الصهيونية والإساءة لرسول الله(ص)والمسيح والعذراء(ع).
د.نسيب حطيط
تستمر الصهيونية العالمية عبر الإعلام والسينمائيات بالإساءة إلى الإسلام ورسوله(ص)وللسيد المسيح وأمه العذراء(ع)بأفلام سينمائية وكتابات وسلوكيات منافية للمنظومة الأخلاقية وإحترام الأديان والعقائد الإسلامية والمسيحية.
لقد تجرأت الصهيونية عبر الأفلام السينمائية وووسائل الإعلام بالتعدي على المسيحية ورموزها الدينية المتمثلة بالسيد المسيح(ع)والسيدة العذراء(ع) ونشرت الحكايات المنحرفة و الأفلام التي تشوه العقيدة المسيحية حول ولادة السيد المسيح(ع) وعذرية السيدة العذراء، بناء على عقيدة يهودية منحرفة في التوراة المحرفة التي تتهم أكثر أنبياء الله بالزنا وعدم العدالة و القتل والسبي وإحراق مدن الأعداء.
لقد أنتجوا الأفلام والملصقات التي تصور السيد المسيح(ع)وأمه العذراء بمشاهد مشينة ،ولم تتحرك الكنيسة ،و جمهور المؤمنين لردع هؤلاء عن ، وكان آخرها إنتاج شركة إسرائيلية لإحدى المراحيض على شكل إمرأة محجبة نسبة للسيدة العذراء(ع)ثم تطاول مقدم أحد البرامج في التلفزيون الإسرائيلي ويدعى(ليؤور شلاين)ليقول(إن مريم لم تك عذراء ومن يزعم فهو كاذب ومضلل)وأضاف(كان المسيح يخجل من نفسه لأنه كان بدينا)والإحتفال يوم الأحد لأن المسيح كان يمارس حمية الريجيم ولا يخرج من بيته)ولم يتحرك أحد للتصدي لهؤلاء.
تطاولت الصهيونية وعملاؤها ممن ادعوا زورا التحدث بالمسيحية كبعض القساوسة كالأب جونز في أميركا الذي(أحرق القرآن) و سبقه أحد الرسامين الذي نشر رسوما مسيئة لرسول الله محمد(ص)وتم تتويج هذه الإفتراءات والتعديات بالفيلم المسيء لرسول الله(ص)والذي لا زالت تداعيات رفضه مستمرة حتى الآن.
إن الصهيونية تمارس مهنة الفتنة الدائمة للقضاء على العقائد الدينية والأخلاق، وهي الأم الولود للحركات الدينية المنحرفة أو الهادفة للسيطرة على مقاليد السياسة في العالم(كالماسونية)أو(المحافظين الجدد)أو (شهود يهوه)أو(المسيحية اليهودية)وآخرها ( التكفيريون الجدد)الذين يشوهون الإسلام بعقائد منحرفة ترتكز على تكفير الآخر والذبح والتفجير.
وتعتمد الصهيونية الأسلوب المباشر(السري)بتأسيس حركات تأخذ الطابع الخيري أو الإجتماعي أو بشكل غير مباشر ببث الأفكار المنحرفة لتصنيه اتباع وتحويلهم أداة طيعة في يدها دون وعيهم لأحابيلها ، بل على العكس يرون في أفعالهم تقربا لله سبحانه ،كما يفعل التكفيريون الجدد، الذين يهدمون الإسلام تحت(ذريعة)الحفاظ عليه،ويقاتلون المسلمين لكنهم لا يؤذون اسرائيل ،ويشوهون الإسلام بتحويله إلى فكر ساذج يمارس طقوسا فارغة دون الإلتفات إلى جوهره كنظام عادل وإنساني لتحرير الإنسان من شهواته وظالميه.
إن الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين ينصاعون لإملاءات الصهيونية بالقناعة أو الإبتزاز الإنتخابي السياسي، ويؤمنون الحماية للقائمين على هذه الإفتراءات، بحجة حرية الرأي وحقوق الإنسان الزائفة ، لإحداث الفتنة بين المسيحيين والمسلمين أو بين المذاهب الإسلامية بين بعضها البعض لتخفيف العبء عن الصهيونية وإسرائيل العاجزة عن الانتصار في الحروب القادمة.
إن الفيلم المسيء للرسول(ص)في أيلول عام2012يشبه أحداث أيلول2001لكن الرياح جرت غير ما تشتهي سفن الصهاينة وحلفائهم، فإذا كانت أحداث أيلول2011 فتحت أبواب العالمين العربي والإسلامي للغزو الأميركي واشعلت الفتن المذهبية في المنطقة، فإن أحداث2012يمكن في حال معرفة كيفية إدارتها بشكل عاقل وبالتعاون بين المسيحيين والمسلمين أن تخرج الأميركيين من المنطقة، بشرط أن لا ينجرف بعض المتطرفين الجاهلين أو المضللين أو التابعين للموساد و(السي-أي-إي)في الثأر من المسيحيين في الشرق وخاصة ضد الأقباط في مصر.
إننا ندعو ليكون لبنان ساحة نموذجية للتصدي للمؤامرات الصهيونية ضد الإسلام والمسيحية، بقيام أعتصام احتجاجي مشترك بين المسلمين والمسيحيين لنصرة رسول الله(ص)والسيد المسيح وأمه العذراء(ع)خاصة بعد زيارة البابا إلى لبنان ،والذي دعا وبحضور كل الطوائف ،لبقاء لبنان نموذجا للتعايش بين الرسالات وقبول الآخر، وهذا ما يدعو إليه الإسلام الحنيف ومارسه المسلمون عبر التاريخ.
فلننصر رسل الله وأنبيائه ولنواجه الصهيونية الخبيثة بالكلمة الصادقة والعمل الإعلامي الرصين والكلمة السواء والعيش المشترك وإحترام الآخر، لأن إسرائيل لا تستطيع البقاء إلا في ظلال المعارك والحروب والفتن بين الديانات الأخرى.