اليمن يطفىء انوار السعودية د نسيب حطيط
تورطت السعودية بحربها على اليمن واستهانت واستهزأت بالقدرات المباركة للشعب والجيش اليمني وزادها غرورا" اتكالها على الدعم الأميركي والصهيوني والصمت العالمي الذي اعتادت ان تشتريه بالمال المباشر او صفقات السلاح او الإستثمارات المتعددة الأنواع .
هذا هو الغزو الثاني او الثالث للسعودية لليمن منذ غزو الملك المؤسس الى الصراع مع الرئيس جمال عبد الناصر ولم تنجح السعودية بإسقاط اليمن بل انقلبت الصورة واسقط اليمنيون الوطنيون والشجعان الاحلام السعودية وانزلوها عن عرشها الذهبي وكشفوا عوراتها وكشفوا حقيقتها الضعيفة وانها ليست دولة بل عائلة مفككة وضائعة تكا ان تختفي وهي تشتري ما تبقى من ايامها بالمال والنفط ..وعندما تخلو خزائنها وارصدتها من الدولارات والذهب سيتخلى عنها المقاول الأميركي وحلفاؤه الغربيون للتفتيش عن طريدة أخرى ..
صمت انصار الله والجيش اليمني اربع سنوات وانتظروا مجلس الأمن والأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان ولم يحصدوا الا القتل والجوع والكوليرا..
انتظروا القمم العربية والإسلامية والأخوة والأشقاء ..ولم يحصدوا الا الطعن والقتل والتخوين والحصار..
انتظروا ان يعود السعوديون والاماراتيون الى رشدهم الى عروبتهم الى اسلامهم الى حق الجيرة ..فلم يحصدوا الا قصف الأسواق والمستشفيات والأعراس والمدارس ...
مضغوا وخزّنوا كل صبرهم الإستراتيجي ولم يبق منه شيء ،فأفرجوا عن بأسهم وشجاعتهم وارادتهم ..واطلقوا طائراتهم المسيّرة وصواريخهم المجنّحة والباليستية تعبر اجواء العدوان وتسخّف الضمانات الأميركية لحفظ امن المملكة وتبعثرها في الهواء وارتكزوا وتحصنوا بالآية القرآنية الكريمة (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُون َوَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) وتسلحوا ونفذوا قول الرسول الكريم (ص) المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف).
لقد بدا اليمنيون الصابرون "تنفيذ خطة العين بالعين والسن بالسن والبادىء اظلم" وذلك لفرض معادلة توازن الرعب وتوازن الحماية المتبادلة للبنى التحتية والمدنيين وفك الحصار وصولا لإجبار دول العدوان على وقف العدوان او فك الحصار واستقرار الأمن والا فلا مطارات ولا موانىء ولا محطات كهرباء او ماء ..وذلك بالتدرج من جيزان ونجران وابها وصولا الى الرياض وجدة وغيرها.
لقد بدأ الألم السعودي يستولد الصراخ ويستنجد ويستغيث من الضربات الأولى ونتيجة المراهقة السياسية والعسكرية فقد سارعت الرياض الى استدعاء الملوك والرؤساء العاجزين لحضور ثلاث قمم مع بعضها البعض (عربية وإسلامية وخليجية) لتحشيد العالم العربي والإسلامي ضد اليمنيين المقتولين الأبرياء التي غزتهم السعودية والامارات وتطالبهم بوقف صراخهم عند ذبحهم ..!
انفضّت القمم الثلاث وودّعها انصار الله والجيش اليمني بقصف جديد مستمر ...والسؤال ماذا تستطيع السعودية ان تفعل لوقف القصف اليمني الدقيق ؟
هل تدعو لقمم عربية واسلامية ودولية جديدة ؟
هل ستشكو لمجلس الأمن ؟
هل بقي احد من المرتزقة لتشتريه من "بلاك ووتر" الى مرتزقة السودان الى الجماعات التكفيرية ..
هل تعلن التعبئة العامة للسعوديين العاجزين لرفد الجبهات بالمقاتلين ؟
لقد دخلت السعودية نفقها المظلم وعندما رأى الأميركيون ضعفها بدأوا بسلخ جلده وأول الغيث السماح لممثلة الأمم المتحدة ان تتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقضية قتل الخاشقجي وتقطيعه في القنصلية السعودية في تركيا، بالإضافة للدعوة إلى محاكمته وتجميد ممتلكاته وارصدته في الخارج !
النقاش في الكونغرس الأميركي لوقف بيع السلاح للسعودية لعدم تحمل جرائمها في اليمن (استفاق الأميركيون بعد اكثر من اربع سنوات على المجازر وليس بسبب انسانيتهم بل بسبب قناعتهم بالخسارة).
السعودية امام خيارين اما المكابرة والإستمرار بالحرب على اليمن وقيادة التحالف ضد ايران والتعهد بتنفيذ صفقة القرن وهذا سيجعلها في دائرة الخطر والتفجير الداخلي وانهيار حكم العائلة السعودية المالكة، وإما إعادة التقاط أنفاسها والنزول عن شجرة أحلامه المستحيلة ووقف الحرب على اليمن والعودة للتفاهم مع جيرانها وعدم نفخ حجمها كقوة عظمى وهذا ما نتمناه لكي ينعم الشعب السعودي الشقيق بالأمان والهدوء وحقن دماء المسلمين والعرب والعودة للوحدة ضد العدو الصهيوني وحماية الثروات العربية والإسلامية.