الميلاد والعلمانيون والأقليات ضحايا الثورة السورية.
د.نسيب حطيط
لا يجوز مشاركة-غير المسلمين بتشييع جنائزهم،ومن المحرم على المسلمين المشاركة في اعياد غير المسلين (كعيد الميلاد) ولا نؤمن بعيد الميلاد ونسعى الى الخلافة الإسلامية ولا مساواة بين المسلم والكافر، ومن يقول بدوران الكرة الأرضية فهو كافر وضال وأنه يسيتاب وإلا قتل كافرا مرتدا ويكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين (إبن باز وابن عثيمين ) ،ويجب قتال اليهود والنصارى والمجوس حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية.
هذه بعض فتاوى الوهابية والسلفية التي تقود ( الثورة السورية)المفترضة ولإظهار حقيقة الفكر المهجن والمشوه للجماعات الإسلامية ونتائجه السلوكية والسياسية فإننا نورد بعض الفتاوى الصادرة عن مشايخ السلفية(وعلماء الوهابية)لكي نستطيع قراءة مستقبل المنطقة والمجتمعات والسلم الأهلي في حال سيطرة هذه الجماعات على الحكم .
لقد أفتى الشيخ سليمان الخراشي(يجوز نهب أموال العلمانيين وإنتهاك حرماتهم)وأفتى الشيخ عبد الله بن جبرين ( جواز الجهاد ضد الشيعة ووجوب البصق في وجوههم)وأفتى الشيخ أبي إسحاق الحويني(بعدم جواز بناء الكنائس أو السماح بالتبشير في الفضائيات).
وتظهر هذه الفتاوى و غيرها ،عدم قبول الآخر مهما كان دينه أو طائفته أو عقيدته فالنصارى كفار والشيعة فئة ضالة كافرة، والدروز كفار والعلوييون كفار يجب قتلهم والعلمانيون تنهب أموالهم وتنتهك حرماتهم وأعراضهم ،لأنهم بحكم(غير المسلمين)،أما بالنسبة لمن يقول بدوران الأرض فهو ضال كافر عليه أن يتوب أو يقتل، فالعالم مهدد بالقتل بفتوى من لم يخرج من بيته ولا يعرف من العلم شيئا في تكرار لمشهد العصور الوسطى عندما وقفت الكنيسة ضد العلماء وأتهمتهم بالشعوذة وتعرضوا للقصاص ، فالعقل ممنوع من العمل مع أن الله سبحانه وتعالى قال(ما خلقت خلقا أفضل من العقل).
ويمعن أدعياء العلم من مشايخ الفضائيات في فتاويهم، "فتعلم اللغة الإنكليزية حرام "كما يقول الشيخ إبن عثيمين، وكذلك "تحريم إهداء الزهور" كما تقول فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية وتحريم التصفيق لأنها تشبه أفعال النساء وتحريم كرة القدم وتحريم أداء التحية العسكرية أو الوقوف للعلم "وعدم جواز جلوس المرأة منفردة أمام الكمبيوتر إلا بوجود(محرم)مدرك لعهر المرأة ومكرها".
أما في السياسة فيقول الشيخ أبوا إسحاق الحويني(الديمقراطية والإنتخابات والأحزاب حرام في حرام).
ويقول العلامة الألباني(الديمقراطية لفظة أجنبية وليس لهذه الكلمة معنى إسلامي صحيح لأنها تعني أن الحكم للشعب وليس لله سبحانه)وقال الشيخ مقبل الوادعي ( من يعتقد أن الديمقراطية حق ويؤمن بها فهو كافر لكن إذا كان متأولا لأجل الدنيا فهو ضال).
والإخوان المسلمون يشيدون دولة الخلافة التي يرأسها المرشد أو ( ظل الله على الأرض)وحزب التحرير مع دولة الخلافة وتحويل المسيحيين إلى أهل ذمة ،والديمقراطية فعل محرم وكذلك الإنتخابات والأحزاب ،ومن يؤمن بالديمقراطية فهو كافر وضال وجب قتله.... والسؤال للعلمانيين في لبنان(المستقبل-الإشتراكي-14أذار....)إن أموالكم وحرماتكم معرضة للنهب ومعرضون للقتل لأنكم تؤمنون بالديمقراطية وحكم الشعب ...! فكيف تناصرون من يمنع تزيين شجرة الميلاد و يذبح بالساطور ويقتل على الهوية كل من يعتقده كافرا ، وتصرون على مناصرة جبهة النصرة؟.
الثورة السورية صودرت من جحافل السلفيين والتكفيريين ومن أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية والعربية، و سنكون جميعا ضحايا الثورة السورية المغتصبة،و سنكون فريسة فتاوى المشايخ الجهلة الذين يفتون بغير علم ..فخبئوا علمكم وديمقراطيتكم في سراديب لا يراها السلفيون واصمتوا واستنكروا نظرية دوران الأرض أو الألعاب الأولمبية،وعليكم عدم إلقاء التحية على المسيحيين وعيد العمال حرام!
من يكره النظام في سوريا عليه أن يحذر من فكر وعقيدة البديل القادم ،قبل أن يذبح لأنه مسيحي أو درزي أو شيعي أو سني من المذاهب الأربعة حتى لو كان مفتيا أو عالماأو مغنيا أو علمانياأو يشاهد (ميكي ماوس) النجس !