اميركا فليسقط مجلس اسطنبول بدل النظام
د.نسيب حطيط
لازالت سوريا المقاومة والممانعة، صامدة في وجه الحرب "العالمية" ضدها عبر شعارات الديمقراطية الخليجية وتداول السلطة "الملكي والأميري "وحماية حقوق الإنسان وفق الطريقة الإسرائيلية حتى طالبت كلينتون بإسقاط مجلس اسطنبول ورفع الوصاية التركيةعنه ،وبيع المعارضة الخارجية لقطر بعدما اشترت (حماس –مشعل ) وأدخلها هنية الى مخادع غزة !
ولانبالغ اونحرف الحقائق إذا قلنا أن الحرب على سوريا هي حرب خارجية بأدوات وشعارات داخلية ، فقد نشر احد مراكز الأبحاث الكندي (global research) خطة تدمير سوريا التي وضعت عام2007 بتخطيط أميركي وإسرائيلي ورضى ومعرفة سعودية لإزاحة العقبة الرئيسية الباقية أمام المشروع الأميركي ،ولإزالة أي تهديد عسكري نظامي عربي فبعد تفكيك الجيش العراقي وبعد تحييد الجيش المصري بإتفاقية كامب ديفيد، بقي الجيش العربي السوري الجيش الوحيد القادر على مواجهة العدو الإسرائيلي ويؤمن توازن الردع بالتحالف مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين قبل تحييد وتدجين بعضها (حماس –مشعل) فكان لا بد من تدميره داخليا لعجز إسرائيل عن تدميره في أي حرب مقبلة ، واستغلت شعارات الإصلاح والديمقراطية والحراك الشعبي الداخلي -هذا اذا لم يكن قد تم افتعاله واشعاله- عبر اجهزة المخابرات ، ليدخل منها مشروع تدمير سوريا وإستنزاف الجيش السوري وأنهاكه وتدمير البنى التحتية لسوريا وتفكيك المجتمع السوري طائفيا ومذهبيا وأمنيا ،لأنه لم يبق في الشرق الأوسط سوى بلدين علمانيين سوريا وتركيا، ولا بد من تدميرهما الواحدة بعد الأخرى، وهذا ما وقعت فيه تركيا فكانت رأس الحربة لتفكيك وتخريب سوريا ،وبعد ثمانية عشر شهرا بدأت النار السورية تطال الساحة التركية فعاد الأكراء لعملياتهم العسكرية وانقسم المجتمع التركي إلى( سنة وعلويين وأكراد وعلمانيين وإسلاميين جدد) وتفككت العلمانية التركية واستدرجت تركيا إلى المذهبية التي ستتفاقم شيئا فشيئا.
لاننكر ان للشعب السوري حقوقا وأحلاما ومطالب ،وسنة الحياة التطور والتغيير واستمرارية الإصلاح ومكافحة الفساد ،الذي كلما تسلل من نافذة لابد من إغلاقها وتطهيرها ،لكن الديمقراطية ليست حبة دواء يتناولها المظلومون وفق وصفة علاج أميركية بل هي ثقافة واسلوب حياة وصناعة وطنية لاتقررها السفارات والحوالات المصرفية الخارجية .
لقد اسقطت المعارضة الخارجية نفسها قبل ان يسقطها النظام والجمهور العام ،وساعدت النظام وقواه الأمنية والعسكرية على نفسها وحصارها ،فيكفي المواطن السوري المؤيد والمعارض او الغاضب ان يقارن بين تصرفات النظام والمعارضة (المسلحة –الديمقراطية) المخادعة ليكتشف كذبها وخداعها بل ووحشيتها ،بما يجمل وجه النظام اكثر مما يفعله إعلامه الضعيف وليحشد السشعب السوري ضد هذه المعارضة المصنعة أميركيا والتى تتربى في الفنادق المسبقة الدفع ..والتي انتجت ثورة ومعارضة لم يسبق لها مثيل حيث تؤدي دور حكومة فيشي في فرنسا وجيش لحد وبعض القوى اللبنانية التي تحالفت مع اسرائيل في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 وفي مجازر صبرا وشاتيلا ومن مواصفات هذه المعارضة(ماعدا بعض اطيافها):
- معارضة لا تستطيع التحرك بالشارع إلا عبر الصواريخ والتفجيرات(والدوشكا)فهي لا تمتلك إلا سلاح التخريب للقضاء على الأمن في سوريا ،والأمن هو ركيزة الحياة فلا إقتصاد ولا إستثمار ولا بيع ولا تعليم ولا أي شيء آخر، لقد قضت المعارضة على الحياة في سوريا قبل أن تستلم السلطة وحتى لو قالت ان النظام استدرجها فحاولت الدفاع عن نفسها(وهذا رأيها)فإنها قد وقعت في الفخ.
- معارضة تدمر المشافي والمدارس والبنى التحتية ولا يبقى شيئ،فإذا استطاعت إستلام السلطة فكيف ستؤمن الخدمات للناس وقد دمرت كل المؤسسات الرسمية والخدماتية أم أنها ستفتح باب السرقة والهدر بعنوان إعادة الإعمار،فالأميركيون والغرب يدمرون سوريا بإيد عربية وسورية وإسلامية ليأخذوا عقود المقاولات كما في العراق وليبيا وغيرها.
- معارضة تذبح وتخطف وتغتصب(ردا على النظام) فإذا كان النظام متهما بفعل ذلك، فما الفرق بين النظام والمعارضة ...؟لقد أعدم ما يسمى الجيش السوري الحر الجنود النظاميين العزل وأجبر الأمم المتحدة لتوصيف العملية (بجريمة حرب )...فكيف يؤيد المواطن السوري معارضة متهمة بجرائم حرب!
- معارضة يصنعها الأميركي ويؤلف مجالسها ويبشر بها القطريين والسعوديين ويأمرها التركي ويؤيدها الإسرائيلي وأذرعها العسكرية(القاعدة)والتكفيريون والمرتزقة من كل العالم فكيف تكون سورية ...و كيف تكون وطنية!
- معارضة يمولها الخارج ورواتبها ورواتب عناصرها من الدول المتعددة ومن يملك(المال)يملك القرار والقرار غير موحد والتشكيلات غير موحدة ،فكيف يطمئن الشعب السوري لأمراء الذبح وقطاع الطرق وأصحاب نظرية(اللواط)في سبيل الله!
الحرائق تتمدد والفوض تنتشر وسوريا صامدة فهل يستيقظ الأعراب والمتورطين الأتراك، وكذلك بعض الأوروبيين لإيقاف النزف السوري قبل فوات الأوان، فسوريا لن تسقط وإن سقطت ستسقط معها كل المتورطين في حرب شاملة وفوضى عارمة وقد بدأ الخليج يشتعل بالتفجيرات والحوادث الأمنية ومظاهرات المعارضةوكذلك تركي ، ولن يبق أحد بمنأى عن الغرق والرهان على الشعب السوري والجيش للوقوف مع قيادته لإنقاذ سوريا من (التكفيريين)والصهاينة والمتآمرين ،وبعدها فليتحدوا لبناء سوريا المقاومة والديمقراطية فالشعب السوري يستأهل كل الخير والحب والحياة الكريمة لنمد جميعا لصد المؤامرة التي ستأكلنا الواحد بعد الآخر إن هزم أحدنا وليستيقظ بعض الفلسطينيين من نومهم في الفنادق الفاخرة ليبقوا مع المقاومين ففلسطين تحررها البنادق ولاتحررها الحسابات المصرفيةو دبلوماسية البيادق.