الغرب يقتل المسيحيين في أفريقيا والشرق الأوسط
د.نسيب حطيط
صنعت المخابرات الأميركية والعربية "المارينز التكفيري" من القاعدة وأخواتها لتدمير الإسلام من الداخل وغزو الدول، لكن الوحش بدأ بالتمرد والتناحر بين عصاباته.
الغرب المسيحي صنع التكفيريين ومولهم ، ليشعلوا الساحات الإسلامية بما سمي "الربيع العربي" الكاذب ،وبعد فشل المشروع اتفق الأميركيون مع الروس للحل السياسي وإعادة ترتيب مناطق النفوذ وإنهاء عقدين من الأمبراطورية الأميركية والبدء بالتخلص من الجماعات السلفية التكفيرية، لإنتفاء مهمتها مرحلياً والخوف من أعمالها الإنتقامية نتيجة تخلي الغرب وأدواته الخليجية عنها،ففي الأسبوع الأخير قامت طالبان باكستان بتفجير إنتحاري ضد كنيسة باكستانية قتلت حوالي 80 مصلياً وجرحت العشرات وتلازمت مع هجوم حركة الشباب الصومالي (السلفية) على المجمع التجاري في كينيا وقتلت واحتجزت المسيحيين المتعددي الجنسيات وفي سوريا احتلت الجماعات التكفيرية بلدة معلولا المسيحية التاريخية وهددت الدولة الإسلامية في العراق والشام بإعدام ضابط سوري منشق لأنه مسيحي كافر ... وتعرضت كنائس قبطية في مصر للحرق أو الإعتداء ...
لم يقم المسلمون بالإعتداء على المسيحيين في أفريقيا والعالم العربي بل قتلهم المارينز التكفيري المصنع أميركيا ،مثلما قتلت القاعدة المسيحيين في العراق بعد الغزو الأميركي ، وكما هجرت إسرائيل المسيحيين في فلسطين بعد الإحتلال تنفيذا لمخطط الصهيونية العالمية والمحافظين الجدد في أميركا بعدما زرعت بريطانيا "اليهود الصهاينة" في فلسطين.
والسؤال... هل أن العمليات الإرهابية في هذا الوقت بعد الإتفاق الروسي – الأميركي هو محاولة مخابراتية تتزامن مع التسريبات في الإعلام الغربي عن مجازر التكفيريين في سوريا من إقتلاع القلوب إلى الذبح إلى التطهير الطائفي وغيره مع أن هذه الأحداث بدأت منذ سنتين على الأقل ... فهل تريد الإدارة الأميركية إظهار الوجه البشع التكفيريين وشيطنتهم بهدف التخلص منهم وتهيئة الرأي العام الغربي لتأييد الإتفاق الروسي – الأميركي...وهل تقف أميركا وراء هذه العمليات للمبادرة بحصار هذه الجماعات قبل عودة مسلحيها من سوريا إلى أوروبا وأميركا ... والذي ظهر في تصريحات الرئيس التركي غول عن قلق بلاده من تقدم الإرهابيين بإتجاه الحدود مع أنهم عبروا بإتجاه سوريا بتسهيلات تركية وحملوا غاز السيرين وأطلقت تركيا سراحهم بحجة أنهم لا يعرفون خطره !!
المارينز التكفيري يمثل القنبلة الجرثومية التي أخترعتها أميركا لقتل الفكر والثقافة ولقتل أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية فقط... لكنها لا تؤذي إسرائيل ومتطرفيها من اليهود، فقد تمت برمجة الفكر التكفيري بأن إسرائيل صديق وأن كل العالم عدو والأولوية قتل المسلمين لتطهير الساحات قبل الخارج ولا بد من قتل المسيحيين الكفرة فهم مشركون لكن الصهاينة مؤمنون وأصحاب عدل وإنسانية !!
المسيحييون الأفارقة والعرب ضحايا الغرب المسيحي، فقد تحولت فرنسا الأم الحنون لإرضاع الذئب التكفيري ليفترس الحمل المسيحي في الشرق أو يدفعه للهجرة نحو المجهول لتضيع هوية المسيحيين المشرقيين وتقتلع المسيحية من جذورها ويدمر الإسلام من الداخل بالفكر الضال والمنحرف لتتربع الصهيونية والماسونية عبر أتباعها على عروش الحكومات والوزارات والأحزاب باسماء إسلامية ومسيحية وبأهداف ثورية وإجتماعية خادعة ....
هل سيستيقظ بعض المسيحيين قبل وصول الذئب التكفيري ؟
هل سيستيقظ بعض المسلمين وبعض داعمي الإرهاب بأن السم الذي صدروه إلى سوريا سيعود إليهم عاجلاً أم آجلاً ؟
وهل سيستيقظ التكفيريون قبل أن يدخلوا المحرقة التي تحضر لهم بعدما تم تجميعهم من أصقاع الأرض ليعيثوا فساداً في سوريا التي ساروا إليها بأرجلهم طلباً "لزنا الجهاد" وأي ثورة سلاحها "زنا الجهاد" لن يكتب لها النصر لأنها تعصي الله في خلقه ،وثورة تؤسس على الرذيلة لا يمكن أن تصنع وطناً أو تحرر شعباً من فنادق السهر واللذة على أنغام آهات الضحايا ونخب دماء الأبرياء..... حمى الله المؤمنين من المنافقين والأدعياء...
سي