المعارضة السورية تخطف لإشعال الفتنة المذهبية.
د.نسيب حطيط
بدأت المعارضة السورية بتنفيذ شعاراتها ميدانيا،بقطع علاقاتها مع حزب الله وإيران عند إستلامها السلطة،وبعد سيطرتها جزء من الطريق الموصل إلى إيران،خطفت الزوار اللبنانيين من النساء و كبار السن، لتعلن حربها المذهبية بإسم الديمقراطية ولتنفذ ما عجزت عنه أميركا وحلفائها من ضرب محور المقاومة.
المعارضة السورية تعلن هويتها غير الديمقراطية وتمارس ارهابها وشموليتها ،وتتهم بعضها بأنهم مجموعة من قطاع الطرق والمهربين ، ،وتعلن فقدان سيطرتها على الميدان فالقيادات المعارضة في الخارج ،والمسلحون في ساحات الخطف والقتل والنهب، والآمر والممول يقود الإثنين معا، سياسا وميدانيا .
لقد قال الخاطفون وأيدهم غليون بأن بعض المخطوفين من حزب الله(أعمارهم فوق الستين) ولو صدقنا ذلك ..فما المشكلة؟ هل تعترف المعارضة السورية بأن عدوها ينحصر بالمقاومة في لبنان،وأن هدفها إسقاط المقاومة وليس إسقاط النظام السوري، لتكرار تجربة (جيش لبنان الحر)،الذي شكلته إسرائيل في جنوب لبنان ضد المقاومة الفلسطينية يوم كانت تطلق الرصاص على إسرائيل ومن ثم جيش لحد ضد المقاومة في لبنان؟
المعارضة السورية وليدة مشروع الشرق الأوسط الجديد،وهي الإبن الشرعي لزواج السفاح بين أميركا والأنظمة المتحالفة وأجهزة المخابرات ،ومنهجها الأساس ضرب المقاومة وعناصره من خلال الفتنة المذهبية وتقسيم محور المقاومة على هذا الأساس، وللأسف فقد بدأ مشروعها بالنجاح وفق التالي:
- إنحازت حماس إلى المعارضة السورية وأخواتها وتخلت عن النظام السوري الذي حضنها وابتعدت عن حزب الله وإيران لخلفيات مذهبية ، وفق خالد مشعل الذي يقول أنه ليس مذهبيا لكن الوقائع تفرض نفسها!
- تم تسخير العامل المذهبي(السني-الشيعي)وللأسف أيضا على مستوى الأحزاب والحركات والأنظمة فاتحدت ضد ما تدعيه تمددا شيعيا ،فالأنظمة وقفت ضد إيران ومشروعها النووي السلمي وسكتت عن إسرائيل ومشروعها النووي العسكري والأحزاب وعلى رأسها الأخوان المسلمون وحماس أخذت مسارا غير وحدوي بقيادة القرضاوي.
- استدرجت المؤسسة الدينية الرصينة(الأزهر)إلى ساحة الصراع الفكري بالتلازم مع فتاوى التكفير التي يبثها مشايخ الفضائيات ، مدعومين بالعمليات الإنتحارية في سوريا والعراق ضد المدنيين.
لكن الأخطر ما يخطط للساحة اللبنانية التي تقاوم لمنع الفتنة المذهبية وتحاول القوى السياسية والدينية(الشيعية)عدم الإنجرار للفتنة، لكن الأمور تثير القلق مما يخطط لإستدراج قوتين غير لبنانيتين ضد (المقاومة) بعنوان مذهبي(الشيعة والسنة)أحداها الفلسطينيون(المخيمات)وثانيها العمال السوريون.
فالمخيمات إنطلاقا من إحتضانها لعناصر من القاعدة والحركات التكفيرية المتطرفة القاعدة-فتح الاسلام –جند الشام...) والخلايا المكلفة بالإغتيالات السياسية (المذهبية) وهذا ما كشفته بعض وسائل الإعلام وتحرك الرئيس بري مع السلطة الفلسطينية وحماس وغيرهما.
أما ما يثير القلق هو قضية المخطوفين اللبنانيين وطريقة معالجة إخلائهم بطريقة مريبة ومشبوهة لإثارةالفتنة أولا، والإستفزاز وزعزعة الإستقرار بعدما أظهرت الثنائية الشيعية قدرتها على ضبط الشارع وانفعالاته، ولكن من يضمن المدسوسين مخابراتيا ؟ الذين يمكن ان يقوموا بأعمال عنف ضد العمال السوريين بمواكبة بعض وسائل الاعلام بالتحريض والفبركات لإستدراج وتعبئة العمال السوريين(مذهبيا) ضد المقاومة(الشيعية) وحلفائها المسيحيين، ويتم حشدهم لتعويض الضعف عند تيار المستقبل و14آذار عند أي مواجهة مسلحة في المرحلة القادمة، خصوصا إذا عرفنا أن عدد العمال السوريين يتجاوز الـ 400 ألف سوري في لبنان معظمهم خدموا الخدمة العسكرية الالزامية وهم من فئة الشباب ويعمل في الجنوب أكثر من 160 ألف سوري،يمكن إستغلالهم من أجهزة المخابرات والمشايخ قادة الفتنة المذهبية.
المعارضة السورية تمثل أداة تنفيذية بديلة عن الحرب الإسرائيلية القادمة لتدمير المقاومة نتيجة العجز الإسرائيلي أو الكلفة الباهظة،فالبديل ان يكون القاتل والمقتول من العرب والمسلمين والمسيحيين ، والقاضي من القوات الدولية المنقادة أميركيا !
فليطلق الخاطفون سراح الزائرين... وليعمل اللبنانيون لوأد الفتنة... ولتحذر الأجهزة الأمنية من الطوابير الخامسة المتعددة الجنسيات.