اليمن بوصلة موازين المنطقة نسيب حطيط
على مشارف الذكرى السادسة للحرب الظالمة على اليمن الشجاع والتي تؤشر ببشارات النصر اليمني على العدوان الأميركي_الخليجي على اليمن وأهله وانهزام الغرور والعدوان المتوحش، فإننا نبارك للشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية انتصاراتهم وصمودهم وشجاعتهم.
لقد حاول المشروع الأميركي – الصهيوني إسقاط اليمن بأيد عربية إسلامية ذات هوية خليجية، ومشروع أميركي بالتلازم مع اسقاط سوريا والعراق للإطباق على ما تبقى من الأمة تسهيلا للتطبيع والقضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها عبر ما يسمى "صفقة القرن" واستعمار المنطقة وأهلها لمائة عام جديدة، وسلب حريتها ونهب ثرواتها وحصار ووأد كل حركات المقاومة بل ومحو فكرة او أحلام التحرر والسيادة لإلغاء الهوية الثقافية بعدما نجحوا في طعن الإسلام الأصيل بحركات وهابية انجبت الكثير من الحركات التكفيرية التي خرّبت وشوّهت الدين وقتلت أهله ودمرت اوطانه ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه أعداء الإسلام وأهله وفي مقدمتهم إسرائيل الكيان الغاصب لفلسطين والمقدسات والتي شرّدت الشعب الفلسطيني .واحتلت واعتدت على لبنان وسوريا والأردن ومصر وايران والعراق ....
ماذا لو نجح المشروع الأميركي في اليمن؟؟
ان اهداف المشروع الأميركي في اليمن متعدد المحاور ومنها :
- المحور الجيو- سياسي حيث ان سيطرة اميركا بالكامل على اليمن يعطيها السيطرة الكاملة على باب المندب والتحكم بالتجارة العالمية وحركة ناقلات النفط بشكل خاص(أكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً)..
- المحور الاقتصادي، ان السيطرة على اليمن تؤمن السيطرة على ثروات اليمن النفطية الضخمة وبقية الثروات الطبيعية التي يختزنها اليمن والتي تعوّض نفاذ المخزون النفطي السعودي او الأميركي لعقود طويلة .
- المحور المني العسكري حيث أن موقع اليمن يؤمن قاعدة عسكرية استراتيجية لأميركا، بالإضافة لتامين بوابة آمنة للعدو الإسرائيلي ككيان وكنافذة على افريقيا وقد قال بن غوريون احد أباء المؤسسين للكيان الإسرائيلي في العام 1950( أنَّ اليهود لم يسيطروا يوماً على شواطئ هذين البحرين منذ "خروج موسى من مصر" (وفق الأسطورة اليهودية)، مروراً بعصر الملك سليمان، وحتى مملكة "الحشمونائيم"، مُؤكداً ،أن أول سلطة سياسية في التاريخ اليهودي على هذين البحرين معاً، وعلى خطوط الملاحة البحرية فيهما، هي سلطة "إسرائيل" الحالية.) وتابع بن غوريون (إن حقيقة الاستيطان اليهودي على شواطئ هذين البحرين في العصر الحديث هي لحظة فارقة، ولها أهمية اقتصادية وسياسية واستراتيجية، فالبحر ليس صحراء مائية، ولكنه كنز مكتمل) وفي مذكراته يقول بن غوريون ( من البحر الأحمر إلى بحر الفلسطينيين"، وهذا ما رآه بن غوريون، تحقيقاً لوعد الله إلى موسى بقوله: "وليكن ملكك من البحر الأحمر حتى بحر الفلسطينيين".- البحر الأبيض المتوسط)
بناء على ما ذكرناه فإن الحرب على اليمن هي حرب بالوكالة والإنابة لصالح العدو الإسرائيلي وأميركا وليست لأهداف سعودية او إماراتية وان كانوا يستفيدون من بعض الفتات الاقتصادي والمعنوي لكنهم يعملون كشركات الأمن الخاصة مثل "بلاك ووتر" ولكن دول تنفذ أوامر وبرامج وخطط أميركية مقابل البقاء في الحكم وبعض الامتيازات الظرفية غير الدائمة وغير المضمونة...
ان انتصار الأخوة في اليمن وهزيمتهم للمشروع الأميركي_الصهيوني هو انقاذ لليمن وللأمة أيضا حيث استطاع اليمنيون الشجعان ان يكسروا سلسلة من سلسلة الحصار للأمة المتعددة المنافذ وان يعطوا الأمة بعضا من القدرة على الصمود وإمكانية التفاوض او المواجهة والتكامل مع السيطرة الإيرانية على مضيق "هرمز" فيصبح للأمة مضيقان "باب المندب وهرمز " ويكون للطرف الأميركي المقابل مع حلفائه (مضيق جبل طارق والبوسفور".
ان الهزيمة العسكرية السعودية سيتبعها هزيمة معنوية وانكسار للدور السعودي في المنطقة والعالم الإسلامي وستكون له تداعياته الداخلية على صعيد العائلة المالكة وسيكون ولي العهد اول الخاسرين لأن اميركا تضحي بالأشخاص حفظا على مصالحها الاقتصادية والأمنية والسياسية ..
سلاما لليمن الشجاع والصابر والمنتصر ....