المؤتمر الإسلامي... لتهويد سوريا
د.نسيب حطيط
بعد فشل الإدارة الأميركية في حربها ضد سوريا عبر مجلس الأمن والجامعة العربية،لجأت إلى منظمة التعاون الإسلامي لإستكمال مشروعها التقسيمي من النافذة الإسلامية، ورفع الغطاء العربي والإسلامي عن سوريا،لاتهامها بانها دولة مارقة عن القانون الدولي وتهدد السلم العالمي(وبفتوى)إسلامية من الملوك والأمراء(والإسلاميين الجدد)المصنعين أميركيا كإمتداد(المحافظين الجدد) في أميركا.
لم يجتمع الرؤساء والملوك المسلمون من أجل القدس ومنع تهويدها ومحاولات هدم المسجد الأقصى، الذي لايزال الصهاينة يحاولون هدمه بهدوء عبر الأنفاق والحفريات،.
يجتمع القادة (المسلمون) على مشارف يوم القدس العالمي ليحاولوا(إغتصاب)سوريا وحركات المقاومة،التي أغووا بعضها ودجنوها ،لقد نسي المسلمون القدس وفلسطين ونسوا العراق والصومال،ونسوا أفغانستان وبورما ،ونسوا كل جوع وفقر المسلمين،وإنتهاك كراماتهم ولم يبق لهم وفق المفكرة الأميركية إلا إسقاط سوريا عبر جحافل الظلام من(الإسلاميين الجدد)من التكفيريين والسلفيين،بأسماء متعددة وجوهر واحد،هو الذبح والتدمير وفتاوى (مضاجعة الميتة وإرضاع الكبير) وتدمير القبور في مالي وأفريقيا، وتكفير الشيعة والمسيحيين، وكل أهل السنة الذين يخالفونهم الرأي ،وحصار الأزهر،بإمامة(الأخوان وعرب الأميركان).
يجتمع ممثلو المسلمين(تزويرا)،في مكة يشرعون أبواب الأمة أمام الإستعمار الجديد،ويسهلون عملية إغتصاب الأمة،بلدا بعد بلد من ليبيا إلى سوريا بعد العراق ولبنان واللائحة تطول وفق الأوامر الأميركية والإسرائيلية، لا بد من طرد سوريا من(الإسلام)بعد طردها من(العروبة) من الذين تنكروا للإسلام والعروبة ولم يبق منه سوى (عقال وجلابية شفافة وسيف للرقص وخيمة للسهر)!.
بقيت فلسطين أكثر من ستين عاما يتيمة ومغتصبة،ونامت معها لجنة القدس منذ عقدين او أكثر، ولا زالت وسيبيعها العرب (والمسلمون الجدد)مرة ثانية أو ماتبقى منها.
المؤتمر الإسلامي في مكة و الذي أوعز الأميركيون للبعض بالدعوة إليه يهدف إلى:
- تشريع الأبواب أمام التدخل الأجنبي في سوريا ، بغطاء إسلامي متعدد الجنسيات بعد إقفال أبواب مجلس الأمن وعجز الجامعة العربية.
- التمهيد في(بروفة)أولى لعقد المؤتمر في وقت لاحق، لحصار إيران وطردها من منظمة التعاون الإسلامي بعد إنذارها بإيقاف برنامجها النووي وتشريع الأبواب أمام تكفير الشيعة بشكل رسمي وفق فتاوى إبن تيمية ومشايخ الوهابية(والإسلاميون الجدد)
- نعي المقاومة الفلسطينية(المسلحة)والإبقاء على المقاومة السياسية الفارغة التائهة في دائرة المفاوضات طويلة الأجل والأفق المسدود.
- إعادة الإعتبار إلى المملكة السعودية في قيادة (الإسلام السني،)السياسي المتحالف مع أميركا بعد الإنكفاء لصالح تركيا وقطر، وقبل إستعادة (مصر والأخوان)لدورها،والتي ستصادر السعودية دورها مقابل المساعدات المالية والإستنزاف الأمني عبر السلفيين والتكفيريين.
- البدء بتنفيذ المخطط الأميركي لإقامة جبهة إسلامية عالمية،ضد روسيا بشكل خاص والصين،بما يشبه التحالف الإسلامي بقيادة السعودية ضد الإتحاد السوفياتي بعد غزو أفغانستان، والذي إستولد ما عرف(بالأفغان العرب)وما تفرع عنهم من جبهات وجماعات تكفيرية.
- التضامن مع الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا،وإتخاذها رأس جسر للتدخل ضد روسيا كمقدمة لبناء فكي كماشة للدور الروسي الجديد الذي يقلق أميركا فيتم إشعال جبهة دول شمال القوقاز عبر السلفيين والجماعات التكفيرية،ويتم تحريض المعارضة الروسية في الداخل لإسقاط القوة الروسية مرة ثانية بعد إسقاط الإتحاد السوفياتي.
هل يستطيع الأميركيون توظيف بعض الملوك والأمراء والرؤساء لإصدار(إعلان مكة)لإعلان الحرب على المقاومة ولبدء تشريع الفتنة المذهبية لإسقاط الأمة وحصار روسيا والصين؟
إن هذه الوقائع تؤكد ضعف وعجز الأميركيين عن القيام بالإعتداء العسكري والإقتصادي بمفردهم ،وأن الإستعانة بالضعفاء من العرب(والإسلاميون الجدد) يؤكد على متانة وقوة محور الممانعة والمقاومة والإستقلال عن الغرب، وأن سوريا هي ساحة المواجهة الأساسية بين هذين المحورين والتي يحشد الغرب وحلفاؤه كل الدعم للإرهابيين في سوريا تحت شعار مزيف بعناوين الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان،وعلى محور المقاومة أن يدعم السوريين في معركة الأمة وأن ينقل المعركة إلى ساحات أخرى لتخفيف الضغط عن الداخل السوري كما يفعل المحور المضاد في لبنان والعراق والشيشان وإيران وغيرها.
المعركة بدأت وبدون قفازات أو كواليس ،والظاهر أنها ستطول لأن التحالف الأميركي –الإسرائيلي وأتباعه لن يقبلوا بالهزيمة بعد عشرين عاما مضت، وهم يتربعون على عرش السلطة الكونية، وسيستخدمون كل الأساليب غير المشروعة وعمليات التضليل والفبركات والفتن ،وعلينا المقاومة والمواجهة بالوسائل الشريفة والإرادة الصلبة،وعدم الوقوع في إلياس لقد إستمرت حملات( الفرنجة ) بإسم المسيحية أربعمائة عام وإنهزمت،وبقي العثمانيون بإسم الإسلام أربعمائة عام وإنهزموا ،وإن إستمرت الحملات الأميركية الجديدة باسم الديمقراطية والإصلاح أربعمائة عام إضافية ستنهزم... بإذن الله ومقاومة الشرفاء والمجاهدين.