الملــف النــووي الإيرانـي الحـل أو الإنفجـار
د.نسيب حطيط
يشكل الملف النووي الإيراني،ساحة المواجهة بين الغرب وإيران،إنطلاقا من النظرة الغربية للعرب والمسلمين وضرورة بقائهم أتباعا ومستهلكين، وإبقاء بلادهم وثرواتهم في خدمة المستعمرين،ولتحقيق هذه المطالب لا بد من إنتزاع كل مظاهر القوة ومنع التقدم العلمي والثقافي لسحق الحضارة العربية والإسلامية وإنهاء ظاهرة الأمة الواحدة وتضييع الهوية الثقافية للأمة وإصطناع ثقافات (معربة ) للثقافات الغربية ذات السلوك المنحرف والشاذ وتوجيه العرب والمسلمين إلى نقل العادات والثقافات السطحية من الغرب لتدمير البنية الإجتماعية،ومنعهم من نقل التكنولوجيا والمعارف العلمية التي تؤمن الإكتفاء الذاتي على مستوى الإستهلاك والتنمية والدفاع ،مما يؤهلها لتحقيق الإستقلال الذاتي وحرية القرار وهذا ما يصيب الغرب والفرنجة بالخسارة والتصحر.
لقد تم تأسيس المشروع النووي الإيراني عام1960م، في ذروة العلاقات الإيرانية معَ الولايات المتحدة الأمريكيةعلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي،و بقي الملف النووي الإيراني ملفا شائكا وبابا للصراع منذ العام1979 بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران،وبعدما كانت أوروبا وأميركا تساعدان الشاه لبناء المفاعل النووي بصفته حليفا إستراتيجيا ،إنقلبت المواقف بعد إنتصار الثورة وبدأ الحصار ومنع إستكمال بناء مفاعل بوشهر النووي وبقي لأكثر من ثلاثين عاما حتى استكمل على إيدي الروس وكان الهدف منه إنتاج ما يعالج أكثر من مليون ونصف إيراني مصابين بالسرطان ولتأمين حاجات مركز طهران للبحوث الطبية.
وبعد توقف البرنامج النووي بعد قيام الجمهورية الإسلامية فقد باشرت ايران عام 1984 إنشاء المراكز التالية:
مركز للأبحاث النووية في جامعة طهران.
مركز نووي للأبحاث الزراعية والطبية في كرج.
مركز للأبحاث النووية والتكنولوجية في اصفهان
مركز مركز الأبحاث في جامعة الإمام الحسين الخاصة بالحرس الثوري.
مختبر بن حيان للأبحاث النووية.
منجم الخميني للأورانيوم في يزد.
الأبحاث بواسطتة اللايزر ومجموعة مختبرات ابن الهيثم.
مركز بوتاب لأبحاث الطاقة النووية شرق أذربيجان.
منجم ساخند للأورانيوم.
مركز أبحاث الفيزياء في جامعة الشريف في طهران.
والسؤال المطروح ...؟.
لماذا يجوز لفرنسا ودول أوروبا إمتلاك السلاح النووي العسكري وهم أصحاب التاريخ الإستعماري وإحتلال وإستعباد الشعوب هل تحت نظرية شعب الله المختار والأمم فئة أولى وفئة ثانية.
إن إسرائيل تمتلك مفاعل ديمونة النووي وفيه أكثر من 50قنبلة نووية بمساعدة غربية وسكوت عربي وهي الدولة المغتصبة لفلسطين والمعتدية دائما على البلاد العربية ومع ذلك يسكت المجتمع الدولي والعربي عنها ويحاصر إيران!
لماذا تبادرفرنسا لعرض قدراتها على إمارات الخليج الصغيرة،العائمة على النفط والغاز والسكان، ليبيعها مفاعلات نووية مع إنتفاء الحاجة غياب الكفاءات العلمية،طالما أن المفاعلات النووية تشكل خطرا على المنطقة؟
لماذا يبادر بعض( العربان )التابعين لأميركا لتوجيه عدائهم للملف النووي الإيراني ويسكتون عن الملف النووي الإسرائيلي العدو المفترض للعرب والمسلمين لإغتصابه فلسطين.
لقد بقيت المفاوضات الإيرانية- الغربية أكثر من تسع سنوات وقبلت إيران بشراء اليورانيوم المخصب لإحتياجاتها السلمية،لكن الغرب إمتنع وحاصرها بإقتصادها ومعيشتها ليضيق الخناق عليها،لما تمثله من قاعدة محورية في محور المقاومة للمشروع الأميركي في المنطقة،وإذا ما إستطاعت إيران إحراز القوة النووية مما يكسبها حصانة عسكرية ودفاعية تضاف إلى حصانتها الإقتصادية والعلمية، مما يعطيها القدرة على الصمود في وجه الأميركيين والإسرائيليين الهادف إلى تفتيت المنطقة ويمنع المعتدين من ضرب هذا المحور المقاوم،الذي إستطاع إفشال وعرقلة وحتى هزيمة المشروع الأميركي طوال العقد الأخير والذي سيتوج بالإنسحاب الأميركي من العراق بعد الفشل في لبنان وفلسطين.
ويتساءل البعض هل أن الغرب سيجرؤ على ضرب إيران ومنشآتها النووية..؟
والجواب يمكن لأميركا ارتكاب حماقة الهجوم نتيجة الغرور والخوف، لكن رد إيران وحلفائها سيكون فوق ما يتصوره البعض، فالحرب ليست على جبهة واحدة وفي ساحة واحدة بل يمكن إستخدام خطط الأعداء لضربهم في ساحاتهم وبأساليب متعددة تشل قدراتهم، إن استراتيجية محور المقاومة،إذا ما تعرضت دول الممانعة للهجوم خاصة سوريا وإيران، هي المواجهة الجماعية والشاملة لمنع استفراد فرقاء المقاومة كل على حدة.
إن إثارة الملف النووي الإيراني من جديد بعد فشل الإتهام الأميركي المفبرك حول اغتيال السفير السعودي في اميركا ،يشكل محاولة أميركية للإبتزاز والضغط،من لإجبار ايران التفاوض حول العراق والتمديد لقوات الإحتلال،أوللمساومة على إسقاط النظام في سوريا مقابل عطاءات زهيدة لاتقبلها إيران،ولا يمكن التنازل عن ثوابتها ومبادئها مقابل ثمن زهيد .
بعد الإنسحاب الأميركي من العراق ستتوسع جبهة المقاومة لينضم العراق إليها وتتوسع جغرافيا المقاومة وقدراتها،لإحداث التوازن على الساحة العربية مقابل إتباع أميركا و ،وكذلك على المستوى الدولي بالتحالف مع دول البريكس (BRICS)للوقوف أمام الآحادية الأميركية والصلف الأوروبي والعنجهية الإسرائيلية.