اليمن يقاوم التكفير والوصاية الخارجية .
د.نسيب حطيط
لازالت ثورة 21 سبتمبر اليمنية بقيادة حركة انصار الله وحلفائها من القوى السياسية اليمنية تواصل مسيرتها التحررية لإسترداد الإستقلال اليمني الحقيقي واستعادة القرار المستقل لبناء وطن وكيان يليقان بالشعب اليمني الذي عانى منذ ثورة الستين من القرن الماضي من عدم الإستقرار والحروب الداخلية والإنقسام بين الجنوب والشمال، مما جعله فريسة الفقر والتهجير القسري نحو دول الخليج طلبا للعمل والرزق وقد دفع ثمنه غاليا بالتنازل عن أراضيه التي صادرتها المملكة السعودية بعنوان إتفاقية المصالحة بين البلدين .
لقد تم ارسال القاعدة الى اليمن للقضاء على الحركة الحوثية والسيطرة الخليجية والأميركية على اليمن وموقعه الإستراتيجي ،كما تم إرسال القاعدة الى افغانستان لمواجهة الإتحاد السوفياتي فكانت المغناطيس الذي جذب القوات الأميركة الى أفغانستان لتأسيس قاعدة في قلب المثلث الصيني- الروسي - الإيراني للتحكم في هذه المنطقة الإستراتيجية وكل ذلك برعاية وتمويل سعودي وفكر وهابي .
اليمن الآن يتحرر من الوصاية السعودية الكاملة دون الإعلان عن معاداة مجلس التعاون الخليجي او الرد عليها بالمثل وهي التي بادرت لإستباحة اليمن عبر الطلب من مجلس الأمن الدولي وضعه تحت البند السابع الذي سيؤدي الى تحالف القاعدة والخليج والقوى الغربية بمواجهة الشعب اليمني!
تحاول اميركا بالتعاون مع السعودية لإسقاط اليمن لتأمين الأمن الإسرائيلى والسيطرة على باب المندب والتحكم بحركة النقل البحري ،مما يجعل قناة السويس المصرية تحت رحمة القرار الإسرائيلي والأميركي وهي آخر ماتبقى اقتصاديا لمصر وبالتالي فأي نظام سيحكمها سيكون ملزما بطاعة هذا التحالف الإستعماري والعدواني بالإضافة الى فتح الباب الإفريقي على مصراعيه والتوسع في اريتريا وغيرها .
الثورة اليمنية تعيد اليمن الى دوره العربي والإسلامي غير التابع او المبايع للمشروع الأميركي وتحاول انقاذ الشعب اليمني من معاناته وانقساماته وتعزير قدراته الذاتية على المستوى الإقتصادي وانتشاله من الفقر و إستعباد الخليجيين له بواسطة العمل والمساعدات الخارجية .
إن مبادرة اللجان الثورية لحل مجلس النواب وعدم تعليق الدستور وانشاء المجلس الوطني واالهيئة الرئاسية تقدم انموذجا مثاليا في عدم احتكار السلطة وهذا ماينفي صفة الإنقلاب عن الثورة ،لأنها فتحت باب المشاركة للجميع دومن إستثناء وسحبت المبررات من ايدي الأخوة اليمنيين في الجنوب عندما طالب انصار الله بالعدالة للجنوب وانصافه ورفع المظلومية عنه وان أبناء الشمال والجنوب متساوون بالمواطنة لكي يبقى اليمن موحدا دون تقسيم بين شمال وجنوب او أقاليم ستة بعنوان فيدرالي تؤدي للتقسيم الواقعي وتؤسس لحروب بين بعضها البعض .
حركة انصار الله تتصرف بحكمة وواقعية دون غرور او شعور بالعجب وبفائض القوة التي تمتلكها مع حلفائها ولازالت تؤمن وتدعو وتشارك بالحوار الداخلي وتحت رعاية الأمم المتحدة حتى بعد قيامها بالإعلان الدستوري ولازال خطابها هادئا باتجاه الخليج بالرغم من معاداتهم لها ...والثورة اليمنية لم تتنكر لثورة الشباب في 11 فبراير 2011 بل أعلنت مواصلة الثورة وتصحيحها وتطهيرها من شوائبها ومن مصادرة السعودية للثورة عبر آل الأحمر وخديعتها للرئيس علي عبد الله صالح الذي لم تف بوعودها له فانقلب عليها في اللحظة المناسبة والقاتلة .
لقد أنقذت ثورة 21 سبتمبر اليمن من الهاوية التي سقطت فيها ليبيا ومصر وسوريا ودول الربيع العربي الأسود الذي اشعلته اميركا وحلفائها بالتكفيريين في تكرار لتجربة الأفغان العرب التي نجحت اميركيا بإستخدامها كأداة للغزو الآمن والرابح دون خسائر أميركية وحاولت اسقاط اليمن بنفس الطريقة ،لكنها فشلت حنى الآن عبر مقاومة الشعب اليمني وثورته الشعبية الحكيمة ونتيجة صمود محور المقاومة في المنطقة وتشتت محور التكفير والإرهاب الغربي والخليجي المتحالف مع العدو الإسرائيلي وانتشار الإرهاب وتمدده لأوروبا التي ستتحول لساحة رعب وخوف لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية وكل رعاة التكفير سيذوقون ما ذاقه الأبرياء في سوريا والعراق وغيرها ... فلينتظروا !