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة..؟ وكن من القادة المسلمين الذين يرون مصلحة الأمة الإسلامية لا مصلحة المذهب كما كان الإمام الخميني(رحمه الله )المسلم الشيعي الذي أغلق سفارة إسرائيل وفتح سفارة فلسطين، ولم يقف عند حدود المذاهب و الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وقبله المرحوم الرئيس حافظ الأسد الذي احتضن حركة حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية بعدماضاقت بهم السبل في البلاد التي يرأسها ملوك ورؤساء وأمراء(سنة)ولم يلتفت للمذاهب.والملوك والأمراء(السنة)إسما وهوية فقط تصالحوا وتعاونوا مع إسرائيل وأميركا خلاف سنة رسول الله(صلعم).
فكن مع الله سبحانه ...فتربح الدنيا والآخرة.