الوطنيــة وعـدم الخجــل مــن الدعــم الإسرائيليــي
د.نسيب حطيط*
في ذروة عملية مكافحة التجسس والقبض على العملاء،وبالتزامن مع المطالبة بنزع سلاح المقاومة ،يطل، حفيد الشيخ بيار الجميل زعيم الكتائب اللبنانية ليعلن عدم خجله من الدعم الإسرائيلي لهم بمواجهة سوريا(الشقيقة) وكأن التعامل مع العدو وجه من وجوه الوطنية والسيادة الجديدة التي شرعت الأبواب أمام جحافل العملاء من كل الطبقات الغنية والفقيرة النخبوية والعامة، ليس بدافع الكسب المادي بل ترجمة لثقافة سياسية تقول بأن إسرائيل جارة وليست عدوا، وأن سوريا عدو وليست جارة،وأن الصديق من يقدم الدعم دون حساب للمبادئ ، وأن العدو هو من يقف ضد رغبات بعض القوى السياسية اللبنانية للإنتماء للمشروع الغربي الإسرائيلي والتنصل من الانتماء العربي الوطني و معايير العزة والكرامة وحفظ الحقوق وتحرير الأرض.
إن الإعتراف بالتعامل مع العدو الإسرائيلي من النائب سامي الجميل ، وتفاخره بعدم الخجل وعدم الندم في المرة الأولى التي اشعلت الحرب الأهلية في لبنان، وكادت تقسمه،ولا زال لبنان يعاني من تداعياتها حتى الآن،ومن لا يخجل أولا، فلن يخجل من تكرار فعلته وتعامله،طالما أن ثقافته السياسية لم تتغير ولم تتبدل، بل ازدادت ترسيخا،وإن إعلان عدم الخجل بمثابة أمر عمليات يتضمن التهديد العلني،بأن قائل هذا الشعار ومن يمثل ،يهدد بالاستغاثة بالإسرائيلي لتحقيق التوازن الداخلي على المستوى العسكري ،طالما أنه لم يستطيع نزع سلاح المقاومة،ويذكر الجميع بأنه تعاون مع إسرائيل لتحقيق التوازن مع سوريا وفلسطين والحركة الوطنية وهم مستعد مرة أخرى لتكرار فعلته حفظا للبقاء.
الخطير في هذا التصريح هو الإعلان بشكل فاضح تبني العلاقة مع إسرائيل، وكأن العمالة موقف سياسي وليست فعل خيانة، ليصبح العملاء تيارا سياسيا له وجهة نظره، لا تنطبق عليه المواد القانونية العادية،وكنا نتكهن متى سيطالب العملاء بالمشاركة في الحوار الوطني ...؟
ولذا فإن المطلوب من القوى الوطنية والمقاومة والمؤسسات الرسمية التحرك السريع لمحاسبة قائل هذا الشعار وأنصاره وفق القوانين المرعية الإجراء، وعدم إعطاء الشرعية والحصانة لوجهة نظره السياسية المشاركة في الحوار،وإلا فإن المطالبة بإعدام العملاء تتحول لرفع العتب ولتعبئة الجمهور،خاصة وإن اتفاق الطائف أعلن صراحة توصيف العدو والصديق الشقيق،والظاهر أن البعض ممن تعامل مع إسرائيل وتلقى دعمها لإشعال الحرب الأهلية مقدمة لإجتياح لبنان عام 1982 ،وعمل المستحيل لتوقيع اتفاق 17 أيار الذي أسقطته القوى الوطنية المقاومة ،و يعلن عدم خجله ،فإنما يعلن بدون مواربة أو تأويل،بأن شعاره ومطالبته بنزع سلاح المقاومة،مطلب جدي ولن يتنازل عن العمل لتحقيقه وبأي ثمن وأي وسيلة حتى لو كانت طلب الدعم من إسرائيل أو القوات المتعددة الجنسيات ،التي طلبها والده سابقا فكانت نيوجرسي وقذائفها العملاقة و قوات المارينز والفرنسيين في بيروت ويستعد بعض السياديين الجدد لتحضير الأرضية اللبنانية لإجتياح إسرائيلي جديد،لم ينجح عام2006،و الظاهر أنه سيتكرر بالتزامن مع فتنة داخلية متعددة الصفات(مذهبية – طائفية...) لأنهاك الجبهة الداخلية اللبنانية لتسهيل الأمور على العدو الإسرائيلي.
لكن هؤلاء لم يتعظوا من تجاربهم السابقة للإستقواء بالأجنبي ولو كانت اسرائيل، فلم تسعفهم واندحر الاحتلال وتحرر لبنان خلافا لرغبتهم، وفر المارينز و صمتت نيوجرسي وانحلت دولة أنطوان لحد التي رعوها وحموها طائفيا وسياسيا وسقط 17 أيار، وفشل المشروع الأميركي ولا زالوا على عنادهم وجهلهم ورضوا بأن يكونوا وقودا للمشروع الأميركي -الإسرائيلي واستعمالهم أكياس رمل يتركها عند انسحابه كما حصل عند بوابة فاطمة عام 2000 أو بتهجيرهم كما اقترح كيسنجر.
ونداؤنا لهم بأن عودوا إلى وطنيتكم وإخوانكم في المواطنية ونحن حريصون عليكم وعلى إنقاذكم من براثن أعداءنا حتى لو أخطأتم، فواجبنا أن ننقذكم ،إنقاذا لوطننا جميعا ،وانتصارا له وهزيمة لأعدائنا ... فهل من مجيب؟!.
بيروت في 6/9/2010 سياسي لبناني*