الفيتو الأميركي حلال والروسي حرام د.نسيب حطيط
الفيتو الأميركي حلال والروسي حرام
د.نسيب حطيط
إستنفر الحكام العرب وعلمائهم ليعلنوا أن الفيتو الروسي لحماية سوريا من المؤامرة الأميركية حرام،وأنه يزعزع الثقة بالأمم المتحدة وهو أمر خطير.
تناسى الحكام العرب وأسيادهم إستباحة مجلس الأمن من قبل الأميركيين وحلفائهم الأوروبيين وإستخدم الأميركيون( الفيتو )63مرة منها42 مرة ،لإفشال مشاريع قرارات فلسطينية وعربية لحماية إسرائيل، وضد الشعب الفلسطيني والعربي،وأحد قرارات(الفيتو)كان ضد إدانة إسرائيل بعد حرقها المسجد الأقصى عام1967(أولى القبلتين وثالث الحرمين) كل ذلك يذكرنا ببعض المنافقين الذين يختبأون وراء الإسلام المصنع أميركيا الذي يهدم المساجد ويذبح المسلمين ويكفر كل الناس ما عداه،ولم يطلق رصاصة واحدة بإتجاه إسرائيل.
عام1982 ضد مشروع قرار عربي بإدانة الهجوم على المسجد الأقصى وعام1983ضد قرار إدانة مجازر صبرا وشاتيلا وفي25حزيران 1982 ضد إدانة الإجتياح الإسرائيلي للبنان التي إقترفها الإحتلال الإسرائيلي مع حلفائه اللبنانيين وذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ،وفي عام2006 صوتت أميركا ضد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين(11000أسير)من سجون الإحتلال،كل هذا ولم يستنفر الملوك والأمراء،وتستجير(حماس)الآن بهؤلاء لتنقل مكاتبها إليهم فقديما تم تبيع فلسطين وقبض ثمنها بعض الحكام وبعض التجار الفلسطينيين، والآن تباع فلسطين ويدفع ثمنها بعض الحكام ويقبض ثمنها بعض الفلسطينيين الذين اشمئزوا من الفيتو الروسي الذي يحمي سوريا المقاومة حتى لا تنكشف عورتهم وهم يهرولون نحو الإستسلام ويصبح(مشعل)ضيفا على الأردن برعاية قطر أي بضيافة إتفاقية(وادي عربة)وبرعاية مكتب الإتصال الإسرائيلي في الدوحة ،ولتصدقوا جميعا أن المقاومة بخير وأنها ثابتة على مواقفها!!
لم يجف بعد حبر الطلب الفلسطيني لتأسيس الدولة فلسطينية بدعم عربي كاذب قبل أشهر عدة،وأستخدم الأميركيون حق النقض الفيتو ومنعوا الفلسطينيين من تحقيق دولتهم الصغيرة على جزء من دولتهم الحقيقية فلسطين،لقد إبتلع العرب الديمقراطيون من الملوك والأمراء ألسنتهم ولم يصرحوا بأن الثقة بالأمم المتحدة قد تزعزعت و اطمأنوا أن مجلس الأمن سيحبط أي محاولة لولادة فلسطين بعد أن دفنها أبائهم .
والأكثر غرابة أن الفصائل الفلسطينية بمحوريها(السياسي)السلطة الفلسطينية(أبو مازن)والعسكرية(حماس-مشعل)قد إرتميا في أحضان العرب الأميركي وصارت قطر -المشاركة في مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي- حاضنة للمصالحة ولمكاتب حماس المفترضة حيث يمكن أن ينضم مكتب حماس ومكتب الإتصال الإسرائيلي في قطر في بناية أوحي واحد،لتسهيل الحوار والتطبيع بدل عناء وتضحيات المقاومة المسلحة،فالطعام مع قطر(أدسم)والإقامة في سوريا الممانعة(أكثر خطرا).
لقد قال الأميركييون أن الفيتو الروسي-الصيني يثير الإشمئزاز ،ونحن نقول أن الفيتو الأميركي يثير الإشمئزاز والغضب ويستفز كل الشرفاء والأحرار، فالظاهر أن اليهود قد نقلوا مقولة(الشعب الله المختار)إلى الأميركيين وحلفائهم ،وكما قامت أميركا بإبادة الهنود الحمر وإستعمرت بلادهم،وكما مارست التميز العنصري ضد السود طوال قرون إلى ما قبل عدة عقود،وإن تم الغاءالعنصرية ظاهرا(رئيس أميركا من اللون الأسود)لكن في الحقيقة أن العنصرية التي تتمثل بالفقر في الأحياء السوداء و في كل شيئ لا زال يحكم الحياة الأميركية،وتريد أميركا أن تستعبد كل العالم وأن تجبرهم على دفع ثمن الرصاصة التي تقتلهم بها وأن يزودوا الطائرات والدبابات لإحتلال أوطانهم وهتك أعرافهم،وطالما أن سيوف الخليج لا تستعمل إلا في الرقص وشبك الأيدي مع الرؤساء والمسؤولين الأميركيين حيث تحول السيف العربي من سيف للكرامة والحرية إلى سيف للرقص والزينة في أيدي أشباه الرجال بالتحالف مع المحتلين الجدد.