المزاد العلني لبيع فلسطين في البحرين العظمى د نسيب حطيط
بعد اكثر من سبعين عاما" على اغتصاب فلسطين وقرصنتها من قبل الصهيونية العالمية وبالتواطؤ مع بعض العرب والمسلمين، تحاول الإدارة الأميركية بالتعاون مع بعض العرب تحويل القضية الفلسطينية من قضية شريفة على المستوى الوطني والعربي والإسلامي والإنساني الى قضية تجارية وسلعة تباع وتؤجر بحيث تتحول فلسطين وشعبها ومقدساتها الى :عقار" للبيع في الشرق الأوسط نتيجة افلاس العرب والفلسطينيين عن استرداد حقهم او دفع المتوجبات عليهم من التضحيات والدماء ،مما دفع المقاول الأميركي الذي يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية "ترامب" لدعوة الراغبين للاشتراك بالمزاد العلني لبيع فلسطين وشعبها في قاعة "البحرين العظمى" بحراسة الأسطول الخامس الأميركي والقاعدة البريطانية والمجنسين من اقطار العالم بمراسيم ملكية.
ان اطلاق مصطلح "صفقة "القرن على المبادرة الأميركية يعني في جوهره الإعلان عن معاملة تجارية لبيع السلع حيث ان تعريف الصفقة لغويا" (الصفقة ، معاملة ،تدل على نقل السلع أو الخدمات من شخص لآخر ) وكان العرب اذا اتفق التجار مع بعضهم على عقد بيع او تجارة يكفي ان يصفق (يضرب) البائع كفه بكف المشتري ليصبح البيع ناجزا".
ان تسخيف دماء الذين استشهدوا من اجل تحرير فلسطين وتسخيف معتقدات المسلمين والمسيحيين لجهة الارتباط وتقديس المسجد الأقسى وكنيسة القيامة وكل الأماكن المقدسة في فلسطين وبيع كل الذكريات والتاريخ والمشاعر والهوية والإنتماء ضمن بيع الجغرافيا تمثل اكبر جريمة إبادة على المستوى الإنساني والأخلاقي في التاريخ ووصمة عار ونذالة للقائمين بها والمحرضين والمشاركين الذين يمثلون اقذر "القوادة" السياسية وهم يجبرون اختهم "فلسطين"لأن تبيع نفسها للمغتصب الصهيوني بأبخس الأثمان ولا يمهم شرفها بعد ان باعوا شرفهم وبدل ان يقبضوا ثمنه يدفعون للمشتري الأميركي حتى يقبل ان يشتري ما تبقى عندهم من كرامة وعزة ونخوة ودين وانتماء.
ان المسؤولية الأولى والأساس تقع على الشعب الفلسطيني افرادا" وممثلين سياسيين لهم من دون استثناء، خصوصاً أنهم مع كل الخطر الذي يتهدد قضيتهم من تهويد القدس الى صفقة القرن لا يزالون منقسمين بين الضفة والقطاع بعد ان انزلق بعضهم (حماس- مشعل) الى المشاركة في الربيع العربي وبدل ان يتفرغ لقضية فلسطين توجه لمقايضتها بالسيطرة على سوريا ومشاركة الاخوان المسلمين في الربيع العربي ..!
لا يمكن تحرير فلسطين وحماية القضية وعدم الاستسلام والتنازل عنها من دون مقاومة فلسطينية من الداخل تساندها مقاومة من الخارج وتؤمن لها مستلزمات المقاومة على كل الصعد العسكرية والاقتصادية والاعلامية ..ولا بد ان يتحرك الفلسطينيون في الخارج سواء في المخيمات او في أوروبا خصوصاً الذين اكتسبوا الجنسيات الغربية ولم تعد فلسطين اولوية بالنسبة لهم والذين ارتبط أولادهم من الجيل الثاني والثالث بالجغرافيا التي يقيمون فيها وهوية المجتمعات التي اندمجوا فيها ..فهم لا يتحركون دعما لاهلهم في فلسطين او المخيمات سواء بإعتصام او مظاهرة او عريضة اعتراض او حتى بكلمة.
ان التقاعس الفلسطيني يحرج الداعمين للقضية الفلسطينية ويعرّضهم للاتهام بالمزايدة او الاستغلال (كما صرح للأسف احد الإعلاميين – الطرواديين- اللاجئين الى اعلام المقاومة ) بل ان البعض يحاول حصر واجب تحرير فلسطين مذهبيا ويمنع المذهب الآخر بالتدخل في شؤون مذهبه الخاص لأن الشعب الفلسطيني هو من الاخوة اهل السنة!
ان مسؤولية تحرير فلسطين مسؤولية فلسطينية ـ عربية ـ إسلامية ـ إنسانية وبالتكافل والصمود والمقاومة يمكن تحريرها وطرد المحتلين الصهاينة وحصار التجار العرب الذين يريدون بيع ما لا يملكون ولا ولاية ولا وصاية لهم على مقدسات المسلمين والمسيحيين ومع اننا ضد التوطين فمن يريد توطين الفلسطينيين فليبادر الى توطينهم في دوله في الخليج التي تجنّس كل الوافدين وتؤمن لهم العمالة، وخصوصاً أنها تشتكي من قلة عدد السكان.