العرب. والحرب على(شيعة المقاومة)
د.نسيب حطيط
(شيعة المقاومة) ليسوا من المذهب الشيعي،بل مسيحيون وسنة ودروز وعلويون،علمانيون ويساريون،وصولا إلى كارلوس الفنزويلي وغيره من أحرار العالم.
الشيعة اللبنانيون يعاقبهم(الأشقاء)العرب إما بخطف(الزوار) من قبل المعارضة السورية او بطردهم من الإمارات، وكلاهما من الأبرياء الذين لا يحملون السلاح، بل يعبدون ربهم ويكافحون لتحصيل العيش الحلال ، ويخدمون البلد المضيف منذ عقود، جريمتهم أنهم مسلمون من المذهب الشيعي، وأضافوا إليها جريمة مقاومة العدو الإسرائيلي وعدم الإستسلام، وجريمة ثالثة أنهم انتصروا عليه وهزموه،وهذا خلاف العصر العربي المملوء بالهزائم ما عدا حرب تشرين .
تهمة المغتربين الكادحين اللبنانيين أنهم مؤيدون للمقاومة، وأنهم يرسلون أموالهم لبناء بيوتهم في الجنوب لحماية الأرض،و يرسلون الأموال(من عرقهم وتعبهم)لمساعدة اهاليهم في المستشفيات ودفع الأقساط المدرسية لأبنائهم ولعوائلهم ثمن الخبز، ،ولأن العرب وإسرائيل يحاصرون غزة(من المذهب السني)لأنها تقاوم إسرائيل،فيريدون محاصرة(شيعة المقاومة) في لبنان.
والسؤال المطروح... هل يطرد اللبنانيون لأنهم(شيعة) أم لأنهم يؤيدون المقاومة؟. فإذا كان الإبعاد والعقاب على أساس مذهبي فهناك شيعة مواطنون في الإمارات وكل الخليج ،وبأي حق قانوني أو ديني أو أخلاقي يعاقب الإنسان على عقيدته وحرية رأيه، وبالأخص إذا كان مسلما وقد كفل الإسلام حرية المعتقد للديانات الأخرى، وإذا كان العقاب على أساس سياسي ضد المقاومة فهل هي أوامر أميركية أم إسرائيلية أو فتوى دينية تبيح قتال المسلمين وتحرم قتال إسرائيل التي تحتل المسجد الأقصى.
هل يتعامل الأخوة في الإمارات بأننا ضعفاء وفقراء حتى يتجرأوا علينا بلقمة عيشنا؟ ونحن مسالمون نحترم قوانين بلادهم ونهاجر في أرض الله الواسعة لتحصيل الرزق الحلال وهم لايتكرمون علينا ،بل نعمل ونأخذ بدل ما نقوم به ، فالهنود والأسيويون يتجاوز عددهم ابناء البلد، وهؤلاء من البوذيين والسيخ،يكدحون ليعيشوا مثلنا، فلماذا نعاقب نحن ويعاقبون أيضا،بالإذلال كما ظهر في شريط اليوتيوب ضد أحد العمال البنغاليين، فنحن لا نحمل إلا الحب والسلام والأخوة للآخرين، ولكننا أيضا لسنا أذلاء أو عبيد أو ضعفاء فلنا في رسول الله(ص)أسوة حسنة عندما طرد من مكة وحوصر ومنع عنه وعن أتباعه الطعام والشراب والتجارة، لكنه بإذن الله ورسوله عاد فاتحا مكة منتصرا ووجوابه للذين آذوه من عشيرته وأقربائه(إذهبوا فأنتم الطلقاء).
اللبنانيون في الخليج وغيره لا يعملون في السياسة ،لكنهم يحملون في قلوبهم وعقولهم الأمر الإلهي ( ولا تتخذوا الكافرين أولياء من دون الله) ،والمقتومة هي اباؤهم واخوتهم فكيف يكونوا ضدها ، ولم يحملوا السلاح ولا يفتحون المكاتب لجمع التبرعات لحزب الله أو المقاومة وحتى لو فعلوا فليست جريمة بل(مكرمة وشرف).
ماذا سيحدث للمسيحيين من أنصار التيار الوطني الحر إذا اتهموا بأنهم حلفاء المقاومة، وماذا سيفعل ضد (السنة)أنصار المقاومة في فلسطين ولبنان.
أيها الأخوة في الإمارات والخليج نحن أخوانكم في الدين وأبناء عمومتكم في العروبة ونظراؤكم في الخلق، لسنا صهاينة أو محتلين، فإن شعرتم بالقدرة علينا في لحظة ما ، فالله سبحانه أكبر من الجميع ومع المظلوم في دعائه، وإن سددتم أبواب الرزق في وجهنا، فلن نموت جوعا... وستبقى لنا الكرامة والعزة ،والله الذي رزقكم قادر على أن يرزقنا ويمنعه عنكم، والدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فكونوا أصحاب حكمة ومروءة كما كان والدكم المرحوم الشيخ زايد، ولسان حالنا يقول(لئن بسطت يدك إلي لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني اخاف الله رب العالمين)، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم..)،ونحن أشداء على إسرائيل وأميركا وأتباعهم ،وهزمناهم وسنهزمهم ...و إن لم نرد على ذوي القربى،ليس لأننا ضعفاء، بل رحماء وكرام ومؤمنون... فاتقوا الله فينا .