عندما تأسست هيئة الأمم المتحدة،كان من أهدافها نصرة الشعوب المستضعفة، وحماية الدول الضعيفة من بطش الدول الكبرى ،ولإقامة مرجعية دولية لحل النزاعات سلميا" ،وللتأكيد من حيث الشكل على المساواة بين الدول، فقد أعطي لكل دولة(صوت)، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فالصين والبحرين لهما صوت واحد لكل منهما، مع استثناء لخمس دول في مجلس الأمن ،حيث أعطيت حق النقض(الفيتو)، وبالتالي فإن هذه الدول تستطيع إلغاء الرأي العام العالمي، وهذا خرق لمبدأ المساواة بين الدول،و الفشل الثاني لهذه الهيئة يتمثل بالوصاية الأميركية ، ولذا فإن قراراتها مزاجية واستتنسابية وفق المعايير التي تضعها أميركا وحلفائها من الفرنسيين والإنكليز خصوصا".
إن الهيئة الدولية نادرا" ما تؤيد الشعوب الضعيفة أو تنصرها على مستوى القرار والتنفيذ،وإن صدر القرار فلن ينفذ إطلاقا"، إذا كان لايحقق المصلحة الأميركية ، أما إذا كان القرار لمصلحة أميركا وحلفائها،فإن هذه الهيئة تعمل ليلا" ونهارا" لتنفيذ القرار ، وحشد الدول و المحاكم الدولية وغيرها من أجل(العدالة الأميركية) المنشودة، ولكن الواقع وفي قراءه تحليلية وعلى الأخص في منطقتنا، نرى (العجائب الدولية) في القرارات التي تناصر الاحتلال وتحاصر الضحايا، وتمنعهم من الدفاع عن النفس، وتتهم مقاومتهم بالإرهاب ،وتجبرهم على رمي أسلحتهم حتى لا يتعب الاحتلال نفسه في إلقاء القبض عليهم أو اغتيالهم،أو مصادرة قرارهم ونهب ثرواتهم وعلى سبيل المثال.
• القرار194والذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرتهم إسرائيل بعد اغتصابها فلسطين،لم ينفذ حتى اللحظة بعد ستين عاما" على صدوره،بل على العكس تعمل الأمم المتحدة بضغط صهيوني وأميركي على استبداله بالتوطين .
• القرارين 242-338بعد نكسة 1967والقاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في سوريا والأردن ومصر لم تنفذ حتى الآن.
• القرار425عام1978الذي يدعو إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان لم ينفذ، والفرار الإسرائيلي عام2000هو فرار تحت ضربات المقاومة وليس بفعل القرار الدولي.
• الجدار العازل العنصري في فلسطين، بقي شاهدا" على تناغم المنظمات الدولية مع الاحتلال، ولا زال بناء هذا الجدار مستمرا" ولا زالت الهيئات الدولية صامته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جريدة:الثبات * تاريخ:21/7/2008 * العدد
• مجزرة صبرا وشاتيلا والتي تتحمل إسرائيل مسؤوليتها كقوة احتلال،لم تتحرك الهيئات الدولية ومحاكمها لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين.
• مجزرة قانا وأخواتها، والتي وقعت داخل موقع للأمم المتحدة، حيث رأينا عندما تجرأ بطرس غالي الأمين العام الأسبق على إدانتها عوقب بعدم التجديد له.
• مجزرة مخيم جنين في فلسطين، كإحدى مظاهر الإبادة الجماعية، التي تمارسها إسرائيل في غزة والضفة والقدس المحتلة، ولم تتحرك الأمم المتحدة ومجلسها الأمني إلا لإستنكار الصواريخ البدائية للمقاومة الفلسطينية.
• مجازر الاحتلال الأميركي في العراق الذي تجاوز عدد ضحاياه المليون، والخسائر الحضارية والمعنوية،تحركت الأمم المتحدة لإضفاء الشرعية على القتل،وإعطاء الحصانة للجندي القاتل.
• مجازر الاحتلال في أفغانستان المستمرة منذ سنوات،لم تفعل الأمم المتحدة ومجلسها الأمني أي شيء لحماية المدنيين.
• اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو، وقفت الأمم المتحدة بوجه المطالبة لتشكيل لجنة تحقيق دولية،لأن ذلك يضر بالمصالح الأميركية.
• يتم التغاضي عن تجاوز حقوق الإنسان،وأساليب القمع،وفرض القيود عن كل الأنظمة التي تتحالف أو تنصاع للأوامر الأميركية،وتشهر هذه الأسلحة بوجه الأنظمة والشعوب التي تبحث عن الحرية.
• الملف النووي الإيراني والتي تم حشد كل الدول وهيئة الطاقة الذرية، وكل العالم لمنع إيران من الاستخدام السلمي،بينما تتغاضى الهيئات الدولية عن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي العسكري.
ارتكازا" على قرارات الأمم المتحدة العمياء عن حقوقنا، والتي تشكل السلاح القاتل بيد المستعمرين، يبقى الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق وحفظها... هي المقاومة.
وأن الحق الذي لا تحرسه البندقية هو حق أخرس، والعدالة، إن لم تحمها القوة فهي عدالة مغتصبة، وحتى لا يتساقط الرؤساء والملوك واحدا" تلو الآخر،وحتى لا تحتل الأوطان بعد فلسطين والعراق...فلتتحد الأمة تحت راية المقاومة بعدما أثبتت الأنظمة فشل أساليبها في حماية الأوطان.