مقابلة مع إذاعة طهران العربية
حول الملف النووي الايراني:
س: لقد أعلنت إيران عن قرارها بناء عشر محطات نووية جديدة مما أثار الغرب.. فما رأيكم بالرد الإيراني؟
ج: إن إيران بعدما اكدت حقهاالمبدئي في امتلاك الطاقة النووية السلمية فانها لا تتوقف عند عدد المحطات ،حيث أن بناء المحطات يكون وفق الحاجات والمتطلبات وليس على أساس الرضى أو القبول الغربي ،و القرار الأميركي الصهيوني بمنع إيران من امتلاك الطاقة النووية يتزامن مع منع بناء المآذن في سويسرا وارتداء الحجاب في فرنسا ،حيث يبدو أن العالم الإسلامي ممنوع عليه امتلاك القوة أو حماية هويته الحضارية حتى الشكلية.
س: لقد هددت أميركا وأوروبا بفرض الحصار والعقوبات على الجمهورية الإسلامية فهل برأيكم ستتأثر إيران بذلك؟
ج: لقد جرب الغرب العقوبات والحصار الإقتصادي طوال ثلاثة عقود ،وكانت إيران أقل قوة في بداية ثورتها التي تزامنت مع الحرب العراقية عليها، وخرجت إيران منتصرة في الحرب العسكرية، واستطاعت قيادة وشعبا ونخبا علمية من تحقيق انجازات علمية نوعية، وكما أن الحاجة أم الاختراع ،فالحصار كان محفزا للاختراعات والانجازات ،واستطاعت إيران تحت الحصار من بناء مفاعل ناتنزومنشأة قم النووية، وبالتالي فإنها تستطيع بناء المزيد من المحطات تحت الحصار أو بدونه، فإذا تمكنت إيران من صيانة وحدتها الداخلية وعدم الخوف من العقوبات فإنها ستتغلب على اية عقوبات أو حصار قادم.
س: هل استراتيجية الحكومة الإيرانية المرتكز على بناء محطات نووية جديدة تغير تحديا للمجتمع الدولي؟.
ج: إن إيرانقد ردت بذات المنهجية التي يفاوضها الغرب على أساس فهو يعلن استعداده لتزويدها الوقود المخصب بنسبة 20% بشروطه ،ويترافق ذلك التهديد بالعقوبات... وإيران ترد بأنها مستعدة لشراء الوقود المخصب بشروطها ،وإن لم يعطها الغرب ذلك، فانها تستطيع إنتاجه ذاتيا فكما أن الغرب يعتمد أسلوب الجزرة والعصا ،فإن إيران ترد أيضا بالجزرة والعصا، وعلى إيران والعالم الإسلامي أن يتقدموا خطوة للأمام بإعلان نيتهم لإمتلاك السلاح النووي لموازنة السلاح النووي الإسرائيلي في ديمونة، المشاد في قلب العالم الإسلامي وكذلك السلاح النووي الأميركي والغربي لأنه دون امتلاك القوة لا يمكن صيانة الحقوق، فكما ضاع الحق في فلسطين يمكن أن يضيع الحق الإيراني أو العراقي أو الأفغاني.
وهناك فرصة ذهبية الأن حيث أن أميركا في لحظة ضعف على المستوى الداخلي والخارجي من خلال الأزمة المالية العالمية، أو عبر مآزقها في أفغانستان والعراق، وبالتالي فهي غير قادرة على شن أي حرب جديدة ضد إيران، ولا تستطيع إملاء شروطها بالغزو والألة العسكرية ،وكذلك عبر المؤسسات الدولية لعدم قدرة هذه المؤسسات وفشلها في حصار إيران وغيرها من الدول .