حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1739404 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
11/9/2009

المصدر: الثبات - عدد 81
عدد القرّاءالاجمالي : 3086


بعد حرب تموز 2006 وغزة 2008، أيقن قادة إسرائيل عجزهم عن استراتيجية التوسع العسكري، التي انتهجتها القيادة الصهيونية منذ اغتصاب فلسطين والتي استطاعت حينها أن تحتل فلسطين كلها ومعها سيناء المصرية والضفة الغربية للأردن والجولان السوري وجنوب لبنان حتى العاصمة، وكان هذا الانتفاخ الجغرافي قد أعطى إسرائيل عمقا استراتيجيا على مستوى الأرض، وعلى مستوى المناورة العسكرية؛ بحيث كانت تخوض الحروب على الآخرين من العرب.. فيما تنعم الجبهة الداخلية بالهدوء والسلام .



وكانت إسرائيل -وبدعم أميركي وغربي، واستسلام وخنوع عربي- قد استطاعت تثبيت معادلة السلام والتطبيع مقابل عدم الاعتداء على العرب، والإبقاء على الأنظمة العربية، التي وصفت "بالاعتدال" والمخالفة لكل الأعراف الديمقراطية، أو أنظمة حقوق الإنسان.



وتراجعت شعارات وأهداف العرب من "السلام مقابل الأرض"، إلى "السلام مقابل عدم الاعتداء"، إلى "السلام مقابل التطبيع"، إلى "السلام مقابل وقف الاستيطان"، إلى "السلام مقابل تجميد الاستيطان" وليس إلغاؤه...!!.



ولأن إسرائيل تعتقد باستحالة توسعها العسكري في المستقبل، وانحسار قوتها على مستوى الضربات الجوية الخاطفة، مع الخوف من دفع الثمن في حال ردت الدول أو حركات المقاومة المستهدفة، وخوفا من القنبلة الديموغرافية في فلسطين خصوصا داخل ما يسمى الخط الأخضر؛ فإن إسرائيل تراجعت إلى خط الدفاع الأخير بالمعطى العقائدي، وكذلك بالمعطى الديموغرافي, بالسعي لإعلان "الدويلة اليهودية" لفرض نقاء بشري داخل الحدود والأسوار؛ لأنه لم يعد من الممكن القتال على جبهتين خارجية على حدود ما تبقى من دول الطوق في لبنان وسوريا، أو في الداخل في قطاع غزة، ويمكن في الضفة الغربية مستقبلا..، ولحسم موضوع يهودية الدولة لا بد من إسقاط المقدس من الوعي العربي والإسلامي المتمثل بالقدس، فعندما يتقبل المسلمون سقوط القدس وتهويدها والمسجد الأقصى أولى القبلتين، فما الذي يمنعهم من عدم قبول إلغاء القضية الفلسطينية كشعب ودولة وتاريخ.. من قاموس المفاوضات السياسية، بعد إلغائها من القاموس العسكري..؟!.



ولذا فقد بدأت إسرائيل -منذ استلام نتنياهو رئاسة الحكومة- بخطوات متسارعة على مستوى القدس والضفة الغربية، تسارعت وتيرة هدم المنازل في القدس الشرقية، وقرارات إخلاء المنازل من السكان, لتحضير احتلالها من المستوطنين اليهود، أو عبر إغراءات لشراء المنازل المقدسية بأسعار خيالية، ويترافق ذلك مع زيادة وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، وتحضير الأجواء المحلية والعربية والدولية, لتقبل تهجير فلسطين الـ48، للبدء الميداني في مشروع بناء الدولة اليهودية على ثلاثة ركائز إسرائيلية داخلية مع ركائز خارجية، تتمثل بالدعم الأميركي والغربي والتعاون العربي، وإطلاق دخان الفتن المتنقلة في العالم العربي والإسلامي, لجذب أنظار الإعلام العربي، ومؤسساته الحزبية والأهلية إلى ما يجري في الساحات العربية من معارك داخلية في كل بلد عربي.. إما بين النظام وشرائح من مواطنيه كاليمن والسودان والصومال، أو من مذهبية أو طائفية كالعراق ولبنان، أو المشاكل والأزمات بين الدول العربية كما يحصل بين العراق وسوريا، ولا تزال بين لبنان وسوريا، وبين السعودية وسوريا، وبين مصر وسوريا، وبين معظم الدول العربية وإيران؛ بحيث ينشغل الجميع بهذه الخلافات التي لا تنتهي، وما أن تنطفئ أزمة حتى تشتعل أخرى, لإبقاء الأنظار بعيدة عما يحصل في فلسطين من استيطان.



