النووي الإيراني في خدمة الامة.
د.نسيب حطيط
قال الله سبحانه وتعالى " واعدوا لهم ماأستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" وورد في الحديث الشريف " المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف"واعتمادا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة استكملت ايران برنامجها النووي السلمي والذي بدا في عصر الشاه بمساعدة غربية وتاييد اميركي لان الشاه يخدم اميركا ومصالحها، وكان الهدف الايراني لإستكمال البرنامج النووي لتحقيق اهداف طبية ومعالجة مرض السرطان ولتنمية توليد الطاقة الكهربائية وتنوع مصادر الطاقة والانتاج وعدم حصرها بالنفط مع تاكيد القيادة الايرانية عدم انتاجها للسلاح النووي انطلاقا من عقيدتها الدينية و الاخلاقية وهذا ماصرحت القيادتين الدينية والسياسية.
لكن اميركا و الغرب لا يريدون لأي بلد اسلامي او عربي او مايعرف بالعالم الثالث ان يستقل اقتصاديا او علميا بل البقاء ضمن دائرة الحاجة الدائمة للغرب و التحكم بقرار الدول المستضعفة سياسيا عبر التحكم بالاقتصاد و الابحاث العلمية وادارة الدول عبر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات الاعدام الاقتصادي الدولية" وابقاء الشعوب ضمن دائرة الاستهلاك وعدم القدرة على الانتاج بل سوق استهلاكي للمصانع والمنتجات الغربية.
إن النووي الايراني لخدمة الشعب الايراني و الامة الاسلامية ، فهو يشكل قوة اضافية للأمة ويعطي حافزا للشعوب و الدول لعدم الإستسلام للقدر و الاملاءات الاميركية و الصهيونية، فالنووي الايراني عامل تخويف وترهيب وردع للنووي الاسرائيلي في ديمونة والذي يتغاضى العرب وعلى رأسهم السعودية ولاتنظر اليه او تطالب باغلاقه ولم يمتنع السعوديون عن مقعدهم في مجلس الامن احتجاجا على احتلال القدس و فلسطين ولا احتجاجا على النووي الاسرائيلي بل احتجاجا على عدم اغتصاب سوريا عسكريا واحتجاجا على النووي الايراني فعن أي عروبة او إسلام يتحدثون .... هم كل شيء الا عرب ومسلمون.
قد يظن العرب ان المباحثات الايرانية مع مجموعة (5+1) تنحصر بالملف النووي وهذا الإلتباس خاطئ فالايرانيون لا يفاوضون لحماية انفسهم فقط بل لتحصيل حقوق الامة المستباحة وحماية الدول الحليفة و الشعوب المظلومة وصولا للشراكة في بناء عالم جديد على مستوى المحاور و القيادة وحق مايلي؟
-عدم إسقاط النظام في سوريا والحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات السورية وإعتماد الحل السياسي بدل الحل العسكري .
- تسخير النووي الايراني لدخول روسيا و الصين و ايران ضمن المشهد السياسي الدولي لتأكيد شراكة روسيا و الصين مع الادارة الاميركية على المستوى الدولي كممثلين للمحور الدولي المعادي للمحور الاميركي وتثبيت دور ايران الاقليمي و الاسلامي كمثل للمحور الممانع.
- فك الحصار الاقتصادي والسياسي والمالي عن ايران ورفع العقوبات عن الشعب الايراني.
- ادراج النووي الاسرائيلي واسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط للبحث والمفاوضات وصولا لمنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وكانت خطوة تدمير الكيماوي السوري اولى الخطوات.
- تدمير السلاح التكفيري( جماعات القاعدة و النصرة وداعش واخواتها...) وحصار التمويل وطرق الامداد وعدم توفير الحماية الامنة في الدول الغربية وغيرهما وتهديدات اميركا بتنفيذ تعهدتداتها عبر التطبيق البطيء على هذه الجماعات( المحاكمات الرمزية في الاردن للفلسطنيين... تراجع تركيا بالمجاهرة بدعم القاعدة... انخفاض الدعم القطري... فتاوى الظواهري بعدم قتل الشيعة و المسيحين.. الفتوى الثانية للظواهري ضد داعش مما يوسع الهوة بين مقاتلي المعارضة السورية و التدمير الذاتي للنصرة وداعش...
- مناقشة وضع البحرين وبدء العملية السلمية و الاصلاح السياسي وتامين المشاركة السياسية للجميع وستبدا بعض الخطوات السياسية من ملك البحرين باعفاء بعض المسؤولين من مناصبهم.
-مناقشة الوضع اليمني ودور الحراك الجنوبي و الحوثيين في العملية السياسية .
- النقاش حول القضية الفلسطينية وعدم استفراد السلطة الفلسطينية بالمفاوضات مع الاحتفاظ بورقة المقاومة وترميم قيادة حماس للعودة الى محور المقاومة وانقاذها من الحضن القطري الاميركي.
- التفاوض حول الانسحاب من افغاستان و الدور الايراني المستقبلي داخل افغانستان و الدور الايراني المستقبلي داخل افغانستان ضمن الشراكة الروسية الصينية و الباكستانية و الاميركية لحصار التطرف وتأمين الحدود و الانسحاب الآمن للقوات الاميركية.
- الغاء الدور الأوروبي خاصة الفرنسي الذي يتصرف كالزوج المنخدوع اميركيا و الذي يتخبط في تصريحاته وافعاله ولايعرف مايجري وسيدفع الثمن لاحقا على المستوى السياسي و الاستثمارات في المنطقة.
- ان ايران تقايض" الخوف" من سلاحها النووي بأثمان غالية كما ذكرنا سابقا ؛وتحتفظ بجوهر برنامجها السلمي وتحصيل الاعتراف الدولي بحقوقها بينما يخسرون مالهم ونفطهم واوطانهم بحمامات ويخوت وسيارات مطلية بالذهب ويرقصون بالسيوف المذهبية التى لايجيدون استعمال قبضاتها الا في ذبح اخوتهم وتدمير اوطانهم.
النووي الايراني في خدمة الامة وشعوبها... فهل سيستيقظ السعوديون وبعض العرب ولايتحالفون مع اسرائيل لضرب ايران؟؟
هل تقرأ السعوديون الاحداث المتسارعة بين العمال الافارقة و الاجانب في السعودية مع الشرطة و الاهالي وماذا لو توسعت بين العمال المقيمين والمواطنين... بالاضافة للعائدين من مسلحي القاعدة يضاف اليها تمرد المعارضة السعودية لاخذ حقوقها....؟
هناك فرق كبير بين الأمة التي تنتج سلاحها (النووي) لتأخذ حريتها و بين الامة التي تعمد على سلاها " المنوي" عبر" جهاد النكاح" فتخسر دينها وكرامتها وعسى ان ينتقل البعض من "المنوي "الى "النووي" ليستعيد كرامته!
بيروت :19\11\2013