اليمن ضحية التوحش الدولي
د.نسيب حطيط
على مشارف السنة الرابعة لبدء العدوان الإجرامي على اليمن، يتزايد التوحش الدولي، وتتوسع جريمة صمت الرأي العام عن جرائم الحرب، وهدم وسرقة الحضارة اليمنية وثرواته، ويتجلى النفاق والخداع الدولي في الزيارة الأممية لأنقاض الصاروخ الدفاعي اليمني على مطار الرياض؛ في محاولة وقحة للتعمية على عشرات آلاف صواريخ القنابل المحرمة دولياً التي تتساقط على أسواق ومدارس ومجالس العزاء في اليمن، وتقتل آلاف المدنيين، بل وتغطي على جريمة العصر بالحصار الظالم وعدم مساعدة اليمنيين بالأدوية لمعالجة وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من مليون يمني حتى الآن.
لقد ضاعت السعودية في جبال وصحارى اليمن، وانهزمت، وتصدعت معنوياً واقتصادياً وعسكرياً على مدى ثلاث سنوات من الصبر والصمود اليمني الاستثنائي، وقد أنتجت الشجاعة اليمنية ما يلي:
1- تصدُّع التحالف العربي، فخرجت قطر من الميدان، وتنافست الإمارات مع السعودية في عدن والجزر اليمنية، ورسّخت شراكتها مع السعودية في الملف اليمني من موقع القوة وليس من موقع الاستجداء.
2- إهانة ما يسمى الشرعية وتجاوزها من جميع المحتلين، وتحوُّلها إلى "شاهد الزور"، مع "اغتصابها" سياسياً من رعاتها وسلبها السلطة والقرار والكرامة، فصارت عدن مقسَّمة بين الإمارات والسعودية، والجنوب والصحارى بين "داعش" والعشائر وقُطّاع الطرق، ولم يبقَ من "الشرعية" إلا اسمها المفرَّغ من كل قرار،ولا تملك سوى التوقيع على ما يُكتب لها وما تؤمر به.
3- خسارة السعودية هيبتها وصورتها المعنوية، بالإضافة إلى تحويل الداخل السعودي إلى ساحة حرب، وهي المرة الأولى منذ حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي.
إن الغزو السعودي - الإماراتي، بطلب أميركي، للسيطرة على النفط والعمالة اليمنية بسعر رخيص، والسيطرة "الإسرائيلية" على باب المندب للتحكُّم بالتجارة العالمية،باؤوا بالفشل والهزيمة المستدامة، مع كل التوحش العسكري واللاإنساني وغير الأخلاقي، والمخالف لشرعة حقوق الإنسان والقوانين الدولية، وذلك بفضل تضحيات ووطنية الشعب اليمني، الذي تحمّل الحصار والقصف وصمت وتآمُر العالم، خصوصاً الأشقاء العرب و المسلمين الذين ما نصروه وسكتوا عن المجازر التي تُرتكب بحقه.
على مشارف السنة الرابعة من العزة والصمود والتضحيات التي قدمها آلاف الشهداء والجرحى،أثبت اليمنيون أنهم جديرون بالحياة الكريمة، وأنهم أحرار في اختيار من يحكمهم ويقودهم، وأن منظومة شراء الذمم بالمال والألقاب قد سقطت، وأن الاستعانة بالمرتزقة بداية السقوط للملكة المعتدية والإرهابية.
إن تحوّل اليمن إلى أحد أركان محور المقاومة، مع كل هذا الحصار والقتل الذي يتعرض له،أفقد المعتدين عليه صوابهم، ووصلوا إلى مأزق حقيقي،فهم غير قادرين على التراجع، لأن ذلك اعتراف بالهزيمة وبانتصار اليمن الحر المستقل.. واستمرارهم بالعدوان وحرب الاستنزاف سيصيبهم بالخسارة المستدامة التي لا يستطيعون تحمّلها كما يتحملها الشعب اليمني المظلوم، ولذا فهم يحشدون العالم بقيادة أميركا لاستعراض شظايا الصاروخ اليمني "اليتيم" على الرياض،لإظهار مظلومية السعوديين الذين مايزالون منذ أكثر من الف يوم يحرقون اليمن وحضارته وتراثه.
اليمن المظلوم والشجاع سينتصر كما انتصر على كل الغزاة، وسينهزم الغزاة الجدد الضعفاء الذين يتوسلون المرتزقة من السودان وكل شذاذ الأفاق، بعدما انكشفت عورة الجيش السعودي والقوات المسلحة والجبهة الداخلية الهشة والضعيفة، وظهرت أكذوبة صفقات السلاح الوهمية منذ عقود، وتبين أنها إما وهمية اختفت عبر منظومة الفساد السعودية التي اعترفت بها العائلة المالكة وسُجن بسببها مئات الأمراء ورجال الأعمال،أو أن السلاح بحاجة إلى رجال يحملونه، وهذا ما تفتقده المنظومة العسكرية السعودية، التي تفتقر إلى الخبرة والعديد والقضية التي تقاتل من أجلها؛بخلاف اليمنيين الشجعان أصحاب قضية الدفاع عن الوطن والشعب والكرامة.
التحية والدعاء بالنصر للإخوة اليمنيين.. وما النصر إلا صبر ساعة..