والأخطر.. ما يجري من تهويد جدي وسريع ومكثف للقدس، والظاهر: أن الخطة الإسرائيلية حققت نجاحا ميدانيا حتى اللحظة، وفي حال استمرارها بنفس الوتيرة؛ فعندها لن تنفع أي محاولة -إن وجدت- لإنقاذ القدس والقضية الفلسطينية، وطالما أن غزة شعبا ومقاومة مشغولة كيف تحصل الخبز والدواء يوميا والقرطاسية للمدارس؟!، والسلطة الفلسطينية وفتح مشغولة كيف تحاصر المقاومة في الضفة نيابة عن الجيش الإسرائيلي!!.



لكن المستغرب والخطير: أن تقاعس الأنظمة يتلازم مع صمت مريب من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية، والأهم من ذلك: المنظمات والحركات الإسلامية, مما يجري في القدس وفلسطين؛ حيث أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية يشكل خطرا على جوهر القضية، ويحدد اتجاهاتها المستقبلية ومفرداتها السياسية والكيانية, ليصبح التوطين أمرا مفروضا من الجانب الإسرائيلي، ومقبولا من الأطراف العربية، بعد تأسيس حكومات وأنظمة داعمة وقابلة ومستوعبة لهذا المشروع، وإلغاء الدولة الفلسطينية، وبالتالي مشروع الدولتين على أرض فلسطين، وإخراج حركات المقاومة من فلسطين بعد دخولها، أو حصارها بإستراتيجية الموت البطيء والانتحار الداخلي، بمساعدة بعض الدول العربية، وبعض الفصائل والجماعات الفلسطينية داخليا.



نحن على مشارف سقوط القدس بعد احتلالها عام 1967، وتحولها من مدينة محتلة يطالب باسترجاعها العرب والفلسطينيون، إلى عاصمة لدولة يهودية لا حق لأحد فيها، ولا يدخلها إلا كل مؤمن بالمشروع الصهيوني الغاصب..!!.



القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، وكنيسة القيامة، وموطئ الإسراء والمعراج.. تسقط بيد الصهاينة حجرا حجرا.. وشارعا شارعا.. ومنزلا منزلا.. والعرب يتقاتلون مع بعضهم البعض، ويخافون من القدرة النووية الإيرانية، وينامون ملء جفونهم على جدران مفاعل ديمونة الإسرائيلي، مطمئنين بأن من قتل أسراهم في سيناء، ومن قصف مدارسهم ومدنهم، ومن احتل أرضهم، ومن اغتال قادتهم، حليف استراتيجي للسلام بوجه "العدو الإيراني" المسلم .



عندما تسقط القدس تسقط الكرامة العربية والإسلامية، وتنتهك العقيدة وتموت النخوة العربية والإسلامية، وتسقط الأوطان واحدة بعد الأخرى، وتمزق الشعوب قوميات ومذاهب وطوائف بين معتدلين وأصوليين وإرهابيين، ويموت الإسلام انحرافا أو حصارا، أو طقوسا جوفاء تمثل المسكنات السياسية للبسطاء حتى لا ينقلبوا على أولي الأمر من الحكام، الذين تعهدوا تأمين الغطاء السياسي والديني لتهويد القدس، وبتغطية نفقات التوطين، ونفقات القضاء على حركات المقاومة، وتمويل الغزو الأميركي المتعدد الوجهات والساحات، إما مباشرة أو عبر خسائر البورصات العربية والعالمية المتكررة، التي ذهبت بعائدات النفط، ومنعتها عن مستحقيها من المواطنين.. حتى صاروا بلا كهرباء أو ماء, ليفتي أحدهم في إحدى الممالك "بجواز الإفطار في شهر رمضان إن انقطعت الكهرباء"، ولا يفتي بوجوب إيصال الكهرباء حتى يستطيع الناس الصيام.



وعاظ السلاطين لم يعرفوا أن غزة محاصرة؛ فصافحوا الرئيس الإسرائيلي بيريز، والظاهر أنهم عند استقبالهم لنتنياهو لم يعرفوا ما يجري في القدس من تهويد.. فهل ستأتي الساعة التي لا يدرون ماذا يفعل بهم أو أي مصير سيلقون..؟!



الجواب عندما تستيقظ الشعوب..؟!.


مقالات ذات علاقة


مقابلة في الذكرى الثانية عشرة للثورة البحرينية نسيب حطيط - التحية للأخوة اهل...


التحالف العربي الاسرائيلي نسيب حطيط ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو...


المجلس الشيعي وسوريا نسيب حطيط ان #علاقة_الشيعة بسوريا علاقة تاريخية قديمة منذ #الشهيد_الاول...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by