القنيطرة وشبعا تعلنان حلف المقاومة.
د.نسيب حطيط
إغتالت إسرائيل مجموعة من قادة المقاومة في القنيطرة واغتالت معها قواعد الإشتباك وهيأت الظروف الموضوعية لعملية شبعا والتي رسمت مرحلة جديدة في الصراع العربي – الإسرائيلي وفق المبادئ التالية:
- فك قواعد الإشتباك والتفاهمات الماضية وترك الموقف من القرار 1701 ضبابياً ويحتمل التأويل لموقف المقاومة.
- توحيد الجبهات المنضوية في حلف المقاومة وزيادة مقوماتها، فبدل حصرها في الجنوب تمددت نحو الجولان وصولاً إلى درعا متجاوزة الجبهة الأردنية (مؤقتاً لإيجاد الجهة القادرة) وتتواصل مع غزة والضفة الغربية التي أعلنت إيران تحضيراتها لتسليحها.
- توسعة رقعة جغرافيا الصراع فأصبحت في كل مكان وهذا ما أعلنه بنفس الوقت بإحتفالين منفصلين لشهداء القنيطرة في لبنان وإيران باللغة الفارسية اللواء جعفري قائد الحرس الثوري وبالعربية سماحة السيد حسن نصرالله ليؤكدا أن (العجم والعرب) ضد إسرائيل وحلفائها.
- مرونة الرد ليشمل الرد على عمليات الإغتيال والنشاط الأمني الإسرائيلي وعدم حصره بالعمليات العسكرية أي الحرية المطلقة بإختيار الأهداف داخل وخارج فلسطين وفق مايراه حلف المقاومة مناسبا.
إن حلف المقاومة صار حقيقياً وأدخل العالم في مشهد سياسي-عسكري جديد ولا بد من التعامل معه بديلاً لحلف وارسو الذي إنتهى في تموز 1991 بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي والمنظومة الإشتراكية وبقي حلف (الناتو) الغربي وحيداً، لكن حلف المقاومة الذي ولد إقليمياً عبر الثلاثي (إيران- سوريا- لبنان) توسع لتنضم إليه المقاومة الفلسطينية والذي ظهر في مسيرة غزة للتضامن مع عملية شبعا بعد أربع سنوات من الإرتباك لبعض فصائل المقاومة والتي ترك بعضها قاعدته المركزية في سوريا وقطع حبل السرة مع إيران وحزب الله ،لكنه الآن على مشارف العودة بعدما لمس خداع الآخرين (الحلفاء الجدد) وخطرهم على القضية الفلسطينية .
حلف المقاومة استعاد العراق واليمن وصار سداسياً (إيران، سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن، العراق) ليحطم النجمة الصهيونية السداسية وبالإضافة لقدراته العسكرية والبشرية (حوالي 100 مليون نسمة ) فهو يستند إلى حلفاء رئيسيين (روسيا-الصين-كوريا الشمالية..) الذين تنسجم مصالحهم مع مصالح حلف المقاومة والذين استفادوا من صمود المقاومة منذ 1990 بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي واستطاعت إفشال المشروع الأميركي ولم تنهزم مما شجع الروس لإستعادة موقعهم الدولي بالتحالف مع حلف المقاومة.
عملية شبعا والقنيطرة أعادت توجيه المشاعر نحو فلسطين عند العرب والمسلمين وإستعادة أدبيات المقاومة للعدو الأساس وإسرائيل، وأن الصراع ليس مذهبياً بل صراع سياسي بين محور حلفاء إسرائيل وحلف المقاومة فكل مقاومة سنية أو شيعية هي مقاومة محاصرة ومتهمة بالإرهاب من العرب (السنة) وآخرها إتهام كتائب القسام بأنها منظمة إرهابية!
شبعا والقنيطرة فضحت ما يسمى بالثورة السورية و مجموعاتها الإسلامية من النصرة وداعش وأخواتها ،بأنهم حلفاء الصهاينة في الجولان الذين يديرون ظهرهم للعدو ويطلقون النار نحو الجيش السوري وكذلك في سيناء ويطلقون النار على الجيش المصري (كلاهما من أهل السنة)ويكشف كذبهم ونفاقهم بأنهم يطالبون بحقوق أهل السنة...
حلف المقاومة حصن فلسطين وخط الدفاع الأخير عن القدس وعن الإسلام الأصيل الذي لا يذبح ولا يغتصب ولا يسبي بل يدافع عن حقوق الإنسان المغتصبة من الغزاة والمحتلين والتكفيريين.
حلف المقاومة قارب النجاة للأمة وللقضية الفلسطينية و يجب أن لا يقتصر حلف المقاومة على العمل العسكري، بل لا بد من تأسيس منظومة متكاملة إعلامية - ثقافية - فقهية - إجتماعية تواكب المقاومة المسلحة لأن الإنتصار على التكفيريين لا يمكن عبر ساحات القتال بل عبر القضاء على الفكر التكفيري ومنابعه الوهابية والمخابراتية ،لتحقيق هدفين ،أولاهما استنقاذ التكفيريين من ضلالهم وإلتباساتهم العقائدية وهذا واجبنا جميعاً وثانياً لقطع أيدي المشروع الأميركي وحلفائه الذي يستخدمون التكفيريين لتدمير الأمة وفق ما قال أحد الحاخامات الصهاينة (بأن الله أرسل داعش لحماية إسرائيل) !!
مداد العلماء أقضل من دماء الشهداء كما روى في الحديث الشريف ولأن الفتوى المحرفة والمشبوهة تشعل النار وتقتل المقاوم لها والداعي إليها، فلا بد من إعادة الإعتبار (للفتوى) وإستنقاذها من أيدي الجهلة والعملاء والمضللين.
في العالم سيتواجه حلفا الناتو والمقاومة....وستنتصر بإذن الله سبحانة وتعالى.