خبير: قرار الجامعة العربية لمحاربة الارهاب فيه تناقض وإزدواجية
قرر وزراء خارجية دول الجامعة العربية في ختام اجتماعهم في القاهرة التصدي لجميع التنظيمات الارهابية بما فيها جماعة "داعش". حول هذا الموضوع حاورنا الخبير الاستراتيجي الدكتور نسيب حطيط.
المحاور: الدكتور نسيب حطيط وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية قرروا التصدي لداعش وباقي التنظيمات الارهابية، هل ترى جدية في قرارهم هذا؟
حطيط: أولاً تصحيح لكلمة قرروا، لم يقرر وزراء الخارجية العرب وإنما عندما اتى وزير الخارجية الأمريكي كيري وطلب منهم دعوة للإجتماع كما فعل في التدخل في ليبيا وكما فعل ايضاً في التدخل بسوريا. الجامعة العربية هي احدى منظمات الادارة الأمريكية ولا تملك قرارها ولا تستطيع الرفض ولاحتى التعديل، على عجل وخلال ثمانية وأربعين ساعة تم إستدعاء هؤلاء الوزراء لتغذية القرار الأمريكي ولو خداعاً وشكلياً. أما عن جديتهم فطالما أن الادارة الأمريكية ليست جدية فهم غير جديون. فتصور أن السعودية وقطر هي التي ستحارب جيش النصرة والجبهة الأسلامية التي يمولونها ويحمون عناصرها ويمدونها بالسلاح والمال ويغطون كل جرائمها الوحشية في العراق وفي سوريا ولبنان. اما باقي الدول فلاحول لها ولا قوة فهل يمكن لجزر القمر او الصومال او موريتانيا أن تحارب "داعش"؟ المسألة شكلية فقط وطلبتها الادارة الأمريكية بعدما أصدرت القرار بغطاء دولي والآن بغطاء عربي وكانت عبر مجلس التعاون من اجل إضفاء نوع من الشرعية على تدخلها في المنطقة.
المحاور: الدكتور نسيب حطيط كما أشرتم هناك دول في الجامعة العربية متهمة بدعم "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا والعراق. كيف يمكن اذن تشكيل تحالف عربي لمواجهة الارهاب؟
حطيط: هذه الدول ليست متهمة وإنما هي متورطة بإعترافها وبإعتراف الأمريكيين وإعتراف مشايخها ومفتييها الذين كانوا يصدرون الفتاوى لعمل هؤلاء المتوحشين التكفيريين. وبالتالي كما قلت هذه مسألة صورية، كما قسمت الأدوار، كيف يمكن فهم أن الأردن صرح أنه لن يخوض معارك الآخرين ولن يدخل في التحالف لأن امريكا قالت له يجب أن تبقى ساحة إمداد وتذخير للتكفيريين والمعارضة السورية بإتجاه سوريا وإحتياطاً بإتجاه العراق فكيف يوقع القرارات المؤيدة لضرب "داعش" والارهاب وهو في تلفزيون العربية أعلن أنه لن يخوض حرب الآخرين ولن يدخل في محاربة الارهاب. هذا الأمر كما قلت فيه تناقض وإزدواجية المعايير، حيث أن "داعش" من وجهة نظر الادارة الأمريكية "جماعة ارهابية" في العراق و"حركة ثورية" في سوريا. التكفيري الداعشي اذا كان كان على الحدود السورية العراقية فهو معارضة سورية يجب دعمه أمريكياً وسعودياً وبمجرد أن يدخل مترا واحدا في الاراضي العراقية يصبح إرهابياً! هذا نفاق ومحاولة إستهزاء بعقول الشعوب.