يتعرض الكيان الصهيوني في إسرائيل على أعتاب مضي نصف قرن على تأسيسه لهزات متنوعة تهدد وجوده التأسيسي وديمومة إستمراره وذلك على المستوى العسكري الذي يمثل العمود الفقري لهذا الكيان على مستوى الدولة والمؤسسة وعلى المستوى الأخلاقي الذي يهدد البنيان العقائدي وهو الفكر{اليهودي}من خلال إختراق المسؤولين الإسرائيلين لهذا الحصن العقائدي وقيمه الذي من المفترض أن يشكل الملجأ الآمن لهذا الكيان والمحفز و؟؟ لإستنهاض الهمم لليهود في العالم للهجرة على أرض الميعاد{؟؟إسرائيل}وللتضحية من أجل الكيان وحتى لا يكون الكلام عمومياٌ دون دلائل أو تهمة دون بينة فبدأ بالمستوى الأخلاقي أو{العار الأخلاقي}المتدحرج الذي قام به المسؤولون الإسرائيليون بإتجاهات مختلفة.
أولاٌ: الرئيس الإسرائيلي والتحرش الجنسي:إن القضية القانونية المرفوعة ضد الرئيس الإسرائيلي {كتساف} بالتحرش الجنسي بإحدى الموظفات العاملات في مقره قد أصابت المجتمع الإسرائيلي بالهلع والغضب إذ كيف يمكن لرئيس{إسرائيل}الدولة اليهودية أن تجاوز رئيسها القيم الأخلاقية المفترضة دينياٌ،وأن تجاوز ضوابط وسلوكيات مركزه المعنوي والتخيلي على مستوى الدولة والذي لم يشفع له أن عمره يجب أن يشكل حصانةمادية لعدم قيامه بالتحرش إلا أن ما يشفع لهذا الرئيس الإسرائيلي هو إتباعه لسلوكيات الرئيس الأميركي بيل كلينتون مع المتدربة في البيت الأبيض{لوينسكي}.حتى يثبت بالفعل أن التكامل والتحالف والتماثل بين إسرائيل وأميركا يمكن أن يصل إلى تشابه السلوكيات الشخصية بما فيها التحرش الجنسي طالما أن أساليب القتل والسياسة والأمن يمثلان مدرسة واحدة.
ثانيــاٌ: رئيس الوزراء{أولمرت} سيخضع للمساءلة القانونية بمسلك أخلاقي- قانوني هو قبول الرشوة لتحرير إحدى معاملات التيار لأحد المعارف وسوء إستغلال السلطة لمكاسب شخصية تدل على عدم الإقامة في إدارة الدولة قبل البدء بمحاكمته كمسؤول عن إخفاقات الحرب الإسرائيلية على لبنان والهزيمة العسكرية والسياسية للجيش الإسرائيلي والكيان-الدولة.
ثالثــاٌ:وزيرالعدل{رامون}الذي إستقال أيضاٌ من منصبه بعد إدعاء إحدى المجندات العاملات في وزارته بالتحرش الجنسي بها أكثر من مرة وإعترافه بذلك.
رابعــاٌ: رئيس الأركان دان حالوتس الذي أتهم بأنه إنشغل بعد لحظات من أسر الجندين في الجنوب اللبناني بأسهمه في البورصة ؟؟ لمصلحته المالية والشخصية بدل أن يصرف جهوده في هذه اللحظات الدقيقة مباشرة بعد الخطف لإستعادة الجندين قبل أن يبتعدا مع خاطفيهم في عمق الأراضي اللبنانية،وذلك قبل أن يدان أيضاٌ بمسؤولية الهزيمة في الحرب على لبنان ويقدم إستقالته حفظاٌ لماء وجهه ومعنويات الجيش الذي تقوم عليه فلسفة الدولة.
خامــساٌ: .......شارون: أين رئيس الوزراء السابق أرييل شارون الذي أتهم بقبض رشاوي في خفقات أسلحة ورشاوي إنتخابية.
