الفلسطينيـون يطـردون سوريـا مـن الجامعـة العربيـة
د.نسيب حطيط
تميز العالم العربي في العصر الحديث بتعدد النكبات والهزائم وندرة الإنتصارات وإنقلاب المقاييس والمفاهيم ومنظومة القيم الدينية والقومية والوطنية.
وأولى النكبات كانت نكبة فلسطين عندما شرد الإحتلال الإسرائيلي الشعب الفلسطيني وتحول إلى لاجئين في العالم العربي الذين حط بعضهم رحاله في الجمهورية العربية السورية التي تميزت عن غيرها بمعاملتها للفلسطينيين بإعطائهم كل الحقوق المدنية والإنسانية شأنهم شأن أي مواطن سوري ما عدا حق الترشح أو الإنتخاب، وهذا ما لم تعطه اي دولة عربية على الإطلاق خاصة دول الخليج الغنية بالنفط والواسعة في الجغرافيا والقليلة العدد بالسكان والتي يكاد يتجاوز فيها العمال الأجانب غير العرب مجموع سكان هذه الدول.
فقد أسست سوريا قبل غيرها جيش التحرير الفلسطيني كقوة عسكرية لتحرير فلسطين على الأقل بالمعطى الرمزي والمعنوي خلاف كل الدول العربية المعتدلة والمتحالفة أوالمساندة لإسرائيل وأميركا.
لقد حمت سوريا قادة فصائل المقاومة واحتضنت مكاتبهم السياسية وأمنهم ومخيمات التدريب والدعم المعنوي والسياسي بعدما ضاقت بهم الأرض العربية ،وطردوا من بلد إلى بلد خاصة قادة حركة حماس والذين لا زالوا حتى اللحظة مع كل سكوتهم المريب والملتبس من الأحداث في سورياوالتي يعتبر الحياد فيها تآمرا على المقاومة والنظام المقاوم والممانع.
إن سوريا التي رفضت التوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل مقابل إسترجاع أراضيها المحتلة حفظا للقضية الفلسطينية أولا، ولعدم تأمين إستفراد الشعب الفلسطيني في مفاوضاته مع إسرائيل خاصة بعد توقيع الأردن ومصر إتفاقيتي السلام ومبادرة الجامعة العربية للسلام التي صبرت عليها الجامعة حتى الآن سنين عديدة بينما أمهلت سوريا حتى منتصف اليوم في الواحدة تماما.
لقد باع الفلسطينيون رئاسة الدورة لقطر ،وصوتوا لطرد سوريا من الجامعة العربية نوصوتوا لمعاقبة سوريا ، وتحالفوا مع عرب اميركا وتركيا ضد سوريا العربية ،لأن ثقافة البيع وعدم الوفاء لا زالت متجذرة منذ بيع فلسطين ولا زال... وقد توسع النهج ليبيع ويخذل الدول والحركات المؤيدة للقضية الفلسطينية وجاء دور سوريا في البيع حتى صار أردوغان التركي الحليف الإستراتيجي لإسرائيل وعضو الناتو حامي غزة والقضية الفلسطينية أكثر من الرئيس الأسد ،لأن عدم الوفاء وضبابية المبادئ ومنظومة البيع والشراء تجعل المقاوم غير ديمقراطي... وتجعل من الملك أو الأمير المتحالف مع أميركا وإسرائيل ديمقراطيا يدعم الإصلاح وثوريا يحرر فلسطين من مبادرات السلمية ومنع العمليات الإستشهادية وعدم الدعاء للمقاومين في لبنان.
زمن يفيض نكرانا للجميل ويستولد إنتهازيين وركابا للموج، ولا يضير المقاومين ولا ينقص من قدرهم أن ينكث الأخرون عهودهم أو يتأمروا عليهم بالصمت ،إن لم يكن بغيره ...والعزة والشرف أن يبقى المقاوم على مبادئه ويحمل القضية ويحمي حتى من يطعنه حفظا له وللأمة .
نداؤنا ....أين الصوت الفلسطيني الشريف المتضامن مع سوريا ، لحماية القضية الفلسطينية حتى لا تسقط في أيدي الناتو والمعتدلين العرب وأنصارهم من التكفيريين الذين يقتلون المقاومة في سوريا.