الشيخ نمر النمر والإعدام صلبا
د.نسيب حطيط
تقود أميركا معركة نشر الديموقراطية في العالم العربي عبر الأدوات التركية والخليجية ،أي بين الخازوق التركي, أيام الإحتلال العثماني وبين الإعدام صلباً للشيخ المعارض نمر النمر في السعودية.
لقد قررت القمة العربية (رؤساء وملوك و أمراء) بتعليمات أميركية تزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط النظام وتحقيق الديموقراطية، و بعد يومين صدر القرار بإعدام السعودي المعارض الشيخ نمر النمر بالصلب بتهمة الهرطقة و تحريض المواطنين المطالبين بحقوقهم المدنية و هو الذي لم يحمل السلاح و لم يقصف و لم يذبح و لم يكفر أحداً, و لم تستنكر أي جهة دولية أو غربية هذا الحكم بما فيها منظمات حقوق الإنسان و الأمم المتحدة و كأن المحكوم ليس من البشر الذين يتمتعون بحقوق الإنسان.
و سؤالنا... لكل مؤيدي ما يسمى الربيع العربي ،أفرادا و أحزابا و مذاهب ما هو موقفكم من حكم الصلب في السعودية ضد معارض سلمي...!!!
نتقدم بالتبريك للأخوة المسيحيين بعيد الفصح المجيد في ذكرى محاولة اليهود المنحرفين صلب السيد المسيح(ع)لأنه قاوم لصوص الهيكل و نطق بالحق و طالب بالإصلاح ، وفوجئنا بحكم الصلب للشيخ النمر في إستعادة لأحكام الصلب في محاكم التفتيش في القرون الوسطى.
بإسم "الإسلام الأميركي" يذبح التكفيريون كل من يخالفهم العقيدة أو الموقف السياسي مع الإشارة أن رسول الله محمد(ص) لم يصلب أحداً من أعدائه ،و كان بدل إطلاق الأسير أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة و الكتابة فاستبدل حكم الإعدام ينشر العلم، لأن الله سبحانه يعرف ويعبد بالعلم و الإيمان ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).
المعارضة في السعودية ليست شيعية بل معارضة عامة تشمل السنة و الشيعة في المناطق الشرقية و والرياض وجدةة، و ليست دينية فقط بل تبدأ بالمشايخ (سلمان العودة وغيره ) و الليبراليين منذ الخمسينات مع المعارض ناصر السعيد عبر تنظيم "إتحاد شعب الجيرة العربية"و الذي أختطف من بيروت عام 1979 بظروف مشبوهة بإطار صقفة ما وقدم هدية للنظام السعودي!
و نتساءل ....إذا كانت أميركا صادقة في تعميم الديموقراطية، فلماذا تسكت عن نظام البحرين ؟و تسكت عن تدخل قوات درع الجزيرة؟
لماذا تسكت عن النظام القطري الذي سجن شاعراً عقابا على قصيدة ،ومع ذلك تقود (قطر العظمى) الربيع العربي المزيف، لماذا تسكت عن النظام السعودي الذي يمنع المرأة من قيادة السيارة و يحكم بالإعدام بالصلب على يمني مارس اللواط و بالصلب على شيخ معارض يطالب بالحقوق و كأن المعارضة السياسية صارت (لواطاً) سياسياً يستوجب القتل و الصلب!!
نداؤنا لكل المنظمات الإنسانية و الدولية لحقوق الإنسان و الأحزاب و الإعلام و النخب الثقافية و العلماء ،التحرك للإفراج عن الشيخ نمر النمر و إلغاء حكم"الصلب" الجائر لستر عورة المتشدقين بالديموقراطية و حقوق الإنسان و حرية الرأي و المعتقد...كلنا مهددون بالصلب و الذبح و التكفير...وسؤالنا لمن يدعم جبهة النصرة و أخواتها هل من ضمانة لكم حتى لاتتعرضوا للتكفير و الذبح و الصلب بعد اغتيال الشيخ البوطي وتعليق رأس الشيخ سيف الدين فوق المئذنة في حلب ؟ّ!
الظاهر أن الأنبياء و الرسل و أتباعهم ستلاحقهم مقصلة الجلادين وإن تغيرت أسمائهم و أديانهم وشعاراتهم االديمقراطية، طالما ان المال يشتري العقول والجامعة العربية والثوار المزيفين !
و البشارة أن السيد المسيح(ع) و رسالته لم تمت بل أنهزم أعداؤه ،وكذلك فإن صلب الشيخ النمر و قتل فهو شهيد و أجره على الله ،لكن الإنتفاضة في السعودية لن تخمد و لن تنطفئ و هذا وعد الله سبحانه لعباده المظلومين...و إن الصبح القريب.
سياسي لبناني * بيروت في 2\4\2013