أمــا علـى المستــوى العسكــري:إن حرب تموز في لبنان والتي أعترف الإسرائيليون وحلفاؤهم حتى العرب بالهزيمة فيها بعد مضي ستة أشهر على نهايتها والتي حاولت إسرائيل تجميل لفظ الهزيمة بشكل مرحلي لتصل للإعتراف اللفظي والميداني بذلك ؟؟ قال وزير الدفاع السابق{أر؟؟}لقد هزمت إسرائيل في هذه الحرب وقال الملك الأردني عبد الله الثاني إن هزيمة إسرائيل أمام إحدى ؟؟ المتطرفة في الشرق الأوسط سابقة خطيرة بالإضافة إلى التحاليل والتصريحات المتعددة على لسان عدد كبير من القاده والمسؤولين الإسرائيلين والتي توجت عملياٌ بإستقالة حالوتس رئيس الأركان وبشكل أعمق ؟؟ ؟؟المخصص لمناقشة أسباب الهزيمة وتداعياتها على المجتمع الإسرائيلي والتي كان أطلقها؟؟ السياسي؟؟ من ؟؟الأول لحكام إسرائيل قبل وصول جيل الشباب-الهواة لحكم إسرائيل، فإن الخوف في إسرائيل أن تكون هذه المعادلة قريبة إلى الواقع وأن ؟؟ نحو المعادلة السلبية وهي{الموت} وليس الحياة ؟؟ إذا بدأت بالهزيمة الأولى العسكرية في تاريخ إسرائيل والتي بدأت هزاتها الإرتدادية؟؟البنية الأساسية للكيان وهي{الجيش}والثقة العمياء للجمهور بقوة هذا الجيش وإمكانياته في الدفاع عنه في بحر حصاد إسمه العرب والمسلمون.وبالتالي فإن أحجار الدومينــو العسكريــة تتساقط الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصلت للذروة فقد بدأت بقائد المنطقة الشمالية ومن ثم قائد جبهة الجليل ومن ثم قائد القوات البرية وما منهم من ضباط من جميع المستويات والإختصاصات وكانت الذروة بإستقالة رئيس الأركان حالوتس ؟؟لعبة الدومينو لتصل إلى وزير الدفاع بيرتس ورئيس الوزراء{أولمرت}ويحاول كل منهم أن يكون بعد الآخر في السقوط .فإذا ما تكامل قوس سقوط القاده العسكريين والسياسيين نتيجة الهزيمة العسكرية مع قوس تساقط السياسيين نتيجة الهزيمة الأخلاقية فإن دائرة ؟؟والحصار على الكيان الإسرائيلي تكون قد تكاملت خاصة بعد توجيه{حالوتس}الإنتباه في رسالة الإستقالة إلى أن الجيش لا يستطيع أن يقاتل مكشوف الظهر من السياسيين بعدم تحمل المسؤولية ومكشوف الظهر من الشعب بعدم الثقة مهما كان الإقتصاد جيداٌ والتعليم متميزاٌ وهذا هو جوهر المشكلة...فإذا استطاع حركات المقاومة في فلسطين والعالم العربي أن تصمد وتوجه الضربات العسكرية والمعنوية لهز الكيان وعدم الإحباط أو الدخول في مشاريع الفتنة الداخلية والتي تشكل الخطة البديلة للإالإسرائيلية والأميركية فإننا على أعتاب إنهيار الكيان الإسرائيلي العملاق الذي يمكن أن يعود بحجة ؟؟ في أحسن الأحوال هذا إذا لم ؟؟ بزوالة ولادته المشوهة وغير الطبيعية وعدم إنسجام ؟؟التي يعيش في وسطها مع شروط ؟؟ ككيان عنصري المطلوب إستعادة الثقة بالنفس وإمتلاك الإرادة لنرى أن هذا العار المتدحرج يمكن أن يحطم أسطورة الكيان الذي لا يقهر،وعنده يعود الحق إلى أهله في فلسطين والأرض لأهلها في الجولان ولبنان لعل هذا الوطن العربي ستعيد تاريخه الحضاري.